أصدرت النيابة العامة المصرية قرارا بضبط وإحضار
خالد البلشي، وكيل نقابة الصحفيين ورئيس لجنة الحريات بالنقابة، بتهمة سب وقذف وزارة داخلية الانقلاب، وإهانة الشرطة، والدعوة لتكدير السلم العام والتظاهر وقلب نظام الحكم.
وجاء ذلك على خلفية بلاغ تقدم به مساعد وزير داخلية الانقلاب للشؤون القانونية، وحمل الرقم الإداري 2131 لسنة 2016. وبناء عليه؛ فقد تم إصدار القرار بضبط وإحضار البلشي، كما أمرت النيابة مباحث الاتصالات بتقديم تحرياتها حول البلاغ الذي يتعلق بموضوعات نشرت على صفحتي البلشي في "فيسبوك" و"تويتر".
وقد أثار القرار استنكارا واسعا من قبل
حقوقيين وإعلاميين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي؛ عدّوه قمعا جديدا تمارسه السلطات المصرية على نشطاء التواصل.
وعلق البلشي على القرار في تدوينة له بالقول: "شكرا لكل الناس اللي اتصلوا بيا، واللي كتبوا يساندوني، وآسف لكل الناس اللي ما اعرفتش أرد عليهم.. شكرا لكم كلكم، ولكل الدعم اللي حاوطتوني بيه".
وأضاف: "بخصوص القضية فهي لسه مستمرة، لكن القضية الحقيقية هي قضية كل الصحفيين المحبوسين، قضية يوسف شعبان اللي لسه محتاج يتعالج، وهاني صلاح اللي محتاج عملية وهو محبوس، ومجدي حسين اللي ملحقش يتهنى بالإفراج عنه، وموجود في قسم مصر القديمة، ومش عارف يطعن على الحكم اللي صدر ضده فجأة، وكمان قضية شوكان اللي عمره اتسرق منه سنتين.. وقضية أكتر من 42 صحفيا بين محبوس ومهدد بالحبس".
وتابع: "القضية هي كل دول، وهي حرية الصحافة اللي لا يمكن تتحقق من غير حريات عامة.. حرية الصحافة قبل ما تبقى حق للمجتمع كله؛ فهي قضية مهنية.. ومفيش حرية صحافة إلا في مجتمع حر.. الحرية لكل محبوس.. الحرية للصحفيين.. الصحافة مش جريمة.. الحرية للجدعان".
ودشن النشطاء وسم "متضامن مع خالد البلشي"، وشارك فيه العديد من الإعلاميين والحقوقيين، وقال رئيس تحرير جريدة "المصريون" جمال سلطان: "لم يترك صحفيا تحاصره آلة القمع الرسمية؛ إلا سارَعَ ليكون بجواره أيا كان اتجاهه الفكري أو السياسي، لذلك أنا متضامن مع خالد البلشي".
وعلق عضو ائتلاف شباب الثورة، شادي الغزالي حرب: "مش كفاية تعلن إنك متضامن مع خالد البلشي.. الهجمة بقت أقوى وأخطر من أي تضامن.. الهجمة على أي صوت حر، والتهم بتاعتهم جاهزة.. لازم يبقى في تحرك أكبر".
وعقب أستاذ العلوم السياسية سيف عبد الفتاح: "النظام المسعور يطلق كلابه على الجميع بلا استثناء".
وغرد المتحدث الرسمي باسم حركة "6 إبريل" محمود عفيفي: "الحبس في قضايا النشر، واستمرار ملاحقة الصحفيين.. نظام يثقل نفسه بمعاداة الجميع".
وسخر الكاتب الصحفي رامي جلال قائلا: "طالبت إيطاليا بحضور اللواء خالد شلبي إلى أراضيها ضمن وفد أمني، فاستجابت مصر بطلب ضبط وإحضار للصحفي خالد البلشي!".
وقال الإعلامي محمد ناصر: "الداخلية متهمه بسب وقذف المصريين كلهم، وليس خالد البلشي وحده المتهم بسب الداخلية".
ودوّن رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، حافظ أبو سعدة: "كنت أظن أن تهمة قلب نظام الحكم تخص تنظيمات فقط، أما الصحفيون أو الإعلاميون فهذه حرية رأي وتعبير".
وأدانت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، الثلاثاء، قرار ضبط خالد البلشي، واصفة إياه بأنه "إدانة حقيقية من قبل النظام القائم لمبدأ الحريات ومن يدافع عنه، بل إنه تهديد واضح وصريح للعمل الصحفي والإعلامي؛ يتم توجيهه إلى النقابة العامة للصحفيين".
وأضافت: "قبل أيام من احتفالها بيوبيلها الماسي، تنعى نقابة الصحفيين حريتها وحرية لجنتها الرئيسة التي تنشغل بالهم العام، وبهم الصحفيين المعتقلين".
وأعلنت التنسيقية عن "تضامنها التام" مع البلشي، مطالبة كافة مؤسسات المجتمع المدني والحقوقي بـ"تضامن مماثل، حتى يتأكد النظام الحالي أن قضية الحريات لا يمكن أن تظل متهمة، أو رهن التهديد المتلاحق".