قال الصحفي والكاتب اللبناني علي الأمين، إن التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله حسن نصر حول العدو الجديد الذي وصفه بـ"التكفيري" ويقصد به
السعودية، يعد "تحولا استراتيجيا للحزب للتوجه نحو الساحات الداخلية بدلا من إسرائيل".
وأوضح الأمين أن نصر الله "فتح النار على السعودية بأعنف صورة ممكنة" بعد وعده في بداية حديثه بالوضوح وعدم المواربة.
وأشار إلى أنه وعلى الرغم من عدم مبادرة
حزب الله إلى تحركات ميدانية تعكس التصعيد الذي وصفه أمينه بأنه "تصعيد سعودي بالدم" والاقتصار على وقفات احتجاجية، فإن نصر الله دعا لأن يكون الرد على إعدام النمر هو "التبرؤ من آل سعود".
ورأى الكاتب في قراءته لدلالات خطاب نصر الله، أن حديثه عن نفط المنطقة الشرقية والعرض الأمريكي على علماء من شيعة السعودية بطلب التقسيم والانفصال، هو من "أخطر الدلالات وتلميح إلى إمكانية
الشيعة المطالبة بالانفصال عن السعودية".
وربط بين هذه التلميحات وما دعت إليه صحيفة "كيهان"
الإيرانية، من ضرورة حمل الشيعة للسلاح والانتقال من الاحتجاج السلمي إلى المواجهة المسلحة مع النظام السعودي.
واعتبر الكاتب أن إعلان نصر الله تنصله من المسؤولية عن أي رد فعل انتقامي ضد السنة، هو تمهيد للطريق لعمليات انتقامية يقوم بها شيعة.
وأشار إلى أن الخطاب أوضح أن حالة العداء مع السعودية تسير على طريق متصاعد، وشكل إعدام النمر مدخلا أراد نصر الله بلوغ المواجهة فيه حدها الأقصى.
ولفت إلى أن خطاب نصر الله قرر فيه تحييد لبنان كساحة لتصفية الحسابات بعد أن حيدت إيران ساحتها أيضا بطي صفحة الاعتداء على السفارة السعودية، وما تبقى هو الساحات المشتعلة بين الطرفين بالإضافة للداخل السعودي الذي ستتحرك فيه أذرع إيران بعد شطينة النظام السعودي.
وأوضح أن خلاصة تداعيات إعدام النمر بين السعودية وإيران، توجت بقطع الرياض العلاقات الدبلوماسية مع طهران وطرد دبلوماسييها من أراضيها.
وقال الكاتب إن إعدام النمر لم يكن مستغربا في ظل التعنت الإيراني برفض مبادرة انتخاب سليمان فرنجية بلبنان، بالإضافة لاغتيال زهران علوش في سوريا، واستمرار الحوثيين بقصف السعودية من اليمن.. لكن المستغرب هو الوصاية التي تمارسها إيران على شيعة العالم.