كتاب عربي 21

هل ينجح التحالف الاسلامي في محاربة الإرهاب؟

مصطفى النجار
1300x600
1300x600
جاء إعلان المملكة السعودية عن تشكيل (التحالف الاسلامي) لمحاربة الارهاب كمفاجأة في ظل وجود مقترح مشروع (القوة العربية المشتركة) الذي لم يتم تفعيله حتى الآن، ولوجود دول داخل التحالف المعلن العلاقات بينها فى شدة التوتر مثل مصر وتركيا وقطر، ما جعل البعض يشكك في مدى إمكانية أن يكون هناك تأثير حقيقي لهذا التحالف.

جاء أيضا إعلان بعض الدول التي تضمن البيان عضويتها للتحالف عدم معرفتها واطلاعها الكافي على أسس تشكيل التحالف ليمثل نقطة ضعف تشير لحالة التعجل التي تم الإعلان بها عن التحالف، لكن السؤال الذي يجب التفكير في الإجابة عنه: هل سيصبح هذا التحالف مجرد إعلان ودعاية إعلامية في الحرب على الإرهاب أم سيتحول إلى واقع يغير المعادلات القائمة؟

مضمون البيان الذي تم تدشين التحالف به يبدو فضفاضا وخاليا من التفاصيل مما يشير إلى أن الفكرة لم تأخذ الوقت الكافي للنقاش للاتفاق على تفاصيل وآليات، مما جاء في البيان (وتحقيقا للتكامل ورص الصفوف وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب الذي يهتك حرمة النفس المعصومة، ويهدد الأمن والسلام الإقليمي والدولي، ويشكل خطرا على المصالح الحيوية للأمة، ويخل بنظام التعايش فيها، والتزاما بالأحكام الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والمواثيق الدولية الأخرى الرامية إلى القضاء على الإرهاب، وتأكيدا على حق الدول في الدفاع عن النفس وفقا لمقاصد ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وانطلاقا من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداء لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا كان مذهبها وتسميتها والتي تعيث في الأرض قتلا وفسادا، وتهدف إلى ترويع الآمنين، فقد قررت الدول الواردة أسماؤها في هذا البيان تشكيل تحالف عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية، وأن يتم في مدينة الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب، ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود).

هذا الكلام الخالي من أي تفاصيل وآليات يأخذنا لنقاش النقاط التالية:

أولا: هل تتفق الدول التي ضمها التحالف على تعريف واحد للإرهاب؟ الحقيقة غير ذلك، فمصر على سبيل المثال ترى أن تركيا وقطر تدعمان الإرهاب، بينما مثلا ترى السعودية وتركيا أن بشار الأسد إرهابي قاتل لشعبه، فيما ترى مصر أنه ليس من الحكمة إسقاط بشار بل إنها تدعم الضربات الروسية التي قيل عند بدايتها إنها لمواجهة "داعش"، بينما طالت كل فصائل المقاومة السورية تقريبا، لذلك من الذي سيضع معيار تعريف الإرهاب؟ وهل سيمكن الاتفاق عليه؟

ثانيا: ما هي حدود التدخل العسكري المحتمل لمواجهة الإرهاب ونقاط تماسها مع سيادة الدول، وهل سيتدخل هذا التحالف ضد مجموعات وجماعات إرهابية فقط؟ أم سيقاتل أنظمة تمارس الإرهاب والقمع ضد شعوبها؟

ثالثا: ما هو الموقف الدولي من هذا التحالف، وهل سيخضع نفسه لآليات ومواثيق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن وما يعرف بالشرعية الدولية أم سيتحرك بشكل مستقل بغطاء إقليمي وديني فقط؟ وإذا حدث ذلك هل ستترك الدول الكبار التحالف يعمل بهذه الطريقة؟

رابعا: ما هي آلية اتخاذ القرار داخل التحالف؟ وهل سيكون للدول الأكبر مثل السعودية ومصر وتركيا وباكستان السطوة أم سيتم الاتفاق على آلية منطقية لاتخاذ القرار تحترم آراء وتوجهات جميع الدول المشاركة؟

خامسا: هل إطار التحالف إطار عسكري قتالي أم معلوماتي استخباراتي أم فكري ثقافي؟ وهل سيغطي هذه الدوائر الثلاث أم سيقتصر على إحداها؟
 
سادسا: قيادة السعودية لمشروع التحالف تثير تساؤلات حول مدى مذهبية التحالف رغم حديثه عن الإسلام السني والشيعي، وحديثه عن الإرهاب فى أي مذهب يتمسح بالإسلام، وهل سيتحول التحالف لتحالف سني ضد المشروع الإيراني بالمنطقة؟

هذه بعض التساؤلات المبدئية التي ستفسر إجاباتها إمكانية نجاح التحالف من عدمه، لكن رغم المخاوف والتشاؤم الذي يحيط بمستقبله لا يمكن إنكار أن الفكرة بشكل عام خارج الصندوق، وبعثت روحا جديدة في الحراك بالمنطقة العربية والعالم الإسلامي، هل تكتمل الخطوات أم يسدل الستار مبكرا قبل أن تبدأ الأحداث؟ الأيام القادمة ستنبئنا.
1
التعليقات (1)
الإثنين، 21-12-2015 08:01 م
اعتبر ان التحالف الاسلامي ليس له اي معني. لان داخل تحالف توجد الدول لها وزن تدعم الارهابيين في سوريا و العراق و ليبيا. اجدر بهم هو تحالف الاسلامي ضد إسرائيل وليس ضد الدول العربية.

خبر عاجل