أدلى اثنان من مقاتلي حزب الله الأسرى لدى تنظيم جبهة النصرة في ريف حلب، باعترافات خطيرة، أبرزها قولهم إن "الحزب يساومهم بين الذهاب إلى سوريا أو قطع الراتب الشهري". فيما كشف ناشطون لحزب الله أن هناك مفاوضات تجري لتحرير الأسرى.
وقال حسن نزيه طه المنحدر من منطقة الهرمل بمدينة بعلبك، إنه قدم مع مقاتلي "حزب الله" للمشاركة في معارك ريف حلب الجنوبي، وأضاف: "نحنا منيجي غصبن عنّا، مش بإرادتنا".
وأضاف خلال مقابلة مع قناة "أورينت" الفضائية: "إذا ما قبلنا نيجي معهم، بيوقفونا عن العمل، وبيوقفوا رواتبنا، نحن نقبض 600 دولار بالشهر".
وبحسب حسين طه، فإن أسرهم تمّ خلال عودتهم من جبل العيس، حيث كان مقاتلو "جبهة النصرة" قد جهزوا كمينا محكما لهم، ونجحوا في أسرهم.
واعتبر مقاتل حزب الله، أن حزبه، والمقاتلين الشيعة العراقيين، والأفغانيين هم مجرد أدوات بيد الحرس الثوري الإيراني الذي يدير المعركة بالكامل، وفق قوله.
وأكمل قائلا بلهجته اللبنانية: "الوجود السوري كثير كثير قليل، بس على بعض الحواجز يوجد جنود سوريين، أما مشاركة على الأرض والميدان مافي، والاقتحاميين هم عراقيين، وأفغان، ولبنانيين، وإيرانيين".
واعتبر حسين طه أن هدف الحرس الثوري الإيراني وحلفائه من الدخول في معارك ريف حلب الجنوبي، هو قطع أوتستراد حلب الرئيسي، وفتح خط إمدادات نحو الفوعة، والشمال السوري.
وفي مفاجأة عدّها مراقبون خطيرة جدا، قال الأسير اللبناني إن "الإيرانيين لا يؤمنون لأحد من حلفائهم، وبالتالي هم من يقودون ويخططون للمعارك فقط، والبقية ينفذون الأوامر".
وختم حسين طه الذي يعاني من كسر في يده، بوصية وجهها لعناصر حزب الله دعاهم خلالها للانشقاق عن الحزب، والعودة إلى ذويهم للعيش معهم بدلا من قتل المسلمين، والعرب، وفق قوله.
الأسير الآخر محمد مهدي شعيب الذي قدم مع مقاتلي الحزب من النبطية جنوبي لبنان إلى ريف حلب، قبل أن يقع أسيرا بيد "جبهة النصرة"، كرر كلام زميله، إلا أنه أضاف قائلا: "بالرغم من قيادة الحرس الثوري للمعركة إلا أن الطيران الروسي هو الرقم الأصعب حاليا في المعركة".
وأضاف: "غزارة القصف من قبل الطيران الروسي تحسم المعارك في المناطق الجبلية".
وناشد شعيب قيادة "حزب الله" بإعادة النظر في موقفهم من سوريا، مطالبا الأهالي في جنوب لبنان بالضغط على الحزب من أجل ذلك، كما أكد على تلقيهم معاملة حسنة من قبل "جبهة النصرة".
وختم حديثه قائلا: "مثل ما نحن ما منقبل حدا يدخل على أرضنا، هدول الجماعة بيرفضوا حد يدخل أرضهم، وبيدافعوا عن أعراضهم، ونساءهم وأطفالهم".
وكان تنظيم "جبهة النصرة" بث في وقت متأخر من مساء السبت اعترافات مقتضبة لأسرى حزب الله في ريف حلب الجنوبي.
من جهة أخرى أفاد ناشطون لحزب الله، في مواقع التواصل الاجتماعي، أن مفاوضات جدية تجريها قيادة الحزب مع جيش الفتح لتحرير أسراه الثلاثة.
ونقلت صحيفة "جنوبية" اللبنانية ناشطين قولهم في تصريحات إعلامية بأن "هذه القضية ستسلك المسار الذي سلكته قضية الأسير عماد عياد (مقاتل في حزب الله)، الذي كان الجيش السوري الحر قد أسره في منطقة القلمون العام الماضي، قبل أن يفرج عنه بصفقة تبادل".