أكد خبراء بالمجال السياحي أن
سقوط الطائرة الروسية في
مصر قد يمثل "ضربة قاضية" للسياحة بالبلاد، بعدما أعلنت شركات طيران عالمية ومنظمات دولية حظراً على التحليق فوق شبه جزيرة
سيناء.
وكانت طائرة روسية مدنية، قد تحطمت في منطقة "الحسنة" بوسط سيناء، بعد إقلاعها من مطار "شرم الشيخ" بوقت قصير وعلى متنها 224 شخصاً.
وقضى هذا الحادث على آخر أمل للحكومة المصرية لإنعاش السياحة، خاصة وأنه جاء بعد أسابيع قليلة فقط من مقتل سياح مكسيكيين في الواحات الغربية في قصف لطائرة حربية مصرية.
تحذيرات دولية من خطورة سيناء
وحذرت منظمة الأمم المتحدة من مخاطر الطيران فوق سيناء باعتبارها منطقة غير آمنة، على غرار مناطق الصراع في مناطق أخرى بالعالم مثل ليبيا والعراق وسوريا وجنوب السودان.
وقال موقع إلكتروني تابع للمنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) التابعة للأمم المتحدة للمنظمة الدولية إن مخاطر الأسلحة المضادة للطائرات في سيناء تمثل تهديداً محتملاً للطائرات المدنية.
كما أعلنت عدد من شركات الطيران الأوروبية حظر تحليق طائراتها في أجواء شبه جزيرة سيناء المصرية، في أعقاب حادث تحطم الطائرة الروسية، إذ قالت شبكة "CNN" نقلا عن المتحدث باسم شركة الخطوط الجوية الفرنسية، أولي جندرو، في تصريحات مساء السبت، "لقد بدأت (أير فرانس) في تطبيق إجراء احترازي لتجنب طائراتها منطقة تحطم الطائرة الروسية، وتجنب التحليق في أجواء سيناء".
من جهتها أعلنت شركة "لوفتهانزا" الألمانية عن قرارها بتعديل مسار رحلاتها المقررة إلى المنطقة لتجنب التحليق في أجواء سيناء، في أعقاب حادث تحطم طائرة الركاب الروسية.
وقالت المتحدثة باسم الشركة، بيتينا راتبرغر: "قررت لوفتهانزا تعديل مسار رحلاتها المقرر مرورها بالأجواء فوق سيناء، سوف نبقي على هذا الإجراء قيد التنفيذ طالما لم نتأكد من ظروف وأسباب تحطم طائرة متروجيت".
إلى ذلك أعلنت هيئة حكومية فرنسية معنية بالتحقيق في حوادث الطيران عن مشاركتها ونظيرتها الألمانية، في التحقيقات الجارية بشأن تحطم الطائرة الروسية، كممثلين عن الشركة المصنعة للطائرة المنكوبة، من طراز "أيرباص A321".
ومن المقرر أن تصل فرق التحقيق من الدولتين الأوروبيتين، إضافة إلى فريق آخر من شركة "كوغاليمافيا" الروسية، المالكة للطائرة المتحطمة، إلى القاهرة في وقت لاحق الأحد، للمشاركة في التحقيقات التي تجريها السلطات المصرية بالتنسيق مع نظيرتها الروسية.
تأجيل الحملة
وبعد ساعات قليلة من وقوع الحادث ألغت وزارة السياحة المصرية مؤتمراً صحفياً كان من المقرر أن يعقده وزير السياحة المصري هشام زعزوع، السبت للإعلان عن إطلاق حملة ترويجية ضخمة لتنشيط السياحة في البلاد.
وقالت الوزارة في بيان لها - تلقت "
عربي21" نسخة منه - إن الحملة تم تأجيلها لأجل غير مسمى، مشيرة إلى أنها كانت تستهدف إلقاء الضوء على المقاصد السياحية في البلاد وفق خطة تشرف على تنفيذها شركة عالمية تم الاستعانة بها للتسويق للسياحة المصرية وإنعاشها.
وأعلنت شركة "JWT" المشرفة على حملة الترويج للسياحة المصرية أن سقوط الطائرة الروسية ستكون له نتائج سلبية للغاية خاصة إذا تبين أن الطائرة تعرضت لعمل إرهابي وأسقطت عمداً".
وقالت مديرة الشركة مي عزمي، إنه سيتم تحديد موعد جديد لإطلاق الحملة، عندما تنتهي رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والأجهزة الأمنية من التحقيقات التي تجريها حول الحادث، وحينئذ يمكن إتخاذ قرار بشأن استئناف الحملة بناءً على ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات وطريقة التعامل مع الكارثة.
وتعاني السياحة المصرية - التي تعد من أهم مصادر البلاد من النقد الأجنبي - من ضعف شديد بسبب عدم الاستقرار الأمني والسياسي الذي يضرب البلاد منذ عام 2011.
وبلغت إيرادات السياحة المصرية خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2015 نحو 4.6 مليارات دولار، في حين بلغت خلال عام 2014 نحو 7.3 مليارات دولار، مقابل أكثر من 12 مليار في عام 2010.
ومن سوء الحظ أن ضحايا الحادث هم من السياح الروس الذي كانوا المصدر الرئيسي للسياحة خاصة في مناطق الغردقة وسيناء والبحر الأحمر، بعد عزوف باقي الجنسيات عن زيارة مصر.
كما أن جنوب سيناء وخاصة مدينة "شرم الشيخ" تستخوذ على ثلث الطاقة الفندقية الإجمالية لمصر وتحقق نحو نصف إجمالي إيرادات البلاد من السياحة في الفترة الحالية.
"لا أنشطة غير عادية"
وفي مؤتمر صحفي عقده مساء السبت، قال رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل إنه يتم الآن تحليل بيانات الصندوق الأسود للطائرة بواسطة خبراء مصريين وخبراء روس وخبراء من الشركة المصنعة للطائرة، وذلك وفقا للاتفاقيات الدولية المتعارف عليها".
وأضاف إسماعيل أنه من المستحيل تحديد سبب تحطم الطائرة الروسية قبل فحص الصندوق الأسود، لكنه أوضح عدم وجود ما أسماه "أنشطة غير عادية" يعتقد أنها وراء الحادث.
ولفت إلى إنه تم انتشال 140 جثماناً لضحايا الطائرة حتى الآن، مؤكدا توقف عمليات البحث عن الضحايا بسبب حلول الظلام في المنطقة النائية التي سقطت بها.
وعقب المؤتمر الصحفي، توجه رئيس الوزراء إلى مقر السفارة الروسية بالقاهرة للقاء وزيري النقل والطوارئ الروسيين وعدد من المسئولين بالحكومة الروسية الذين وصلوا القاهرة لمتابعة الحادث، وسوف يطلعهم على نتائج التحقيقات.
إلى ذلك، أعلنت حكومتي فرنسا وألمانيا المشاركة في التحقيقات الجارية حول أسباب تحطم الطائرة الروسية، كممثلين عن شركة "إيرباص" المصنعة للطائرة المنكوبة.
وسينضم هذان الفريقان إلى فريقين آخرين، الأول من شركة "كوجاليمافيا" الروسية، مالكة الطائرة المنكوبة، والثاني من الحكومة الروسية ويوقوده وزير النقل ماكسيم سوكولوف.