فشلت قوات
النظام السوري بإعادة فتح طريق الإمداد إلى
حلب المدينة، بعد سيطرة
تنظيم الدولة على الطريق (أثريا-
خناصر)، منذ سبعة أيام، في الوقت الذي وسع فيه التنظيم من عملياته باتجاه مدينة السفيرة، وسيطر على حيين في شمالي المدينة، ما انعكس بشكل سلبي على المناطق الخاضعة للنظام في مدينة حلب.
وأشارت مصادر أهلية لـ"
عربي 21" إلى أن الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام في مدينة حلب، شهدت ارتفاعا ملحوظا في أسعار المواد الغذائية بلغت ثلاثة أضعاف.
وقال "أبو صبحي" من أهالي المدينة لـ"
عربي 21" إن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل جنوني، حيث بلغ سعر كيلو البندورة الواحد 350 ليرة سورية، فيما بلغ سعر كليو البطاطا 250 ليرة، وغابت لحوم الغنم والدجاج عن الأسواق، كما أن أسعار الخضروات بمعظمها تجاوز 200 ليرة للصنف الواحد.
وذكر ناشط من المدينة فضل عدم نشر اسمه لـ"
عربي 21" أن طوابير من السيارات، شوهدت على "الكازيات" في المدينة، بعد انقطاع تزويد المدينة بالوقود قبل سبعة أيام، بعد قطع طريق خناصر، حيث من المتوقع أن تنتهي الاحتياطات النفطية في أحياء النظام خلال اليومين القادميين، ما ينعكس بشكل سلبي على التدفئة وتوفير الكهرباء، خاصة أن أحياء المدينة غابت عنها كهرباء الحكومة منذ زمن وأصبحت تعتمد على الأميرات، المعتمدة على مولدات كهربائية كبيرة تعمل على الوقود.
وقال أحد أهالي من المدينة "
عربي 21" إن "عدد من شبيحة المازوت بدؤوا باحتكار المواد الأساسية والتلاعب في أسعارها في ظل غياب سلطة الدولة الحقيقة، حيث وصل سعر جرة الغاز لـ 3400 ليرة للجرة الواحدة".
وأشار الناشط إلى أن الأفران شهدت ازدحاما كبيرا أمس واليوم، وسط تخوف الأهالي، من نفاذ مادة الطحين، الأمر الذي رأى فيه مسؤول محلي في المخابز خلال حديثه لـ"
عربي 21" خوف غير مبرر، مشيرا إلى أن الاحتياطات من مادة الطحين متوفرة وبشكل كبير، ومنوها أن سعر ربطة الخبز 50 ليرة سورية، في أفران التابعة للنظام.
وفي ظل انقطاع طريق خناصر المنفذ وطريق الإمداد الوحيد لأحياء حلب الخاضعة لسيطرة قوات النظام، لم يبق للأهالي في مدينة حلب، غير الاعتماد على ما يصلهم من البساتين القريبة في ريف السفيرة الذي لازال خاضعا لسيطرة قوات النظام، بالإضافة لبلدة جبرين التي تزود المدينة بالخضار والأجبان.
تأتي تلك الأوضاع في المدينة على وقع الاشتباكات على محور الريف الجنوبي والشرقي من حلب بين قوات النظام من جهة، ونتنظيم الدولة من جهة أخرى على محور خناصر، فيما تجري اشتباكات أخرى على محور جبل عزان بين قوات النظام ومليشياته من جهة وفصائل
المعارضة من جهة أخرى، وسط تخوف حقيقي من استمرار تلك الاشتباكات لفترة طوبلة، ما يضع أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة النظام في وضع حصار لا يعرف متى تنتهي فصوله.