تلقى الشيخ
عمر بكري فستق حكم المحكمة العسكرية
اللبنانية بسجنه ست سنوات بتهمة "تأليف تنظيم إرهابي" و"إنشاء معسكرات تدريبية"، في حين تداولت المواقع والصحف اللبنانية قصة تلقيه للحكم الذي أعقبه أيضا وصول نبأ مقتل ابنه "محمد البريطاني" في صفوف تنظيم الدولة في
حلب، فيكون بذلك "كمن تلقى ضربتين على الرأس"، على حد تعبيرها.
وبحسب ما تم تداوله، فإن فستق أُبلغ بالحكم مساء الأربعاء، في حين تلقى خبر مقتل نجله بعد خروجه من قاعة المحكمة.
وتم نقل فستق، وحده دون غيره من المتهمين، معصوب العينين، ومقيّدا من نظارة الموقوفين في المحكمة العسكرية، يجرّه عنصر مقنّع من "فرع المعلومات".
وكان خارجا لتوّه من جلسة المرافعة التي تسبق النطق بالحكم عليه.
وقال فستق حين سأله رئيس المحكمة ما إذا كان لديه ما يُريد إضافته: "بدّي أذكر أنني أوقفت قبل إقامة الدولة الإسلامية في عرسال"، فقاطعه إبراهيم: "لم تقم الدولة الإسلامية أصلا"، ما دفع فستق للتوضيح: "أقصد أحداث عرسال. لم أُخطّط لشيء، ولم أسمع عن (أسامة) الشهابي إلا هنا. ليس لي أحد في هذه البلاد، وما من أحد قطع الطريق لأجلي. لا أحد يعرفني".
واندلع جدال بين القاضي وفستق، حيث عقّب القاضي بالقول: "الكل يعرفك في لبنان. أنت مشهور"، فردّ فستق ساخرا: "رأوني في البرامج التلفزيونية، وليس مع هيفاء وهبي. من وين جابولي الإرهاب؟ لا إرهاب ولا كباب يا عمّي".
وحين سأله العميد ممازحا: "هل تُريد أن نُحضر لك هيفاء وهبي"، ما دفع المتهم إلى الضحك، ثم سأله إبراهيم: "ما اسم ابنك، وماذا يفعل؟".
حينها، فوجئ فستق بالسؤال وردّ: "ابني البكر اسمه محمد، وهو متزوّج في بريطانيا، ولم أسمع عنه شيئا منذ نحو سنة".
لم يبلغه إبراهيم خبر مقتل ابنه في صفوف تنظيم الدولة، نزولا عند طلب المحامين الذين بادره أحدهم بالقول: "بترجّاك ريّس بلاها".
لم يتنبّه فستق لما جرى، فأكمل كلامه طالبا من المحكمة الرحمة. وسأله رئيس المحكمة إن كان يتابع الأخبار فردّ: "أنا في رومية منعزل تماما. لا أرى أحدا إلا السجّان".
وأردف ضاحكا: "تابعت هيدي طلعت ريحتكم حتى طلعت ريحتنا". ولمّا سأله القاضي عما يطلب، أجاب: "أنا لم أنافق. أطلب العدالة. وإذا أصابتني منكم رحمة، فأنا لكم من الشاكرين، لأنني أعاني أمراضا ولديّ أطفال".
وحُكم في القضية ذاتها على الفلسطيني صالح الحسن بالسجن خمس سنوات، وعلى الدكتور عبدالناصر شطح أربع سنوات سجنا، وحكم غيابيا على الشهابي والمطلوب محمد مصطفى بالسجن المؤبد.