أكدت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن الخطوات صارت حثيثة في ما يتعلق بتسريع المفاوضات حول سيناريوهات ما بعد
بشار الأسد في
سوريا، بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا والمملكة العربية
السعودية.
ولفتت الصحيفة في تقرير لها، ترجمه "
عربي21"، إلى تواجد دفعة قوية للمفاوضات حول الوضع السوري، وتقارب بين السعوديين والروسيين في هذا الملف، خصوصا بعد التوقيع على الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، ما دفع كاتب التقرير إلى الإشارة إلى أن هذا الاتفاق قد يكون أقنع المساندين للفرقاء في سوريا بضرورة تسريع المفاوضات لوضع نهاية للقتال، الذي أودى -إلى حدود اليوم- بحياة 250 ألف شخص منذ اندلاع الأزمة سنة 2011.
وشدد التقرير ذاته على أن "المحرك الأساسي" لهذه المفاوضات هو التقارب الروسي –السعودي، الدولتان اللتان طبعت علاقاتهما الثنائية منذ سنوات بـ"عدم الثقة"، إلى جانب مساندة كل منهما لمعسكر مختلف في القضية السورية، فالروس يدعمون نظام الأسد، والسعوديون يدعمون الثوار، حسب ما أورد المصدر ذاته.
وفي هذا السياق، أبرزت الصحيفة أن الجانب الروسي يسعى إلى استغلال ما أسمته بـ"الهشاشة" المتزايدة للمملكة العربية السعودية اتجاه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، خصوصا وأن المملكة صارت في مرمى نيرانه، بعد تعرضها للعديد من الهجمات الإرهابية منذ شهر تشرين الثاني/ نونبر من سنة 2014. ومن هذا المنطلق، تسعى
روسيا إلى الدفع بتشكيل تحالف موسع ضد الإرهاب، يجمع كل من سوريا وتركيا والأردن، والسعودية.
وذكر التقرير ذاته بأن "وساطة" موسكو في المفاوضات حول الأزمة السورية قادت إلى عقد اجتماع "سري" بين رئيس الجهاز الأمني السوري علي المملوك والأمير محمد بنسلمان، هذا إلى جانب لقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم بنظيره العماني يوسف بن علوي، ما يعني حسب التقرير ذاته فتح قناة للحوار بين دمشق والملكيات في الخليج، الشيء الذي يفتح الباب أمام جملة من التخمينات حول هذا الأمر، عما إذا كان بداية لـ"إعادة تأهيل" نظام الأسد، أم أنه لا يعدو أن يكون مجرد استشارات أمنية صرفة حول وضعية الجهاديين السعوديين في سوريا، أو "مراوغات" لإقناع الكريملين بمسألة الانتقال إلى مرحلة ما بعد الأسد، تورد "لوموند".
إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن معارض سوري تأكيده على أن المسؤولين السعوديين الجدد، صاروا مقتنعين بأن المطالبة بالرحيل الفوري للأسد سيترك البلاد في يد المتطرفين، ما يمهد الطريق للحلول التي تقترحها مختلف الأطراف حول نقل للسلطة عبر مراحل، فالغربيون يقترحون فترة انتقالية من ثلاث سنوات، والروس يسعون إلى جعلها من ثلاث إلى خمس سنوات، هذا في وقت تبقى إيران الرافض الوحيد لهذا الأمر، حسب ما جاء في التقرير ذاته.
في غضون ذلك، أبرز التقرير أن الثوار في سوريا "واعون" بضرورة استمرار الضغط على نظام الأسد وحليفته إيران، وذلك عن طريق تركيز قوتهم على المناطق الأكثر "رمزية" بالنسبة للنظام، خصوصا سهل الغاب شمال حماة، ومنطقة داريا. وفي هذا السياق، نقلت الجريدة رأي محلل سياسي يرى بضرورة عمل روسيا على تسهيل اتفاق انتقالي، يضمن رحيل الأسد وعدم الاقتصار على محاربة تنظيم الدولة، "وإلا فمصير سوريا سيتقرر على الميدان، مع ما يتضمنه ذلك من مخاطر"، يقول المتحدث.