في الوقت الذي توجه فيه وفد
إسرائيلي للالتقاء بمسؤولين كبار في العاصمة
المصرية القاهرة، أكد "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي أن نظام رئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي يرى في العلاقات مع تل أبيب "كنزا استراتيجيا".
ونشرت مجلة "عيدكون استراتيجي" في العدد الثاني من المجلد 18، والتي عرضت مواضيعها الثلاثاء على موقع المركز، ملفا خاصا بمناسبة مرور عام على حكم السيسي، شددت فكرته الأساسية على أن السيسي يرى في العلاقات مع إسرائيل وتعزيزها أهم مصادر الدعم السياسي والدبلوماسي والدولي لنظامه.
يذكر أن "مركز أبحاث الأمن القومي" يعد أهم محافل التقدير الاستراتيجي في إسرائيل، وتهتم مراكز صنع القرار في تل أبيب بإصداراته.
وتحت عنوان "عام على حكم السيسي: بناء الشرعية ووضع الديموقراطية والعلاقة مع إسرائيل"، قال الباحث أفير فنتور، إن إسرائيل حققت إنجازا كبيرا بصعود السيسي، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز تمثل في تقليص مكانة القضية الفلسطينية والحد من مكانتها في الجدل العربي العام، مشيرا إلى أن السيسي حرص على التقليل من شأن الموضوع الفلسطيني بحجة الاهتمام بالشأن المصري الخاص.
وشدد فنتور على أن إسرئيل استفادت من الحرب التي شنها السيسي على جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس، علاوة على استفادتها من حرص القاهرة على تعميق التعاون الاقتصادي وتكريس التطبيع السياسي والثقافي.
وأوضح فنتور أن إسرائيل استفادت بشكل كبير من الحرب التي أعلنها السيسي على الأنفاق التي تربط سيناء بغزة، مشيرا إلى أن هذا التطور أسهم في تجفيف مصادر التسليح للمقاومة الفلسطينية، ناهيك عن دوره في منع تعاظم قوة حركة حماس، بما يمكن إسرائيل من مواجهتها بشكل أفضل.
وأوضح فنتور أن كلا من إسرائيل ونظام السيسي اعتبرا الحركات الإسلامية والجهادية تهديدا مشتركا، ما أفضى إلى تعميق التعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخبارية بينهما بشكل غير مسبوق.
وشدد فنتور على أنه في ظل أزمة الشرعية التي يعاني منها النظام الحالي في القاهرة، فإن السيسي بات يرى أن العلاقة مع إسرائيل هي بمثابة "جواز سفر" لاقتحام عواصم العالم والقبول في المنتديات الدولية، ناهيك عن جلب الاستثمارات الخارجية.
وأكد فنتور أن السيسي يعي حجم الدور الذي قامت به إسرائيل من أجل انهاء المعارضة لنظامه داخل الولايات المتحدة، بالاستعانة بخدمات المنظمات اليهودية التي تجندت بكل قوة للمهمة.
وفي دراسة تناولت التحديات الاقتصادية التي يواجهها النظام المصري، قال الباحث يستحاك غال، إن السيسي يدرك حجم الدور الذي لعبته إسرائيل في تأمين تواصل الدعم الأمريكي للقاهرة، ما زاد من مكانة إسرائيل لدى النظام الجديد في القاهرة.
وفي الدراسة التي جاءت تحت عنوان "هل ينجح السيسي في مواجهة التحديات الاقتصادية"، كتب غال إن السيسي لا يمكنه أن يسمح بتدهور العلاقات مع إسرائيل، لأن هذا سينعكس بشكل كارثي على استقرار نظام حكمه.
من ناحية ثانية، ذكرت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الأربعاء، أن إسحاق مولخو، مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو وصل على رأس وفد رسمي للقاء مسؤولين كبار في القاهرة.
وعلى الرغم من أن الصحيفة لم تشر إلى أهداف الزيارة، فإن هناك ما يؤشر إلى أن الزيارة تناولت تنسيق السياسات بين الجانبين في مواجهة التحولات الإقليمية.
وكان وكيل الخارجية الإسرائيلي دوري غولد، قد أعلن في ختام زيارة رسمية قام بها للقاهرة قبل شهر أنه تم الاتفاق على أن تتم بلورة استراتيجية مشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية، وعلى رأسها مواجهة الجماعات الإسلامية "المتطرفة".