أكد زعماء سياسيون مغاربة ممن يشكلون
الائتلاف الحكومي عزمهم على مواصلة تحالفهم خلال
الانتخابات المقبلة؛ سواء المحلية منها التي ستجري بعد شهرين، أو الانتخابات البرلمانية التي ستجرى خلال السنة المقبلة.
وفي هذا الصدد أكد محمد بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، المشارك في الائتلاف الحكومي بالمغرب، أن ما يجمع حزبه ذي التوجه اليساري والشيوعي سابقا مع حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية هو "الالتزام والوفاء بالكلمة والجدية ."
وأشار بنعبد الله الذي كان يتحدث في افتتاح أكبر ملتقى شبابي سياسي بالمغرب تنظمه شبيبة حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة الائتلافية في
المغرب – أشار- إلى أنه"سيواصل تحالفه الحالي، وذلك من خلال السعي الحثيث على أن تكون المحطة الانتخابية الجماعية المقبلة، التي ستجري في المغرب خلال شهر أيلول/سبتمبر المقبل تجسيدا لما وصلت إليه الأغلبية الحكومية من توافق.
وأضاف المتحدث "سنحافظ على تحالفاتنا في أغلب المدن والأقاليم والجهات وكذا على مستوى مجلس المستشارين، من أجل تجسيد جيد لاغلبيتنا الناجحة، وهي الأغلبية التي قال عنها ممثل حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس البرلمان المغربي رشيدد الطالبي العلمي أنها ناجحة ومتماسكة ومنسجمة.
من جهته قال الأمين العام بالنيابة لحزب الحركة الشعبية المحافظ سعيد امسكان، إن حزبه الذي كان هو النواة الأولى لتشكيل حزب العدالة والتنمية الحالي، سيظل إلى "جانب الحزب الإسلامي في السراء والضراء"، مشيرا إلى أن "تحالف الحركة الشعبية وحزب العدالة والتنمية يرجع إلى سبيبن رئيسيين، هما الجانب العاطفي الذي يتجلى في كون أن الحزبين يتقاسمان قواسم مشتركة كثيرة، والجانب السياسي الذي يتمثل في المصلحة الوطنية لضمان استقرار وازدهار الوطن".
ولم يفوت رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية المناسبة لمشاركة شباب حزبه فرحته بنجاحهم في تنظيم أكبر منتدى سياسي شبابي بالمغرب، في جو يطبعه الالتزام والمسؤولية وروح المواطنة، حيث أكد أن خيار الإصلاح الذي تبنته الحكومة لا محيد عنه، وإن كانت "بعض الإصلاحات التي أطلقها منذ توليه رئاسة الحكومة المغربية قبل أربع سنوات "مؤلمة" غير أن المغاربة تفهموا ذلك".
وأشار
ابن كيران إلى أنه يأمل في الحصول على نتائج إيجابية خلال الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، خاصة وأن حزبه أعلن قبل أيام عن تغطيته لما يفوق 70 بالمائة من التراب المغربي خلال الانتخابات المحلية.
ومن بين المداخلات التي ألهبت حماس الحاضرين ضمن الملتقى الحادي عشر لشبيبة العدالة والتنمية، تلك التي ألقاها عضو حزب الاستقلال المعارض، محمد خليفة الذي تأسف عن وجوده على منصة الملتقى إلى جانب أحزاب الأغلبية وهو ليس منهم، مشيرا إلى أنه يتكلم بصفته عضوا في
المعارضة الصامتة التي تدعم وتناصر حكومة عبد الاله بنكيران.
يشار إلى أن حزب الاستقلال كان قد انسحب من التشكيلة الحكومية المغربية بعد أقل من عامين على تنصيبها، بسبب المزايدات التي تبنهاها الأمين العام الجديد لأكبر حزب محافظ في المغرب، والذي اختار معارضة السياسة الحكومية التي أطلقها بن كيران.
ووجه الأمين العام للحزب الإسلامي المغربي سهام نقده لزعيم حزب الاستقلال المعارض، الذي اعتبر ان انسحابه من الحكومة لم يكن مفهوما و"دون سبب معقول".
وقال رئيس الحكومة المغربية في إشارة إلى المعارضة التي تتربص بحكومته " إنهم لا زالوا يبيعون الوهم للناس، ويعتقدون أن الناس يستمعون إليهم"، مشددا على أن "هذا المنطق يجب أن تتم إزالته لأن الشعب المغربي عاش 12 قرنا من الاستقلال ويرفض أن تمس ثوابته".
وطالب ابن كيران الذي كان يتحدث أمام حشد غفير من الجماهير في مدينة مراكش – طالب- بعض الجهات المعارضة إلى الابتعاد عن السياسة التي يمارسونها بأسلوب غير واضح، مشيرا إلى أنهم "مخطئين" في الأساليب التي ينتهجونها وعليهم التراجع عن هذا الغلط.
وعبر زعيم أكبر حزب إسلامي في المغرب عن خوفه الشديد من استغلال المال كرشوة في الانتخابات المقبلة، التي غالبا ما تستعملها الأحزاب لشراء أصوات الناخبين، داعيا الشعب المغربي، وخاصة فئة الشباب إلى القيام بواجبه في الدفاع عن بلاده ومواجهة "المرتزقة"، وذلك "من أجل ترسيخ القيم ونظافة اليدين".
وتحدى ابن كيران خصومه في المعارضة بالكشف عن اسم وزير من حكومته متورط في نهب المال العام، كما أشاد بصورة الحكومة المغربية التي قال بأنها :"يجب أن تبقى ناصعة في عيون المواطنين، لذا من فعل ذلك اتخذنا قرارات في حقهم قد تكون أحيانا لأسباب تافهة".