أردوغان بات يقاتل على واجهتين، هكذا وصف تقرير تحليلي لصحيفة " ليبيراسيون" الفرنسية ما بات عليه الوضع في
تركيا، بعد إعلان أنقرة الحرب على
تنظيم الدولة في العراق والشام وفتحها قواعدها الجوية أمام طائرات التحالف، إلى جانب حربها ضد المتمردين الأكراد، واستهداف
حزب العمال الكردستاني.
ويقول التقرير، إن العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الجوية التركية ضد تنظيم الدولة شمال
سوريا، تقترن وغارات جوية على معاقل المتمردين الأكراد من حزب العمال الكردستاني التركي على مستوى جبال قنديل شمال العراق.
وأوردت الصحيفة أن ما تقدم عليه تركيا حاليا يأتي منسجما مع تصريحات وزيرها الأول أحمد داوود أوغلو، حين قال "إن تركيا ستواصل بعزم مكافحة التهديدات الإرهابية سواء أتت من الداخل أو الخارج".
وتابع التقرير التحليلي المنجز من طرف الصحفي والكاتب الفرنسي مارك سيمو، أن تركيا تخوض حربا على جبهتين وضد عدوين متجاورين، بعد أن قررت أخيرا الانضمام الفعلي والعملي للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإرهابي، وفتح قواعدها الحربية للطائرات الأمريكية لتوجيه ضربات جوية ضد مقاتلي التنظيم.
ولفتت " ليبيراسيون" إلى أن أنقرة تمارس أجندتها الخاصة، حيث بات من الجلي أن السلطات التركية جعلت حربها ضد المتمردين الأكراد على مستوى الأهمية نفسه، إن لم تكن أكثر، بالمقارنة مع الحرب ضد تنظيم الدولة، يؤكد التحليل.
وأكد التقرير الذي اطلعت عليه " عربي 21"، أن واشنطن تبدي دعمها للضربات الجوية الموجهة ضد حزب العمال الكردستاني، وهو ما أكده بن رودس نائب مستشار الأمن القومي حين قال "إن لتركيا كامل الحق في اتخاذ إجراءات ضد أهداف إرهابية"، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي كذلك، يضعان الحزب الكردي على لائحة المنظمات الإرهابية.
وعادت صحيفة " ليبيراسيون" لتاريخ ما أسمته "الحرب القذرة" بين تركيا ومتمردي حزب العمال الكردستاني التي أودت بحياة 45ألف قتيل منذ 1984، موضحة أن عودة النزاع الكردي في تركيا سيعمل على تعقيد المناخ إقليميا، ناهيك عن زعزعة استقرار بلد يؤدي دورا جيوستراتيجيا مهما إن على مستوى السياسات الاقتصادية أو العسكرية بالمنطقة.
وحذر التقرير من أن عودة القتال سواء في جنوب شرق تركيا ذات الأغلبية الكردية، أو في المدن الغربية الكبرى، سيؤجج الوضع بين الأكراد في تركيا الذين يتراوح عددهم ما بين 15 و20 مليون كردي والساكنة الكردية التي تقدر بـ 70 مليون نسمة.
وأحصى التقرير التحليلي، تبريرات أنقرة بخصوص عملياتها ضد المتمردين الأكراد، سواء تعلق الأمر بالضربات الجوية أو حملة الاعتقالات الواسعة، التي أدت إلى إلقاء القبض على 600 شخص من الناشطين والمتطرفين الأكراد، المتمثلة في ضرورة الرد على أفعال حزب العمال الكردستاني، التي أدت إلى مقتل اثنين من رجال الشرطة الأتراك في مدينة جيلان بينار على الحدود التركية.