في الوقت الذي استحوذ فيه
تنظيم الدولة على معظم الجدل الداخلي في إسرائيل، فقد أقرت مسؤولة كبيرة سابقة في المخابرات الوطنية الأمريكية "NSA"، أن الولايات المتحدة تعتمد في حربها ضد التنظيم في العراق على معلومات استخبارية تقدمها
إيران.
وقالت الجنرال ريا سيرس، التي تولت مواقع متقدمة في جهاز "NSA" الذي يمثل الإطار الذي تنضوي تحته كل الأجهزة الاستخبارية الأمريكية: "إن الولايات المتحدة وأجهزتها الاستخبارية فشلت في تحديد ماهية تنظيم الدولة ولم تتعامل معه بجدية تكافئ الخطورة التي ينطوي عليها".
وخلال كلمتها أمام مؤتمر "الاستخبارات والقوات الخاصة"، الذي انتهت أعماله الأحد في تل أبيب، نوهت سيرس إلى أن الولايات المتحدة فشلت استخباريا في مواجهة تنظيم الدولة؛ ما جعلها مضطرة للتعاون مع إيران والاعتماد على ما لديها من معلومات استخبارية.
وأشارت سيريس، التي نقلت أقوالها مجلة "ISRAEL DEFENSE"، إلى أن الولايات المتحدة وقعت في خطأ كبير عندما حاولت التعاطي مع تنظيم الدولة كما لو كان نسخة من تنظيم القاعدة، مشيرة إلى أن هذا جعلها تفشل في اتباع التكتيكات المناسبة للحسم.
وفي السياق ذاته، أجمع قادة استخبارات وباحثون إسرائيليون وأجانب شاركوا في المؤتمر على أن الغرب فشل فشلا مدويا في حربه على التنظيم، وهو ما يعني أن إسرائيل ستجد نفسها في مواجهته عاجلا أم آجلا.
وقال القائد الأسبق للواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، الجنرال إيتان بارون: "إن الاستراتيجية التي يتبعها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في الحرب على التنظيم لن تفضي إلى القضاء على التنظيم"، منوها إلى أن "اقتصار العمليات على القصف الجوي يعني منح التنظيم هامشا كبيرا للمناورة".
وأضاف بارون الذي تحدث أمام المؤتمر ونقلت أقواله مجلة "ISRAEL DEFENSE" في عددها الصادر الاثنين، أن عناصر تنظيم الدولة بإمكانهم الاختفاء في أوساط الجماهير وتغيير أماكن تواجدهم بشكل متواصل، وهو ما سيجعل العمليات الجوية غير ذات جدوى بشكل خاص.
من ناحيته، قال مدير مركز تراث الاستخبارات ودراسة مكافحة الإرهاب، الجنرال رؤفين إيرليخ: "إنه يتوجب على الغرب الاستثمار في دعم القوات الكردية في العراق وسوريا"، مشيرا إلى أنه تبين أن هذه القوات وحدها القادرة على تحقيق إنجازات في مواجهة تنظيم الدولة.
وخلال كلمته أمام المؤتمر، استدرك إيرليخ قائلا، إن حرص الأكراد على تدشين دولة لهم في شمال العراق وسوريا يعني أنهم لن يكونوا معنيين بمواجهة تنظيم الدولة في المناطق الأخرى، ما يزيد الحاجة لعمل أمريكي بري على الأرض.
وقلل إيرليخ من جدوى الاستثمار في دعم القوات العراقية، بفعل طابعها وتهاوي الدافعية القتالية لعناصرها.
وفي سياق متصل، قال معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان: "إن الأردن يمثل المنطقة العازلة التي تحول حاليا دون وصول تنظيم الدولة لإسرائيل".
وفي مقال نشرته الصحيفة بتاريخ 4 تموز/ يوليو، انتقد ميلمان حكومة نتنياهو التي لا تبدي اهتماما لمساعدة الأردن في مواجهة مشاكلة الاقتصادية والأمنية، رغم رهاناتها الكبيرة عليه.
وكشف ميلمان النقاب عن أن إسرائيل أحبطت مخططا أمريكيا لتزويد الأردن بطائرات بدون طيار، بحجة أنها ذات قدرات هجومية.