لم تكن بيانات تشكيلات
الجبهة الجنوبية مفاجئة، بخصوص رفض التعامل مع
جيش الفتح - المنطقة الجنوبية الذي شكل مؤخرا، بل جاءت في ضوء التوقعات نتيجة السياسة التي تنتهجها تشكيلات الجبهة الجنوبية في رفض التعامل والتنسيق مع جبهة
النصرة و"الفكر المتطرف"، على حد تعبيرها، الذي كانت قد أعلنت عنه في بيانات لها في وقت سابق.
وقال أبو غياث الشامي، مسؤول العلاقات العامة لألوية سيف الشام التابعة للجبهة الجنوبية، في حديث خاص مع "عربي21"، إن الأسباب وراء القطيعة مع جيش الفتح تكمن في أن "فصائل جيش حر ضمن الجبهة الجنوبية تحمل قضية وطنية هدفها إسقاط النظام السوري، والتخلص من الاحتلال الإيراني في البلاد".
في المقابل، وحسب الشامي، فإن "تشكيل جيش الفتح – المنطقة الجنوبية (جاء) بقيادة جبهة النصرة التي تمتلك مشروعا مختلفا عن مبادئ الثورة السورية، والتي ترتبط مع تنظيم القاعدة، وكنا في فترة سابقة أصدرنا بيانات بعدم التعامل مع جبهة النصرة في المنطقة الجنوبية لسوريا"، حسب قوله.
وردا على سؤال لـ"عربي21" حول هذه البيانات إن كانت تعني العداء مع هذا التشكيل الوليد، قال الشامي: "نحن لا نكن العداء لأي طرف يحمل هم الثورة السورية وخدمة الوطن. وكل من يقاتل النظام السوري ومليشياته نحن نقف بجانبه، لكن أي طرف يمتلك مشروعا مجهولا لا يخدم مصلحة الثورة السورية والشعب السوري لن نقف بجانبه، وسيكون هدفا لنا إن تعارضت أهدافه مع الثورة السورية".
وحول ما إذا كان فصائل الجبهة الجنوبية قد تلقت دعوة للمشاركة في تشكيل جيش الفتح، يقول الشامي: "لم يكن لنا دعوة بتشكيل جيش فتح الجنوب، ومن المستحيل أن يطلبوا من الجبهة الجنوبية الانضمام، لانها وفصائلها بنظر الأكثرية منهم عملاء ولا يتعاملون معها".
ويضيف: "المرحلة المقبلة مستمرة بالنسبة لنا بالأعمال العسكرية والانتصارات، ولا نريد الدخول مع أحد باقتتال يخدم مصلحة النظام في هذه المرحلة الهامة للثورة السورية، لكن أي اعتداء يحصل لفصائل الجبهة الجنوبية سنقوم بالرد عليه على الفور".
وتابع الشامي محذرا: "لن نسمح لأحد بضربنا وإفشال انتصارات الجبهة الجنوبية، المكون السوري للجيش الحر جنوب البلاد. وعلى الجميع إن أرادوا نجاح الثورة، وتحقيق الحرية للشعب السوري ضمن دولة واحدة لجميع السوريين أن يلتزموا بمبادئ الثورة السورية التي أرادها شعبنا السوري"، حسب تعبيره.