يذكر التاريخ أن
عائلات مصرية الأصل هاجرت من مصر إلى بلاد
الشام، خاصة إلى مدينة
غزة الفلسطينية، إبان الاحتلال الفرنسي لمصر في أواخر القرن الـ18 عشر الميلادي.
ومن العائلات المصرية التي لا تزال لها أفرع في مصر، عائلات «الخلفاوي» و«الباز» و«الجرجاوي» و«الشبراوي»، وكثير غيرهم.
وبحسب ما نشرت صحيفة المصري الثلاثاء، فقد كانت الخشية والخوف من قوات الاحتلال الفرنسي أول أسباب
هجرة المصريين في أواخر القرن الـ18 إلى بلاد الشام، كما يقول الباحث حسن سليم أبولمظي، في كتابه «عائلات أردنية وفلسطينية من أصول مصرية»، وكان اليأس والإحباط السبب الثاني.
وذكرت الصحيفة أن "مقاومة عنيفة قادها البطل حسن طوبار، شيخ إقليم المنزلة بمحافظة الدقهلية، ضد قوات الاحتلال الفرنسي، فكان «طوبار» صداعا في رأس الفرنسيين، وكان ورجاله حائط الصد الذي يمنع جيش فرنسا من عبور الدلتا، واستمرت مقاومتهما رادعة لرجال نابليون، ما تطلب من فرنسا إرسال حملتين عسكريتين حتى نجحت في كسر شوكة قوات المقاومة، ليهاجر «طوبار» ورجاله إلى الشرق، وتحديدا مدينة غزة".
وواصلت الصحيفة سرد أسباب هجرة هذه العائلات المصرية إلى غزة، فقالت: "هاجر كثير من العائلات المصرية هربا من سخرة وضرائب وتجنيد إجباري فرضه الوالي محمد على عليهم. ستة آلاف مصري من محافظة الشرقية جمعوا أشياءهم ورحلوا، رقما كان مخيفا في ذلك التوقيت. لكن هؤلاء الذين هربوا من الوالي لاحقهم ابنه إبراهيم باشا في حملته على الشام بعدها بعام واحد، فيما جلب معه حوالي 140 ألف مصري لتوطينهم على الأرض الشامية، كما نقل الباحث عن كتاب «بي. مورييه» بعنوان «تاريخ محمد علي».
وتابعت الصحيفة روايتها قائلة: "واستمرت هجرة المصريين إلى الشام في السنوات التي تلتها، ففي العام 1860، ترك آلاف المصريون وطنهم هربا من نظام السخرة في حفر قناة السويس، الذي وقع ضحيته الآلاف الآخرين".
واستطردت الصحيفة في ذكر أسباب الهجرة المتنوعة في ذلك الوقت، فبينت أنه "في قرية بلبيس بالشرقية كانت التجارة هي الشغل الشاغل لكثير من أهلها، فحملوا بضائعهم، وتنقلوا ليبيعوها بين مصر وفلسطين، ليستقر بعضهم في مدن الأرض المقدسة، ويعرفوا لاحقا بـ«البلابسة»، وكان انتشارهم حكاية يحكي ويتحاكى عنها الجميع، حتى وصل الأمر بالقول بأنه لا مدينة فلسطينية تخلو من أحد «البلابسة».
وأوضحت الصحيفة أن المصريين المهاجرين "انخرطوا في المجتمع الفلسطيني وأكثر في المجتمع الغزاوي تحديدا بشدة، حتى أن بعض المصطلحات المصرية انتشرت في المدينة الفلسطينية، وتزاوج المصريون من الفلسطينيين، فيما كان عادة ما يتم تسجيل الوثائق في محكمة غزة، وكان من المعتاد أن تشير الوثائق لكل مقيم من أصل مصري بكلمة «المصري».