قال رئيس الحزب
المصري الديمقراطي الاجتماعي، الدكتور محمد أبو الغار، إن
الإخوان سيعودون للمشهد ربما بعد سنوات، وهذا يرعب الجميع، وقد يحكمون مصر، وسينجحون في الانتخابات، ربما بعد عشر سنوات، وفق قوله.
واستدرك -في حواره مع صحيفة "الأهرام" المقربة من النظام المصري، الجمعة، بالقول إن أعضاء جماعة الإخوان لن يشاركوا في الانتخابات البرلمانية القادمة، ولن يكونوا موجودين في المشهد السياسي المقبل، فقد أعلنوا مقاطعتهم لأنهم لا يعترفون بشرعية النظام الحالي، كما يرددون.
وشدد أبو الغار أن الطريقة الوحيدة لمواجهة عودة الإخوان هو أن تظل مصر دولة مدنية، وأن يكون فيها حزب واحد شعبي يثق يه الناس، ويستطيع أن يكسب أغلبية مقاعد البرلمان، ويكون حزبا للشعب، على حد قوله.
وزعم أنه لولا ثورة 30 يونيو لأصبحت مصر دولة إخوانيه أحادية التفكير ودولة فاشية واندلعت الحرب الأهلية، وفق وصفه.
وذكر أنه بعد عامين من انتهاء حكم الإخوان، هناك مخاطر أن تصبح الدولة أحادية، وأن الحكم لا يكون ديمقراطيا، وأن يحكم الرئيس وحده، لأنه حتى الآن لا يوجد برلمان أو قانون برلمان يأتي ببرلمان متوازن يمثل مصر، وخرجت قوانين مهمة تحتاج لبرلمان ومناقشات مجتمعية، كما أن الشباب موجود بالسجون بقوانين اعتبرها ظالمة، ويجب تغييرها، وكلها مؤشرات خطيرة، وقلت ذلك للرئيس بأن من مصلحة الإخوان تفتيت القوى المدنية.
وقال أبو الغار إنه منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 عندما أصدر الرئيس الأسبق محمد مرسي الإعلان الدستوري المكمل تغير الموقف، وأصبح من رغبتنا (في جبهة الإنقاذ) تعديل مسيرة الإخوان للدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، وكنا متأكدين أن هذه الانتخابات ستأتي بأغلبية كبيرة ضد نظام مرسي، وبالتالي يسقط نظامه سلميا، لكنه لم يوافق على ذلك، وكذلك جماعته، وكانوا يعلمون أن الشعب لن ينتخبهم.
وتابع، ثم بدأت معركة مستمرة بيننا وبين الإخوان طول الوقت حتى وصلنا لـ 30 يونيو وقد بدأ النضال مبكرا، ومن يوم الإعلان الدستوري، ورفضنا نهائيا الجلوس مع الإخوان بعد الإعلان، حتى تم عزله، وطوال الوقت في اجتماعات ومظاهرات وبيانات، وحزب المصري الديمقراطي كان أكبر حزب نشط ضد الإخوان في الشارع بقوة، وبوضوح.
ورأى أبو الغار أن السلفيين سيدخلون البرلمان المقبل. وأكد أن السبب الرئيسي في فشل الأحزاب المدنية في تشكيل تحالف متفق عليه، مثلما حدث في الاتفاق على جبهة الإنقاذ لمواجهة حكم الإخوان يكمن في أن الانتخابات تنافسية، بينما كانت كل القوى الوطنية تتحد ضد خطر داهم اسمه الإخوان، وفق وصفه.
ومحمد أبو الغار طبيب، وناشط سياسي مصري، وهو أحد مؤسسي حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، وعضو الجمعية الوطنية للتغيير، أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأسس حزبه بعد ثورة 25 يناير، كما أنه أحد أعضاء مجلس أمناء "مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية".
وكان أبو الغار مناهضا لحكم الرئيس محمد مرسي، والإخوان المسلمين، كما كان عضوا في جبهة الإنقاذ التي ضمت الخاسرين في الانتخابات أمام الإخوان، وكان أحد دعاة مظاهرات 30 يونيو، وساند رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي في انقلابه، فقام بتعيينه عضوا بجمعية الخمسين لوضع الدستور، التي عينها العسكر.