كشف القائد العام للجيش الأول، أحد أكبر التشكيلات العسكرية للثوار في
الجبهة الجنوبية في
سوريا، العقيد الركن صابر سفر، أن الأسلحة المستخدمة في معركة مطار
الثعلة العسكري كلها غنائم من النظام السوري، بما في ذلك صواريخ الكوبرا، نافيا لـ"عربي21" أن تكون هذه الأسلحة قد جاءت من الخارج.
وتُشكل محافظة
درعا، جنوب سوريا، المحطة التالية للتطورات الميدانية المتتابعة في عموم البلاد، لتكون محط أنظار المتهمين بالشأن السوري، وخاصة بعد سلسلة المعارك الناجحة التي خاضها الثوار ضمن غرفة عمليات جيش الفتح في محافظة إدلب، لتستحوذ محافظة درعا على تطورات عسكرية وسياسية لا تقل أهمية عن نظيرتها في الشمال السوري، حيث نجح الثوار في سهول حوران في السيطرة على ثاني أكبر لواء لقوات النظام السوري، وفتح معركة مطار الثُعلة العسكري، أحد أضخم المطارات العسكرية السورية.
وفي لقاء خاص مع "عربي21"، تحدث العقيد سفر عن التطورات الميدانية والسياسية التي يشهدها سهل حوران، وبدأ حديثه عن اللواء 52 قائلا: "كانت هنالك ثلةٌ من العوامل ساعدت الجبهة الجنوبية في السيطرة على اللواء 52 الواقع على تخوم بلدة الحراك".
وأضاف: "من تلك العوامل هو عامل المنشقين (..) الذين تخلوا عن جيش النظام في أثناء قيام قوات المعارضة السورية بعمليات الانتشار بمحيط اللواء 52". ففي أثناء حشد الفصائل مقاتليها لبدء المعركة، انشق ستة عناصر.
وأوضح سفر أنهم لم يتحدثوا على وسائل الإعلام حول المنشقين وأهمية هذه النقطة، حرصا من الثوار على سلامتهم وسلامة ذويهم، لافتا إلى أن المنشقين تتم معاملتهم بطريقة حسنة للغاية.
وأكد العقيد سفر أن عمليات الاستطلاع والمتابعة لكتائب الجيش الحر حول اللواء 52 كانت من تلك العوامل، حيث إنها أظهرت حالة توتر شديدة بين قوات النظام السوري بداخله، كما تم التأكد من خلال العناصر المنشقة، من انهيار الروح المعنوية بشكل شبه كامل، وهو عامل آخر ساعد في السيطرة على اللواء.
ورغم امتداد المساحة الجغرافية للواء على طول أربعة كيلومترات وعرض ثلاثة كيلومترات، إلا أن الثوار نجحوا في السيطرة عليه خلال ثماني ساعات فقط.
ويعد اللواء أكبر تشكيل عسكري للنظام السوري في سهول حوران، بعد ألوية 60 و61 و90، المتمركزة في الحيطة على الحدود مع الجولان المحتل.
وأردف قائد الجيش الأول في الجبهة الجنوبية: "لقد وثقنا مقتل 70 عنصرا من قوات النظام خلال معركة اللواء 52، ولم يكن هنالك وجود للمليشيات الشيعية ضمن القتلى. كما أسرنا أعدادا لا بأس فيها، نتحفظ عليها بالوقت الراهن، ومن بين الأسرى ضباط للنظام وصف ضباط وعناصر".
وقال العقيد سفر: "جثث قتلى النظام تم دفنها على الطريقة الإسلامية، وسنعمل خلال الفترة القادمة على إعادة ترميم اللواء بشكل كامل، والتمركز بداخله سيكون من تشكيلات الجبهة الجنوبية".
وحول معركة مطار الثُعلة العسكري، الواقع في
السويداء، قال سفر لـ"عربي21": "لقد دخلنا المطار وحاصرناه من المحيط، ولكن الطيران الحربي والمروحي نفذ خلال ساعة واحدة فقط 22 غارة جوية، ووصلت في نهاية اليوم الأول من المعركة إلى ما يزيد عن 50 غارة جوية وبرميلا متفجرا، وخاصة أننا أمام أرض مكشوفة، ما يعني وجودنا لفترة أكبر، هو سقوط المزيد من الخسائر بين قواتنا، لذا لم ننجح في المحاولة الأولى".
لكن سفر شدد على أنهم "عازمون على السيطرة عليه (مطار الثعلة)، ولن نعود دون إحكام سيطرتنا عليه"، موضحا أن "من العوامل التي ساندت قوات النظام في معركة المطار، هي التعزيزات البشرية التي استقدمها النظام، من بينها مليشيات درزية موالية للأسد، ومنها مليشيات الدفاع الوطني التي كان لها دور أيضا في المعركة، وخاصة بوجود سلاح الجو".
وحول الصواريخ الحرارية الكوبرا التي ظهرت خلال معركة مطار الثعلة، أكد العقيد سفر، أن هذه الصواريخ هي غنائم محلية، وليست دعما خارجي، وقد سيطر عليها الثوار السوريون خلال معارك سابقة، لافتا إلى أن الثوار استخدموها في العديد من المواقع، ولكن الطيران الحربي والمروحي التابع للنظام السوري يُحلق على مسافات شاهقة، أبعد من مدى هذه الصواريخ، لذا فدقة إصابة الطائرات قليل، بحسب تأكيد العقيد سفر الذي ذكر أن الثوار يمتلكون أيضا عددا من صواريخ "إيغلا"، ولكنهم يعانون المشكلة ذاتها، وهي المدى المجدي للصاروخ.
وحول ما صدر عن الشيخ الدرزي وحيد البلعوس، المعروف بـ"شيخ الكرامة" ويتمتع بنفوذ كبير في السويداء، قال سفر: "إننا في الجيش الأول والجبهة الجنوبية نرحب بما صدر عن البلعوس، من إغلاق مخارج المحافظة واحتجاز رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء العميد وفيق ناصر".
كما وجه سفر رسالة لأبناء السويداء، بألا ينجروا وراء "فتن النظام السوري"، وأن يدعوه وحيداً، ويحافظوا مع أهل الجنوب على العيش والمصير المشترك، مؤكدا في الوقت ذاته أنه في أثناء بدء معركة مطار الثعلة، لم يكن هناك أي تنسيق مع أي جهة في محافظة السويداء.
وحول ما تناقلته وسائل إعلامية عن رفض الجبهة الجنوبية لقاء رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد خوجة، قال قائد الجيش الأول: "نحن لم نرفض مقابلة خوجة، وإننا نلتقي ضمن مؤسسة الجبهة الجنوبية".
وأشار العقيد سفر إلى أنه موجود حاليا في الداخل السوري، وليس في العاصمة الأردنية، وقال إنه مشغول بالمعارك والتطورات الميدانية والعسكرية بريف درعا.