أعلن
تنظيم الدولة في العراق والشام عن إنشاء خدمة جديدة على الإنترنت؛ حتى تساعد عناصره على تجنب التنصت والمحاولات
التجسسية عليهم.
وكتبت روث شيرلوك في صحيفة "ديلي تلغراف" عن الخدمة الجديدة، وما يمكن أن تقدمه لأعضاء التنظيم، وتقول إنه "في الوقت الذي يقوم فيه الجهاديون بالاستفادة من قوة الإنترنت كي يرتبوا حركة المجاهدين الأجانب، فإنهم أصبحوا أكثر مهارة في تجنب
الرقابة".
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، أن الجهاديين، وبينهم الداعمون لتنظيم الدولة في العراق والشام، أعلنوا عن خدمة صممت لتعليم رفاقهم وسائل الاستخدام الآمن للإنترنت، وذلك بحسب دراسة "مركز مواجهة الإرهاب" في الولايات المتحدة، التابع لأكاديمية ويست بوينت العسكرية. هذا إلى جانب تعليم الزملاء كيفية استخدام أساليب القرصنة مثل"فيرتوال برايفت نيت وورك"، وهي الشبكات الافتراضية الخاصة. ووجدت الدراسة محاولات قام بها الجهاديون لتطوير برنامجهم الخاص "سوفت وير".
وتقول شيرلوك: "لقد رصدنا حوارات تشير إلى أن الجهاديين هم في المراحل الأول لتأمين الاتصالات وبرامج البحث، بعيدا عن جهود الخصوصية في الغرب".
وتبين الصحيفة أن "فاعلية الأدوات ستكون محدودة في معظم الحالات، ولكنها من المحتمل أن تزيد قلق الوكالات الأمنية وعناصر فرض القانون؛ لأنها تمثل خطوة أولى، وإن كانت صغيرة، على طريق تطوير سلاح سايبري محتمل".
ويذكر التقرير أن تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية الأخرى اعتمدت على منابر الحوار منذ التسعينيات من القرن الماضي، حيث استخدمتها منابر للدعاية، ولدفع الشباب للتشدد والتجنيد.
وتستدرك الكاتبة بأن تنظيم الدولة ومنذ صعوده في سوريا ذهب إلى أبعد من هذا، حيث استخدم وسائل التواصل الاجتماعي، مثل "تويتر"، وعادة ما يبالغ في تصوير غزواته على الأرض.
وتلفت الصحيفة إلى أن الدائرة الإعلامية في التنظيم تعد الجزء الأهم في استراتيجيته العسكرية، حيث يقوم من خلالها بنشر الصور البشعة لعمليات القتل والمناورات التي تهدف إلى زرع الخوف في نفوس أعدائه، وتسويق ماركته على أنها قوة لا تقهر.
ويفيد التقرير بأن عددا من المتعاطفين مع التنظيم قد استخدموا الصور والبيانات الإعلامية؛ من أجل نشر الصور و"فتوحات" التنظيم، وهو جهد مواز لما يقوم به الجهاديون الأجانب.
وتنقل "ديلي تلغراف" عن نيك قادرباهي من المركز الدولي لدراسات التشدد والعنف السياسي، قوله: "أظهرت أبحاثنا أن شبكة تنظيم الدولة على الإنترنت لامركزية بالكامل، ويقوم ناشطون ليس لهم أي علاقة بالتنظيم بنشرها".
وتورد شيرلوك مثالا على هذا "الشاهد الشامي"، وهو أشهر مغرد للتنظيم، وكان معدل مشاهدات تغريداته يصل إلى مليون شخص، وتم اكتشافه في بانغلور الهند، حيث كان يعمل في شركة هندية كبيرة.
ويوضح التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أنه في داخل مجتمع الجهاديين هناك الكثيرون ممن لديهم معرفة أولية بكيفية تحنب رقابة الحكومات الأجنبية لنشاطاتهم. ورغم هذا كله، فقد قام المتخصصون داخل التنظيم، ممن لهم معرفة عميقة بالإنترنت، بإنشاء خدمة إرشادية.
وتكشف الصحيفة عن أن التنظيم قد درّس أتباعه عدة أمور، بينها استخدام أدوات مثل "تور"، وهي شبكة لحرف مسار الشبكة إلى شبكات أخرى. والمفارفة أن هذا التكنيك طورته حكومات وشركات غربية لحماية ناشطي حقوق الإنسان، والداعين إلى الديمقراطية ممن يعيشون في ظل أنظمة غير ديمقراطية.
وتنوه الكاتبة إلى أن الجهاديين ينصحون أتباعهم بعدم استخدام وسائل مثل "سكايب" و"جي ميل " و"غوغل" و"واتساب".
ويتطرق التقرير إلى أن مركز مواجهة الإرهاب وجد حدوث تطور في فهم المجتمع الجهادي للأمن والسلامة على الإنترنت، ووجد أن أعضاء هذا المجتمع يحاولون أن يكونوا متقدمين خطوة إلى الأمام على وكالات مكافحة الإرهاب.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن جهاديا ذا معرفة جيدة بالإنترنت رد على سؤال حول استخدام "سكايب" من خلال "تور"، وقال: "(سكايب) ليس آمنا، ويسجل الأمريكيون كل مكالمة منذ عام 2008".