أمريكا تعلن رضاها عن اليوم الأول من هدنة اليمن

تسير الهدنة الإنسانية التي أقرتها دول تحالف "إعادة الأمل"، ووافقت عليها مليشيات الحوثي وحليفتها قوات علي عبد الله صالح، إلى نهاية يومها الأول، فيما أشادت الولايات المتحدة الأمريكية بصمودها.

وصمدت الهدنة التي تستمر خمسة أيام في اليمن على نطاق واسع فيما يبدو يوم الأربعاء رغم تقارير عن شن القوات التي تقودها السعودية ضربات جوية أثناء الليل، واستمرار الأنشطة العسكرية لجماعة الحوثي الموالية لإيران في شرق البلاد.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جيف راتكي، إن "وقف إطلاق النار في اليمن صامد بصورة عامة رغم بعض التقارير عن اشتباكات".

وتابع المتحدث باسم الوزارة في تقرير اطلعت عليه "عربي21"، "نفهم أن وقف إطلاق النار صامد بصورة عامة ونحث كل الأطراف على مواصلة الالتزام به واحترام الالتزام بضبط النفس".

وأضاف جيف راتكي، "نحن على علم ببعض التقارير، عن بعض الاشتباكات، وبعض التقارير عن نيران مضادة للطائرات أيضا منذ بدء وقف إطلاق النار الليلة الماضية".

وقال شهود عيان في مدينة أبين بجنوب غرب اليمن، إن ضربات جوية استهدفت مواقع للحوثيين هناك، بعد أن سيطروا على المنطقة عقب سريان الهدنة -التي تستهدف تجنب كارثة إنسانية- في وقت متأخر يوم الثلاثاء.

وقال سكان في محافظتي "شبوة" و"لحج" الجنوبيتين اللتين شهدتا اشتباكات عنيفة بين فصائل مسلحة محلية والحوثيين، إن ضربات جوية نفذت أيضا أثناء الليل.

ومنذ 26 آذار/ مارس يقصف تحالف تقوده السعودية الحوثيين الذين يسيطرون على كثير من اليمن، ووحدات من الجيش متحالفة معهم بهدف إعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المقيم بالخارج.
وبعد سريان الهدنة بدت للعيان آثار أكثر من ستة أسابيع من الاشتباكات في مدينة عدن الجنوبية معقل المعارضة للحوثيين.

وقال مركز عدن للرصد؛ وهو جماعة متابعة محلية يوم الأربعاء إن أكثر من 600 شخص قتلوا وأصيب 3000 آخرون بينما تسبب القتال في تشرد 22 ألفا.

وعبر سكان عن شكهم في أن يصمد وقف إطلاق النار في المدينة التي شهدت خلال القتال إطلاقا للنار على مدار الساعة.

وقال أحد السكان: إن عدن تحتاج إلى الهدنة بشدة بسبب نقص الطعام والوقود، وكل شيء آخر على حد تعبيره. وأضاف أن السكان يشكون في نيات الحوثيين ويعتقدون أنهم سيستغلون الهدنة في السيطرة على مناطق جديدة في المدينة.

وتعتقد السعودية وحلفاؤها السنة أن الحوثيين يعملون بالوكالة لإيران في صراع على النفوذ أدى إلى تفاقم التوترات الطائفية في الشرق الأوسط.

ونقل التلفزيون السعودي عن مصدر رسمي بوزارة الدفاع قوله إن قذائف سقطت على مناطق في نجران وجازان السعوديتين صباح الأربعاء بجانب رصد نيران قناصة حوثيين. ولم يسقط ضحايا.

ونقل التلفزيون السعودي قول المسؤول أيضا إن الجيش السعودي يلنزم ضبط النفس بعد قبوله الهدنة التي قررها التحالف، ولم تصدر تأكيدات فورية للاتهامات السعودية.

ويهدف وقف إطلاق النار إلى السماح بدخول المساعدات والأدوية إلى اليمن. وتقول الأمم المتحدة إن 828 مدنيا بينهم 182 طفلا قتلوا منذ 26 آذار/ مارس.

ولم يصدر عن أي طرف ما يفيد دخول مساعدات جديدة بعد ظهر الأربعاء، وتشير التقارير المتفرقة عن الأحداث إلى تراجع مستوى العنف عما كان عليه قبل سريان الهدنة رسميا.

وقالت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين إن قوات برية سعودية قصفت معقلهم في محافظة صعدة بشمال البلاد ووصفت ذلك بأنه انتهاك لوقف إطلاق النار.

وقالت وكالة الأنباء السعودية، إن العاهل السعودي الملك سلمان أعلن وضع حجر الأساس للمقر الدائم لمركز للإغاثة، والأعمال الإنسانية في مراسم بالديوان الملكي حضرها الرئيس اليمني ورئيس وزرائه خالد بحاح.

و خصص الملك سلمان  مليار ريال (265 مليون دولار) لأعمال الإغاثة باليمن علاوة على مبلغ مماثل تعهد به في السابق.