تم توقيف نجل وزير داخلية الرئيس الفرنسي السابق نيكولا
ساركوزي (2007-2012)، كلود غيان الاثنين في إطار ملف بشأن شكوك في تمويل الزعيم الليبي الراحل معمر
القذافي لحملة ساركوزي، وفق ما علم الثلاثاء من مصادر قضائية ومقربة من التحقيق.
وتم استجواب فرنسوا غيان خصوصا بشأن "تحويلات مالية"، بحسب مصدر آخر قريب من التحقيق، إذ كانت الاتهامات بشأن تمويل ليبي لحملة ساركوزي في 2007 ظهرت بين دورتي الانتخابات الرئاسية لعام 2012.
ويحقق قضاة منذ نيسان/ أبريل 2013 في هذه الاتهامات، بدون أدلة، التي وجهها الوسيط زياد تقي الدين ومسؤولون في نظام القذافي الذي أطيح به في 2011، في حين نفى آخرون الاتهامات، من بينهم ساركوزي.
وكان كلود غيان نفسه تعرض في هذا الملف إلى تهم تبييض أموال وتهرب ضريبي ضمن عصابة منظمة وتزوير، والتهم الموجهة إلى وزير الداخلية الأسبق على صلة بلوحتين تعودان إلى القرن السابع عشر.
ويسأل المحققون عن تحويل مبلغ بقيمة نصف مليون يورو في 2008 لحساب كلود غيان الذي قال إنه باع اللوحتين لمحام ماليزي تعذر سؤاله، بينما رأى الكثير من الخبراء أن اللوحتين لا تزيد قيمة الواحدة منهما على 20 إلى 30 الف يورو، كما وجه الاتهام إلى رجل الأعمال السعودي خالد بقشان في هذا الملف.
وتساءل المحققون حول إمكان أن يكون هو مرسل مبلغ نصف المليون يورو، بينما ظهر اسم بقشان في ملف سياسي مالي آخر يطلق عليه "كراتشي" يتعلق بتمويل حملة رئاسية فاشلة للمرشح إدوار بلادور في 1995 عبر عمولات مفترضة لصفقة تسلح مع السعودية.
وتوقيف فرنسوا غيان يرتبط بوقائع منفصلة عن اللوحتين، بحسب مصادر قريبة من التحقيق.
من جهة أخرى، وفي السياق ذاته، جرت عمليات تفتيش في جنيف بطلب من السلطات الفرنسية في إطار التحقيق في دفع عمولات غير مشروعة على صلة بالسوق الليبي، بحسب ما أفاد مصدر قضائي سويسري الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم نيابة جنيف إن عمليات التفتيش التي تمت الأسبوع الماضي تندرج "في إطار تحقيق فرنسي بشأن دفع عمولات غير شرعية بشأن أسواق عدة، وخصوصا السوق اللييي".
وأفاد موقع صحيفة لوتون السويسرية على الإنترنت بأن القضاء فتش منزل رجل أعمال فرنسي بجنيف بطلب من القضاء الفرنسي الذي يحقق في تمويل ليبي محتمل لحملة ساركوزي في 2007، كما تم تفتيش منزل صيرفي يعمل في جنيف، دون أن تقدم النيابة السويسرية اسمي المعنيين.
وبحسب الصحيفة، فإن رجل الأعمال هو ألكسندر جوهري الذي قام بدور الوسيط في توقيع عقود كبيرة لشركات فرنسية مصدرة، وأوضحت الصحيفة أن القضاء السويسري ليست لديه حاليا مآخذ على جوهري، مضيفة أن الصيرفي هو يمني فرنسي يعمل لحساب بنك "كريدي أغريكول".