بعد أربع سنوات ونصف السنة على استبعاده من أوساط الموضة عاد
المصمم النجم لدار ديور سابقا،
جون غاليانو الاثنين في
لندن إلى منصات العرض مع
دار مارجييلا.
وكان المصمم البريطاني الموهوب والمشاغب طرد من دار ديور العام 2011 بعدما تلفظ وهو ثمل بشتائم مناهضة للسامية في مقهى باريسي. وقد قدم اعتذاراته بعد ذلك.
ولعودته، اختار المصمم ديكورا أبيض بسيطا يتناغم مع أجواء الدار التي أسسها مارتان مارجييلا ، لعرض مجموعة من الأزياء الراقية تضمنت حوالي عشرين تصميما في مبنى عصري في وسط لندن أمام نحو مئة مدعو.
وقد مزج المصمم البريطاني بين لمسته المسرحية ومعالم هذه الدار المعروفة بحسها الريادي وميلها إلى الملابس المفككة.. فكانت الفساتين القرمزية بذيول والصفد والزخارف والأحذية العالية الكعوب.
ووسط تصفيق الجمهور الذي ضم كايت موس وآنا فينتور وهما مقربتان من غاليانو والمصممين البير الباز (لانفان) وكريستوفر بايلي (بيربري)، ظهر غاليانو بشكل سريع جدا في نهاية العرض مرتديا قميصا أبيض يشكل زي العاملين في دار مارجييلا.
ورفض المصمم البالغ 54 عاما القيام بأي مقابلة صحافية في الكواليس. وهو تصرف يتماشى مع سياسة دار مارجييلا على ما قال رينزو روسو رئيس مجموعة "أو تي بي" (أونلي ذي برايف) التي تملك هذه الماركة الباريسية إلى جانب ماركتي "ديزيل" و "فيكتور آند رولف".
والرئيس الإيطالي للدار الذي وضع حدا في تشرين الأول/ أكتوبر لعزلة المصمم بتعيينه مديرا فنيا لماركة مارجييلا ، حيا "بداية حقبة جديدة" للدار ولجون غاليانو "ولعالم الموضة".
واعتبرت إلكسندرا شولمان رئيس تحرير نسخة "فوغ" في بريطانيا "أنها عملية انصهار حقيقية ناجحة بين مارجييلا وغاليانو".
وأشادت ناتالي ماسيني رئيسة مجلس الموضة البريطاني بالعرض معتبرة أنها مجموعة "منجزة بشكل رائع" ومشددة على أنها "إنطلاقة جديدة" للمصمم.
وقال كريستوفر بايلي المدير الفني والمدير العام لماركة "بيربري"، "لقد كان العرض ساحرا وكنت أتمنى أن أجمد العارضات لكي أدرس أكثر تفاصيل التصاميم".
أما مصمم الأحذية الفاخرة الإسباني مانول بلانيك فأعرب عن سعادته الكبيرة "لعودة غاليانو إلى العمل".
وقال رينزو روسو إن قرار تقديم عرض الملابس الراقية المعلن منذ كانون الأول/ ديسمبر، في لندن وليس في باريس كما كان مقررا في البداية، إجراء استثنائي.
وأوضح رينزو روسو لوكالة فرانس برس "جون من لندن وهنا كانت بداياته وأراد من هنا أن يبدأ من جديد. أراد أن يشعر أنه في دياره. إلا أننا باريسيون وسنبقى في باريس".
وهذه المجموعة "الحرفية" ستعرض في العاصمة الفرنسية نهاية كانون الثاني/ يناير إلا أن عرضها في لندن أولا أدى إلى سحبها من البرنامج الرسمي لأسبوع الموضة للأزياء الراقية في باريس.
وكانت أوساط الموضة تترقب كثيرا هذا العرض لمعرفة نتيجة هذا التعاون الذي فاجأ كثيرين. ومنذ صرفه من دار ديور بعد 15 عاما أمضاها في هذه الدار العريقة، اختفى جون غاليانو الذي خسر أيضا ماركة الملابس الجاهزة التي كانت تحمل اسمه، عن الساحة كليا باستثناء مشاركة له في مجموعة أوسكار دي لا رنتا التي عرضت في نيويورك في شباط/ فبراير 2013.
وقد خضع المصمم لعلاج للإقلاع عن الإدمان في أريزونا وهو يؤكد أنه لم يعد يتناول الكحول وقد تابع علاجا نفسيا وقدم اعتذاراته مرات عدة للكلام الذي صدر عنه نافيا أن يكون عنصريا أو معاديا للسامية.
وقد حكم عليه القضاء الفرنسي بدفع غرامة قدرها ستة آلاف يورو مع وقف التنفيذ. لكنه استفاد من دعم مطلق من بعض الأطراف النافذة في أوساط الموضة مثل العارضة البريطانية كايت موس التي صمم لها فستان عرسها في تموز/ يوليو 2011 ورئيسة تحرير مجلة "فوغ" الأميركية آنا فينتور التي ارتدت فستانا من
تصميم غاليانو لدار مارجييلا في كانون الأول/ ديسمبر في لندن.