أعلنت الحكومتان الإسبانية والإيطالية حالة التأهب الأمني القصوى، الأربعاء، بعد ساعات من هجوم استهدف مجلة في العاصمة الفرنسية باريس، التي لقي فيها 12 شخصا مصرعهم، إلى جانب إصابة نحو عشرين آخرين.
من جهتها، رفعت وزارة الداخلية الإسبانية حالة التأهب الأمني إلى المستوى الثالث، تحسبا لهجمات إرهابية، بحسب وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية.
وأضافت الوكالة أن "الداخلية ستنشر قوات لتأمين المؤسسات الحكومية السيادية، فضلا عن أهم مؤسسات البنية التحتية والمؤسسات الحيوية في البلاد".
وترفع السلطات الإسبانية حالة التأهب الأمني منذ 9 أيلول/ سبتمبر الماضي إلى الدرجة الثانية بعد تسجيل عودة مقاتلين من سوريا والعراق إلى إسبانيا.
وجاء رفع الحالة الأمنية إلى الدرجة الثالثة بعد دعوة وزير الداخلية الإسباني، لخوسي فيرنانديز دياث، إلى اجتماع عاجل بين وحدات مكافحة الإرهاب والشرطة والحرس الأمني.
وفي إسبانيا توجد أربعة مستويات لمواجهة التهديدات الإرهابية، وكل مستوى ينقسم إلى درجتين، دنيا وقصوى، والحالة الأمنية التي رفعت اليوم إلى الدرجة الثالثة هي من المستوى المنخفض.
وفي
إيطاليا، نقل التلفزيون الإيطالي الرسمي عن مصادر برلمانية أن اجتماعا عاجلا جمع رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، ووزير داخليته أنجيلينو ألفانو، الأربعاء، تمخض عنه إعلان "حالة التأهب الأمني القصوى في البلاد".
وأوضحت المصادر أن ألفانو ورينزي بحثا أبعاد الهجوم الذي استهدف مجلة "شارلي إيبدو" الباريسية، وتبعاته المحتملة في إيطاليا.
وتابع التلفزيون الإيطالي بأن ألفانو رأس في وقت لاحق اجتماعا للجنة مكافحة الإرهاب التابعة لوزارته، والمكوّنة من خبراء من أجهزة الأمن والاستخبارات، من أجل دراسة معمقة للموقف وللتهديدات الإرهابية المحتملة في ضوء
هجوم باريس.
وبحسب التلفزيون الإيطالي، "لم ترد تهديدات من جهة محددة"، و"الوضع في إيطاليا، وفقا لخبراء الاستخبارات، هو أكثر هدوءا من فرنسا، مع عدم استبعاد وقوع أعمال فردية".
وأضاف أنه نتيجة لاجتماع لجنة مكافحة الإرهاب "تقرر تعزيز الإجراءات الأمنية حول الأهداف الحساسة في العاصمة روما وفي محيط الفاتيكان، مع توفير عناية خاصة بمقار وسائل الإعلام الحكومية والخاصة".
وفي وقت سابق الأربعاء، قتل 12 شخصا، بينهم أربعة من رسامي الكاريكاتير، ورجلي شرطة، وأصيب قرابة 20 آخرون، في هجوم استهدف مجلة "شارلي إيبدو" الأسبوعية الساخرة في باريس، حسبما قالت النيابة العامة الفرنسية.
ورغم عدم إعلان أي جهة حتى الساعة مسؤوليتها عن الهجوم أو توجيه السلطات الفرنسية الاتهام إلى جهة ما، بثت وسائل إعلام غربية مقاطع فيديو يظهر فيها مهاجمان.
وفي أيلول/ سبتمبر 2012، أثارت هذه المجلة جدلا واسعا عقب نشر رسوم كاريكاتورية "مسيئة" للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، بدعوى حرية الرأي والتعبير، وهو ما أثار موجة احتجاجات في دول عربية.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عادت المجلة الساخرة إلى الإساءة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، بعنوان يتساءل: "ماذا لو عاد محمد؟"، حيث أفردت صورة غلافها الرئيسي لمن قالت إنه نبي الإسلام، مصورة إياه كاريكاتوريا راكعا على ركبتيه، فزعا من تهديد مسلح يفترض انتماؤه للدولة الإسلامية، ما أثار غضب المسلمين حول العالم.