حمّلت الناشطة اليمينة الحائزة على جائزة نوبل للسلام،
توكل كرمان، الرئيس
عبد ربه منصور هادي المسؤولية القانونية والأخلاقية أمام الشعب عما سمّته "الوضع الشاذ الذي وصلت إليه
اليمن"، لافتة إلى أنه المسؤول الأول عن ذلك أمام الرعاة الإقليميين والدوليين.
وقالت كرمان إن "الرئيس هادي حظي باصطفاف شعبي غير مسبوق، وتوافق وطني كامل، ورعاية إقليمية ودولية كاملة، لكي ينفّذ مهام واستحقاقات العملية الانتقالية، لكن الانتقال الوحيد الذي رعاه خلال الفترة الانتقالية، هو انتقال الميليشيات المسلحة من صعدة إلى العاصمة
صنعاء"، على حد قولها.
وأضافت أن "هادي رعى انتقال ما لا يقل عن نصف معدات الجيش وعتاده إلى مليشيات
الحوثي، ولأنه بالإضافة إلى صلاحياته العديدة والمطلقة كرئيس للفترة الانتقالية، ورئيس اللجنة العسكرية المناط بها هيكلة الجيش والأمن على أسس حديثة، وبسط سيطرة الدولة على كامل التراب الوطني، وضمان احتكار الدولة للسلاح واستخدامه حسب المبادرة الخليجية، فهو الوحيد المسؤول قانونيًا وأخلاقيًا أمام أبناء الشعب عن هذا الوضع الشاذ الذي وصلت إليه البلاد"، وفق تعبيرها.
من جانب آخر، اتهمت كرمان الرئيس هادي بأنه "تعلل طويلًا بفشل الحكومة ليواري فشله في كبح جماح الميليشيات وسحب أسلحتها وبسط نفوذ الدولة، ومنذ تشكيل الحكومة الجديدة التي تذخر بالعديد من الكفاءات لا يزال التدهور المريع للدولة وسقوطها المدوي أمام الميليشيات يجري بشكل أسرع مما كان عليه".
وتابعت كرمان بأن "الرئيس هادي استلم رئاسة الفترة الانتقالية لدولة فاسدة وعلى وشك الفشل، استهدف نظامها ثورة الشباب الطامح بدولة العدل والقانون والرفاة، وهي الآن دولة فاشلة تحكمها الميليشيات، وينخر الفساد بكل مفاصلها، والعيب ليس في ثورة الشباب الأخلاقية العظيمة، ثورة الشباب الطامح بالحرية والكرامة، ولكن هي مسؤولية من أدار المرحلة الانتقالية بكل هذا السوء".
من جهة ثانية، أوضحت كرمان أن الرئيس "سيعلن تفاخره بإنجازه الوحيد، وهو مشروع الدستور، الذي كتب في أحد فنادق خمس نجوم في الخارج، ولا يملك الرئيس الاستفتاء عليه إلا في حدود سلطته التي لا تتجاوز أسوار دار الرئاسة، حيث يقضي إقامته الجبرية غير المعلنة".
وختمت الناشطة اليمينة كلمتها بأن "الشباب ساندوا الرئيس بكل ما يستطيعون رغم كل الانتقادات الواسعة التي تعرضوا لها، خشية سقوطه أمام مشروع الميليشيات المسلحة المتحالفة مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح وبقايا نظامه، لكن الرئيس خيّب آمالهم وتوقعاتهم"، وسيكون على شباب الثورة وكل أبناء الشعب مواجهة ما وصفته بـ"الانهيار والخذلان دون يأس، وبثقة في أنفسهم وفي المستقبل"، على حد قوله.
ومنذ 21 أيلول/ سبتمبر الماضي، تسيطر جماعة أنصار الله، المعروفة إعلاميا بالحوثي، بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية في صنعاء، ورغم توقيع جماعة الحوثي اتفاق "السلم والشراكة" مع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وتوقيعها على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، الذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيها من صنعاء، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية بخلاف صنعاء.