قال عبد الإله
بن كيران، رئيس الحكومة
المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية: "الظاهر أن أغلب الحكام في الأمة العربية اليوم، يريدون القضاء على الحركات الإسلامية"، وذلك خلال لقاء جمع بن كيران صباح الثلاثاء، ببرلمانيي حزبه في العاصمة المغربية الرباط.
وأضاف بن كيران، حسب معطيات حصل عليها "عربي21"، أن السبب في ذلك هو اشتغال أولئك الحكام بمنطق الغلبة، وهو ما جعل عددا من تلك الحركات الإسلامية لا ترى وجود فرص للتعايش مع أولئك الحكام، على حد تعبير بن كيران.
القيادي الإسلامي كشف في اللقاء، الذي لم يفتح للصحافة، أن السياسي المصري عمرو موسى، طلب منه خلال لقائهم في ملتقى "
دافوس" الاقتصادي العالمي الأخير، التدخل لدى الأطراف المصرية لإيجاد حل للأزمة المصرية، وذكر بن كيران أنه وبعد عودته للمغرب كان سيطلب من العاهل المغربي زيارة مصر، لكن الوقت كان قد فات.
وذكر بن كيران ذلك، في إطار حديثه عن منهج حزب العدالة والتنمية الذي قال إنه مطلوب في المغرب وخارجه، وأنه طلب منهم التدخل في أكثر من صراع لرأب الصدع.
في الشأن الداخلي المغربي كشف بن كيران أنه يتوقع أن تصل المساهمة الإبرائية برسم الممتلكات والموجودات المنشأة في الخارج مع نهاية 2014 إلى 20 مليار درهم، مشيرا إلى أنها بلغت خلال الأيام القليلة الماضية 15 مليار درهم، في الوقت الذي توقعت فيه الحكومة أن تحصل من العملية على مبلغ خمسة مليارات درهم فقط خلال هذا العام.
وذكر بن كيران أيضا، وفق مصادر حضرت اللقاء، أن المؤسسات البنكية تشتغل على مدار اليوم بفعل هذا التحول النوعي، الذي سبق لوزير الاقتصاد والمالية المغربي محمد بوسعيد، أن اعتبرها تبرز مستوى الثقة المتقدم في الإطار الاقتصادي والسياسي الوطني.
وقال خلال حديثه عن حصيلة حكومته: "اشتغلنا وسط إكراهات وصبرنا وصمدنا" في السنة الأولى من العمل الحكومي. وأشار إلى أن السنة الثانية كانت سنة الإرباك، بسبب وصول الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال. وذكر أنه مع السنة الثالثة لم تعد الحكومة في حاجة للحديث عن إنجازاتها؛ لأنها أصبحت تتحدث عن نفسها.
وفي حديثه عن المعارضة قال: "أستغرب مناوراتهم من ملف لآخر.. إنهم لن ينجحوا، لأنهم غير مستعدين للتنازل لبعضهم البعض". وأكد في هذا الإطار أن "النجاح في الانتخابات تحققه المواقف السياسية الصادقة، وليس مجرد الأمور التقنية".
الفقيد عبد الله بها كان حاضرا في كلمة بن كيران، إذ قال إنه لا يمكن أن ينساه بسرعة، وإن الراحل لم يكن يعير اهتماما كبيرا لما ينشر عنه في الصحافة من أمور غير معقولة.
وفي هذا السياق قال بن كيران، إن "حزب العدالة والتنمية لم يأت للفوز في معركة أو يخسر في أخرى، وإنما جاء للإصلاح وأداء رسالة، وإنه ثمرة شجرة ممتدة في الحضارة المغربية".
وتأسف الرجل الأول في العدالة والتنمية، لأن منطق الغلبة صار هو السائد، وأن هذا المنطق يفسد العلاقات ومهمة الإصلاح، مشيرا إلى أن دور المصلحين يتمثل في رد أصحاب الغلبة إلى الصواب والأخذ بيد الضعفاء، "الذين -للأسف - يتوسل الكثيرون منهم لأصحاب الغلبة، إما بالمبادئ أو بالأعراض".