المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، خالد شيخ محمد، أُخضع لعمليات الإيهام بالإغراق 183 مرة، وتمكن من تجاوزها بنجاح ليكون السجين الوحيد الذي تمكن من "إفشال نظام
الاستجواب"، بخلاف ما كانت وكالة الاستخبارات المركزية CIA قد أعلنته في السابق.
التقارير المقدمة من CIA إلى المسؤولين كانت تشير إلى أن تقنيات "الاستجواب المشدد"، التي تتضمن عمليات إيهام بالإغراق نجحت في انتزاع معلومات من شيخ محمد، ولكن المقابلة التي أجراها المفتش العام لـCIA مع المحققين المشرفين على الاستجواب أعطت صورة مغايرة تماماً.
وورد في نص المقابلة مع المحققين أن شيخ محمد "كان يكره كثيراً تقنية الإيهام بالإغراق، ولكنه تمكن من إيجاد وسيلة للتغلب عليها والتعامل معها".
وتنقل المقابلة عن أحد المحققين قوله إن شيخ محمد "تغلب على نظام الاستجواب وقهره"، مضيفاً أن "القيادي المتشدد في تنظيم
القاعدة كان يتفاعل بشكل أفضل مع أساليب الاستجواب غير العدائية".
وعلى غرار سواه من السجناء، كان شيخ محمد يدلي بمعلومات عند تعذيبه، ولكنه سرعان ما يتراجع عنها بعد توقف التعذيب، كما أنه كان يقدم معلومات مغلوطة، كتلك التي أدلى بها في إحدى المرات حول مخطط لاغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، التي قالت CIA عنها إنها "مفبركة".
يذكر أن خالد شيخ محمد أطلق عليه "العقل المدبر" لهجمات 11 أيلول/ سبتمبر، تم اعتقاله في آذار/ مارس 2003 في باكستان، واحتجز في معتقلات سرية خصوصاً في الأردن، ثم نقل إلى
غوانتنامو في أيلول/ سبتمبر 2006.
وتركز اهتمام الوكالة على هذا المعتقل، مما جعل منه بالتالي الأكثر عرضة للتعذيب، حيث تلقى ضرباً مبرحاً، وتم حرمانه من النوم لسبعة أيام ونصف اليوم إحدى المرات، وطبقت عليه التغذية الشرجية القسرية، واتخذت معه أوضاع تعذيبية مؤلمة.
خضع 15 مرة للإيهام بالغرق خلال أسبوعين في آذار/ مارس 2003. استغرقت أولاها نصف ساعة، أي أكثر بعشر دقائق من الوقت الذي تنصح به الوكالة. وابتلع كميات من المياه حتى "كاد يغرق في بعض الحالات".
وأورد الكونغرس أن "
سي آي إيه" كتبت 831 تقريراً طوال فترة الاستجواب التي استمرت ثلاث سنوات ونصف السنة. وتبين أن معلومات اعتقد أنها مهمة تم جمعها خلال جلسات الاستجواب كانت معلومات خاطئة.