ذكرت مصادر لـ"عربي21" أن حملة
اعتقالات طالت مشايخ وعلماء سنة في
إيران بعد يوم واحد من الحكم على رجل الدين الشيعي السعودي نمر باقر النمر بالإعدام من قبل القضاء السعودي.
وذكرت المصادر أن الاعتقالات قام بها
الحرس الثوري الإيراني المرتبط بمرشد الثورة علي خامنئي.
ووصف علماء سنة تلك الاعتقالات بأنها رد فعل إيراني على الحكم السعودي بإعدام النمر.
ومن أبرز المشايخ الذين تم اعتقالهم الشيح مولوي فضل الرحمن الرئيسي وابنه أمين فضل عبدالرحمن الرئيسي، وشقيق الداعية السني الإيراني محمد الرئيسي إمام جمعة مدينة نصير آباد السنية في إقليم
بلوشستان.
ووفقاً للمعلومات الخاصة بـ"عربي21"، فإن الحرس الثوري اعتقل الشيخ فضل الرحمن رئيسي وابنه بعدما داهمت قوات أمنية خاصة تابعة للحرس الثوري بإقليم بلوشستان منزل الشيخ فضل الرحمن في مدينة نصير آباد البلوشية صباح الجمعة، وتم نقلهم إلى جهة مجهولة.
ومن جهة أخرى استدعت استخبارات الحرس الثوري مولوي دوست محمد رئيسي، إمام جمعة نصير آباد لمراجعتها في مدينة زاهدان السنية بنفس اليوم، ولا يوجد أي خبر عنه حتى هذه اللحظة.
وفي ذات السياق قال العميد حسين سلامي نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري، بمدينة زاهدان في محافظة بلوشستان، إن النظام في إيران، يستند إلى قاعدة شعبية عريضة، كما أن أمن البلاد قائم أيضا على قاعدة شعبية واجتماعية، وذلك رداً على التحركات والعمليات التي وقعت في الإقليم ضد المؤسسات الأمنية والعسكرية التابعة للحرس الثوري في بلوشستان.
وأضاف العميد سلامي أن "محافظة بلوشستان من المحافظات والمناطق التي تحظى بأهمية استراتيجية وجيوسياسية کبيرة على المستويات المحلية والإقليمية وحتى الدولية، وأن أمن بلوشستان وسکانها يحظى بالأهمية بالنسبة للنظام الإيراني، کما أن أهالي هذه المحافظات مثل أهالي بقية المحافظات يشارکون في الحفاظ على أمنها والدفاع عن کرامتهم"، وأضاف أن "النظام يسعى وبالتعاون مع القبائل والعشائر البلوشية إلى إقرار الأمن والاستقرار في هذه المحافظات" بحسب تعبيره.
ووصف سلامي الجماعات السنية الناشطة في الإقليم بالجماعات الإرهابية والعصابات الصغيرة، وادعى أن الحرس الثوري يملك المعلومات الكاملة عنها، مشيرا إلى أن أفضل طريقة لإحباط مخططاتها هو "الرصد الدقيق لتحرکاتها والنفوذ في أوساطها".
يذكر أن إقليم بلوشستان السني في إيران يشهد مؤخراً تصاعدا في العمليات العسكرية ضد المؤسسات الأمنية والعسكرية التابعة للحرس الثوري، وهددت الفصائل الإسلامية السنية المسلحة في إيران باستهداف المدن الكبرى والعاصمة طهران إذا لم يكف النظام الإيراني عن حملة الاعتقالات التي تنفذ بحق النشطاء ومشايخ
السنة في الإقليم.