قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلية إغلاق
الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، يومي الأربعاء والخميس المقبلين، بحجة الاحتفال بعيد "
الفصح" اليهودي، الذي يبدأ الاثنين ويستمر أسبوعا.
وقال مدير أوقاف الخليل، تيسير أبو سنينة، في اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، إن "الجانب الإسرائيلي أبلغنا بإغلاق الحرم الإبراهيمي منذ صباح بعد غد الأربعاء وحتى مساء اليوم التالي (الخميس)".
وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلي "يغلق الحرم أمام المصلين المسلمين في الأعياد اليهودية ويفتحه أمام اليهود، بحجة توفير الأمن للمستوطنين، وإتاحة الفرصة لإقامة المستوطنين لشعائرهم التلمودية".
ومنذ عام 1996 يُقسّم الحرم، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح نبي الله إبراهيم عليه السلام، إلى قسمين، قسم خاص بالمسلمين، وآخر باليهود، إثر قيام مستوطن يهودي بقتل ثلاثين مسلماً أثناء تأديتهم صلاة الفجر في الحرم في العام نفسه.
وتسمح "إسرائيل" للمصلين المسلمين بدخول الجزء الخاص بهم في الحرم الإبراهيمي طوال أيام السنة، فيما تسمح لهم بدخول الجزء الخاص باليهود في عشرة أيام فقط في السنة، وذلك خلال الأعياد الإسلامية، وأيام الجمعة وليلة القدر من شهر رمضان، فيما تسمح لليهود بدخول القسم المخصص لهم طوال أيام السنة، وبدخول الحرم كله في بعض الأعياد اليهودية.
يأتي ذلك بالتزامن مع تشديدات أمنية بدأت الشرطة الإسرائيلية في فرضها منذ ساعات فجر الاثنين في مدينة القدس وضواحيها، فضلاً عن رفع حالة التأهب القصوى في مختلف المدن الإسرائيلية، وذلك خلال عيد "الفصح"، في وقت تتواجد فيه حشود كبيرة من
الفلسطينيين داخل ساحات المسجد الأقصى، تحسباً لاقتحامات إسرائيلية في هذا العيد.
حالة تأهب أمني إسرائيلي بمناسبة عيد "الفصح" اليهودي
وفي سياق متصل، أعلنت الشرطة الإسرائيلية رفع مستوى التأهب في صفوف قواتها خلال فترة عيد الفصح اليهودي الذي بدأ الاثنين ويستمر أسبوعا.
ووفقاً لما نقلته الإذاعة الإسرائيلية العامة، فإن الشرطة كثفت تواجدها بشكل خاص في القدس ومحيطها، والأماكن المكتظة بالناس بما فيها المتنزهات في مختلف أنحاء المدن الإسرائيلية.
وقالت الإذاعة: "تم نشر الآلاف من عناصر الشرطة في الأسواق ومحطات الحافلات"، وأضافت أنه "تم اتخاذ تدابير أمنية مشددة على طول الخط الأخضر" (الفاصل بين الأراضي الفلسطينية وإسرائيل).
وكان أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن الأحد، فرض طوق أمني على الضفة الغربية الفلسطينية، بدءاً من منتصف ليلة الأحد - الاثنين وحتى منتصف ليلة الثلاثاء، بمناسبة الاحتفال بعيد الفصح اليهودي.
وكتب أدرعي، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "يُفرض منتصف الليلة طوق أمني شامل على الضفة الغربية بسبب حلول عيد الفصح لدى الشعب اليهودي.. وسيسري مفعول الطوق الأمني حتى منتصف ليلة الثلاثاء".
وأضاف أن "الطوق الأمني على الضفة الغربية سيفرض مع استثناء الحالات الإنسانية والطبية الطارئة، وذلك من خلال التنسيق مع مكاتب الإدارة المدنية".
يأتي ذلك في وقت تتواجد فيه حشود من المصلين والمرابطين والمعتكفين من أهل القدس والداخل الفلسطيني (الذين يقيمون داخل إسرائيل) منذ صلاة فجر الاثنين، داخل المسجد الأقصى وعند بواباته، للدفاع عنه وحمايته، في ظل دعوات جماعات إسرائيلية متشددة، لاقتحام جماعي للأقصى، وتقديم قرابين الفصح العبري فيه، بحسب مؤسسات فلسطينية، وشهود عيان.
وقال شهود عيان، إن "قوات من الشرطة والجيش الإسرائيلي، بدأت منذ فجر اليوم (الاثنين) بإغلاق مداخل مدينة القدس أمام الفلسطينيين، ومنعت حاملي التصاريح من الدخول للمدينة".
وكانت ساحات الأقصى، قد شهدت الأحد، مواجهات بين قوات إسرائيلية ومصلين فلسطينيين، أسفرت عن وقوع إصابات بالحجارة في صفوف الإسرائيليين (بحسب إعلام إسرائيلي)، وإصابات اختناق بغاز إسرائيلي في صفوف الفلسطينيين، بحسب شهود عيان.
ويتزامن الاحتفال بعيد الفصح اليهودي مع بدء أسبوع "الآلام" عند المسيحيين، الذي بدأ يوم الأحد بـ"أحد
الشعانين"، وينتهي الأحد المقبل بـ"
أحد القيامة".
و"أحد السعف" هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير لدى المسيحيين قبل عيد القيامة، وهو يوم ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، حيث استقبله أهلها رافعين سعف النخيل وأغصان الزيتون، ويسمى في بعض الدول أيضا بـ"أحد الشعانين".