اتهمت مصادر حكومية قوات المتمردين المحسوبة على ريك
مشار، النائب المقال لرئيس
جنوب السودان سيلفاكير ميارديت، بقتل 17 شخصا على الأقل، في هجومين منفصلين على كنيسة ومستشفى في مدينة "
ملكال" عاصمة ولاية أعالي النيل، الغنية بالنفط.
وقال مسؤول محلي يدعى لينو أمول، إن "المتمردين (من قوات مشار)، توجهوا أمس (الأربعاء)، إلى الكنيسة الكاثوليكية في ملكال، حيث يختبئ بعض الناس، وقتلوا 10 أشخاص".
ومضى أمول قائلا: "صباح اليوم (الخميس)، قتل المتمردون 7 أشخاص آخرين في المستشفى الحكومي بملكال".
وأوضح أمول أن "المتمردين كانوا يتحركون في أنحاء البلدة، ويبحثون عن الأشخاص المختبئين، ويحرقون المنازل".
وحذر من أن "الوضع أصبح سيئا للغاية، حيث يتحرك المتمردون في أرجاء المدينة، ويضرمون النار في المنازل، بينما يبحثون عن الأشخاص الذين يختبئون بداخلها".
من جهته، أكد المتحدث باسم الجيش الحكومي لجنوب السودان، العقيد فيليب أقوير، وقوع عمليات قتل، الخميس، في ملكال علي أيدي "المتمردين" الموالين لمشار.
وأضاف: "ما أستطيع أن أقوله، هو أن بعض الأشخاص قتلوا في البلدة"، مشيرا إلى أن المتمردين "يرتكبون جرائم وحشية، ويدمرون وينهبون بيوت الناس، والوضع سيئ للغاية".
وأوضح أقوير أن "قوات الجيش الحكومي تتواجد حاليا في الجزء الشمالي، وتستعد لاسترداد الأجزاء الباقية من المدينة".
من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن شعوره بالقلق العميق إزاء تجدد القتال العنيف في مدينة ملكال، وحث "جميع الأطراف في النزاع علي احترام القانون الإنساني الدولي".
وشدد كي مون، في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه مساء الخميس، على ضرورة "التزام جميع الأطراف بالتنفيذ الكامل لاتفاقات 23 كانون الثاني/ يناير، المتعلقة بوقف الأعمال العدائية وأوضاع المعتقلين، والتعاون مع
إيغاد".
ودعا جميع الأطراف إلى احترام عمل الموظفين في المجالات الإنسانية في جنوب السودان، الي ضمان حرية تنقلات أفراد البعثة الأممية.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة علي أن "جميع المتورطين في جرائم ضد المدنيين ستتم محاسبتهم"،مؤكدا علي أهمية اجراء مفاوضات سياسية جادة باعتبارها السبيل الوحيد لتحقيق السلام في البلاد.
ووقع طرفا الأزمة في جنوب السودان اتفاقا في 23 يناير/كانون الثاني الماضي، يقضي بوقف العدائيات بين الجانبين وإطلاق سراح المعتقلين.
وجاء الاتفاق بعد مواجهات دموية بدأت منتصف ديسمبر / كانون الأول الماضي، بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لمشار، الذي يتهمه رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بمحاولة الانقلاب عليه عسكريا، وهو الأمر الذي ينفيه مشار.
إلا أن مدينة ملكال بولاية أعالي النيل، شمال، تشهد مواجهات بين القوات الحكومية وقوات ريك مشار منذ فجر الثلاثاء الماضي، واستطاعت قوات مشار السيطرة على وسط المدينة، فيما تسيطر القوات الحكومية على المطار والجزء الجنوبي من المدينة، بحسب المتحدث باسم الجيش الحكومي لجنوب السودان، العقيد فيليب أقوير، في تصريحات للأناضول أمس الأربعاء.
وكانت الوساطة الإفريقية برعاية "الإيغاد" قد أرسلت فريقًا لمراقبة تنفيذ الاتفاق في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية والمجموعة التابعة لريك مشار، لكن هذه الجهود هي الأخرى تواجه العديد من العقبات التي جعلتها عرضة للاتهام بالقصور.