ضغطت الحكومات الغربية على الرئيس الاوكراني فيكتور
يانوكوفيتشن للتوصل إلى حل وسط مع المحتجين الذين يقيمون مخيمات في الشوارع؛ مما أثار حربًا كلامية مع روسيا السبت لأول شباط/ فبراير.
لكن المحتجين في كييف أكدوا الأحد أنهم لن يقبلوا أي شيء لإنهاء احتجاجهم، أقل من خروج يانوكوفيتش من السلطة.
وقال آخرون إنهم في الوقت الذي يؤيدون فيه إتاحة أفضل رعاية طبية للناشط البارز ديمتري بولاتوف، فإن من المهم أن يبقى داخل البلاد، بدلاً من العلاج في أوروبا.
ورغم استقالة رئيس الوزراء، وتوقيع يانوكوفيتش على قانون للعفو عن المحتجين الذين اعتقلوا في الاضطرابات، وإلغاء قانون حظر التظاهر، إلا أن هذا لم يكن كافيًا لتهدئة المحتجين الذين يحتلون بنايات عامة، وشوارع في كييف، ومدنًا أخرى، ويريدون خروج يانوكوفيتش من السلطة، بعد رفضه توقيع اتفاق تجاري مع أوروبا.
ورفض يانوكوفيتش توقيع الاتفاق، ووافق بدلاً من ذلك على حزمة قروض روسية بمبلغ 15 مليار دولار أواخر العام الماضي.
وقال محتج يدعى اوليج: "الناس لن يغادروا، وأنا شخصيًا لن أغادر قبل تغيير جميع السلطات، وهناك ألوف مثلي، نحن باقون حتى النهاية".
وتأجج الغضب إزاء السلطات في اليومين الماضيين بعد عرض لقطات لناشط بارز، قال إنه تعرض للضرب والصلب بعد خطفة قبل أسبوع.
وقال محتج من كييف يدعى ايفان: "سنبقى هنا حتى النصر، لكنني أعتقد أن النصر سيستغرق وقتاً طويلاً. ربما يستغرق شهرين او اكثر، ليس أمامنا خيار آخر".
وطالب زعماء المعارضة الأوكرانية الأحد بوساطة دولية، ومساعدة مالية من الغرب، أمام أكثر من 60 ألف متظاهر في كييف، غداة لقائهم مع ممثلي بلدان غربية.
وذكر زعيما المعارضة كليتشكو وارسيني ياتسنيوك أنهما حصلا على تأكيد من الغربيين بمنح مساعدة مالية عند الضرورة إلى
اوكرانيا التي وصلت إلى حافة التوقف عن الدفع.
وعلى صعيد متصل، أعلن مدون وصحفي روسي يغطي حركة الاحتجاج في أوكرانيا، أنه خطف مع زميله المصور في كييف، وتعرضا للضرب المبرح من قبل مجهولين يتكلمون الروسية، وذلك في رسالة على مدونته على الإنترنت.
وأثارت حالات عدة، بينها حالة قتل، وعمليات خطف وضرب وحتى تعذيب صحفيين وناشطين في المعارضة، الاستنكار في أوكرانيا وفي الغرب.
والجمعة روى دميترو بولاتوف وهو ناشط معارض اختفى منذ 22 كانون الثاني/ يناير، أنه خُطف في كييف من قبل مجهولين يتكلمون الروسية، وتعرض للتعذيب قبل أن يُترك في غابة بعد أسبوع.
وحُرمت أوكرانيا -التي تواجه وضعا ماليا صعبا- من المساعدة الأوروبية لدى تخليها فجأة أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر عن اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي.
لكنها حصلت في المقابل من موسكو على 15 مليار دولار، أُرفقت بخفض كبير لأسعار الغاز الروسي. لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألمح إلى إمكانية إلغاء هذه الاتفاقات إذا ما تسلمت المعارضة السلطة.
وعاد التنافس الروسي- الأوروبي إلى ذروته السبت؛ إذ أعلن وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا عن دعمهم للمعارضين الأوكرانيين، فيما يواصل نظيرهم الروسي انتقاد التدخلات. إلا أن المتظاهرين الذين كانوا موجودين الأحد في ساحة الاستقلال، شككوا في الأهمية الحقيقية للدعم الغربي.