سياسة عربية

علمانيو الجزائر "يدشنون" حملة إعلان مقاطعة انتخابات الرئاسة

محسن بلعباس - رئيس حزب التجمع من اجل الثقافة و الديمقراطية في الجزائر
محسن بلعباس - رئيس حزب التجمع من اجل الثقافة و الديمقراطية في الجزائر
أعلن أقوى حزب "علماني" في الجزائر، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، عن قرار مقاطعة الإنتخابات الرئاسية المقرر يوم 17 نسيان/ إبريل المقبل، بدعوى أن نتائج الانتخابات "محسومة سلفا".

فقد صوت أعضاء المجلس الوطني "للتجمع من اجل الثقافة و الديمقراطية" ، يوم الجمعة، بالإجماع عن مقاطعة الانتخابات الرئاسية، بينما عرض رئيس الحزب، محسن بلعباس، تقريرا أسودا عن الوضع السياسي و الإقتصادي والإجتماعي.

وقال عثمان معزوز المكلف بالإعلام في الحزب، في تصريح حصري لـ"عربي21": "إن   القرار اتخذ بإجماع أعضاء القيادة".

والحزب المعروف اختصارا بـ "الارسيدي"، هو أول فصيل سياسي، يعلن مقاطعته الإنتخابات الرئاسية في الجزائر، بصفة رسمية، بعد "تلويحات" من أحزاب أخرى، علمانية وإسلامية باللجوء إلى المقاطعة في حال عدم استجابة السلطة لمطالبها، لكنها لم تفعل لحد الآن رغم توفر "شرط المقاطعة" الذي قدمته هي نفسها.

  وأهم مطلب رفعته الأحزاب المعارضة هو " تشكيل لجنة محايدة ومستقلة لتنظيم الانتخابات الرئاسية". غير أن السلطة تبنت خيارها بتشكيلها للجنة يشرف عليها مباشرة الوزير الأول عبد المالك سلال.

وأضاف رئيس الحزب أن "طلب الارسيدي المرسل لوزارة الداخلية و القاضي بتشكيل لجنة محايدة ودائمة  لتنظيم الإنتخابات الرئاسية مثل الحاصل عند جيراننا ، تم تجاهلها رغم أن الخيار تبناه أكثر من 40 حزبا ".
          
وكان " الارسيدي" قاطع انتخابات الرئاسة التي نظمت، نسيان / ابريل من العام 2009، بنفس المبرر وهو أن " الانتخابات محسومة سلفا"، وكان رئيسه حينها، هو سعيد سعدي، الذي كان يشرف على مظاهرات المعارضة، التي كانت تنظم كل يوم سبت شهري آذار/ مارس ونيسان/ أبريل من العام 2011 في خضم أحداث "الربيع العربي" في كل من تونس ومصر.

 ويعتبر رئيس  الحزب أن الإنتخابات الرئاسية المقبلة، "ليس أكثر من مخادعة أخرى"، كما يرى أن مبدأ " التداول" قد ذهب أدراج الرياح من خلال "السطو" على دستور خضع لتعديل  بفتح العهدات الرئاسية عام 2008. 

ويرى خليفة سعيد سعدي، أن الرئيس بوتفليقة "منح صفقات مهمة لفرنسا مقابل شهادة طبية من مستشفى فال دوغراس الباريسي، يسمح له، بموجبها كسب عهدة رئاسية جديدة، وأفاد أن الوزير الأول عبد المالك سلال  قدم شهادة كاذبة للشعب الجزائري على أن رئيسهم "بصحة جيدة".

وقال بلعباس في الإجتماع الذي عقد بعيدا عن أعين الصحافة أن " الانتخابات الرئاسية التي كان يفترض أن تحدث القطيعة مع ممارسات التزوير التي دأبت عليها السلطة منذ الاستقلال العام 62 ، لا تتوائم مع الحاصل حاليا"، ويرى بلعباس أنه  "لا جدوى من المشاركة في الانتخابات الرئاسة".

ويعتبر أن مكوث الرئيس بوتفليقة ثلاثة أشهر في مستشفى فال دو غراس، "أعاد البلاد إلى وضعية سنة 2005 ، لما كان يعالج بباريس"، ليشير الى  أن "النقاش بشان تعديل الدستور المعلن عنه منذ 15 افريل 2011 ، قد مدد من عمر هذا النظام الذي حكم عليه التاريخ".

وانتقد بلعباس معالجة السلطة  لأكثر الملفات حساسية، فقال "انها فشلت في حماية الحدود الجزائرية من خلال الإعتداء على محطة الغاز لتيقنتورين، يناير 2012،  كما أشار إلى أن استمرار الاضطرابات بولاية غرداية، ينم عن "فشل القرارات السياسية و المنظومة الإدارية لضمان الرخاء و الطمأنينة في المنطقة، منذ الاستقلال".

 وكان مقر" الارسيدي" احتضن الاثنين الماضي، لقاء ضم خمسة أحزاب سياسية، وشارك في اللقاء عبد الرزاق مقري، "رئيس حركة مجتمع السلم" وهو أكبر حزب إسلامي في الجزائر.

وهذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها حزب"علماني" مع حزب "إسلامي" في الجزائر، منذ عقود، إذ لم يسبق للفريقين المختلفين في الأيديولجية أن التقيا، بسبب الهوة الشاسعة التي تفصلهما في الرؤية إزاء الملفات المطروحة وطبيعة حكم البلاد.
 
والوضع الحالي الموسوم بالانسداد وعدم وضوح "هلال" العهدة الرابعة هو ما دفع قطبين متصارعين إلى البحث عن تحالف ميداني من أجل الإنتخابات الرئاسية، قد يؤول في النهاية إلى توافق بينهما يقضي بمقاطعة الانتخابات.

وقد أعلنت الأمينة العامة لحزب العمال، اليساري، لويزة حنون، ترشحها لانتخابات الرئاسة اليوم الجمعة.

وقالت حنون في تجمع شعبي حاشد وسط العاصمة، في خطاب إعلان الترشح " .. أحترم من يقاطع الرئاسيات لكني أرفض الضغط على الضمائر ومنع الجزائريين من التصويت".

وكانت حنون، ترد بصفة استباقية على دعاة المقاطعة في الاجتماع الإسلاميين والعلمانيين، اللذين اتفقا على "تحرك ميداني" يجري التحضير له، مثلما أفاد الطاهر بن بعيبش ، رئيس حزب" الفجر الجديد" المشارك في الاجتماع لـ"عربي21".

  لكن عبد الرزاق مقري الذي لوح بالمقاطعة في الاجتماع، قال في اجتماع لمجلس الشورى، اليوم بالعاصمة، إن خيار المشاركة يبقى واردا.

وقال مقري  "لا يليق أن يتحول الرئيس المريض إلى لعبة في يد السماسرة وقوى الظلام والإنتهازيين، يتكلمون باسمه بلا شفقة ولا رحمة ويريدون فرضه بما يملكون من جبروت على الجزائريين".

لكن صراعا مفاجئا دب في أروقة حركته، برفض الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني ، أن يفرض مقري نفسه مرشحا باسم الحركة، وقدم نفسه مرشحا إذا حصل توافق حول شخصه.

وقال سلطاني الذي حضر اجتماع مجلس الشورى حصريا لـ"عربي21"  " ساترشح إذا طلب مني مجلس الشورى ذلك"، وأضاف ردا على تأكيد مقري أنه سيكون مرشح الحركة، قائلا " "هذا السؤال يجيب عليه بنفسه لأننا نعلم أن مجلس الشورى هو السيد في القرار". وتابع  "قرارات مجلس الشورى نافذة وأنا شخصيا أدافع عنها بكل حماس".
التعليقات (1)
bensaber
السبت، 25-01-2014 05:42 م
negoulou rouhe tegawade vive boutfeliga aneta bayane telabe khasake a chekara ta3e derahame nike ta maire