سياسة عربية

12 قتيلا بمظاهرات "التحدي الثوري" في مصر

مجموعة من المتظاهرين يحملون زميلا لهم أصيب خلال هجوم لقوات الأمن (الأناضول)
مجموعة من المتظاهرين يحملون زميلا لهم أصيب خلال هجوم لقوات الأمن (الأناضول)

قتل 12 شخصا اليوم الجمعة خلال مظاهرات لرافضي الانقلاب في مصر، حيث تعرضت المسيرات لإطلاق الرصاص والغازات من جانب قوات الأمن ومجموعات مؤيدة للانقلاب.

وتأتي تلك المسيرات في جمعة "التحدي الثوري"، في ظل وقوع 4 تفجيرات بمحافظتي القاهرة والجيزة المجاورة، كان أكثرها قوة قرب مديرية أمن القاهرة. وأسفرت التفجيرات عن مقتل 6 وإصابة العشرات، بحسب وزارتي الصحة والداخلية المصريتين.

وجاء هذا التصعيد قبل يوم من إحياء الذكرى السنوية الثالثة لثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.

ففي مدينة بني سويف، مركز محافظة بني سويف (وسط البلاد) لقي 5 أشخاص مصرعهم خلال اشتباكات بين الأمن ومحتجين رافضين للانقلاب.

وقال وكيل وزارة الصحة في بني سويف أحمد أنور، لوكالة الأناضول عبر الهاتف، إن القتيل الأول يدعي "رفاعي سيد عبد الجواد" (55 سنة)، وقتل بمنطقة "الرمد"، وسط مدينة بني سويف، مشيرا إلى أنه توفي متأثرا بإصابته بطلق ناري، والقتيل الثاني هو "أحمد عبد العال عبدالرحمن" (70 سنة)، وأصيب بطلق ناري أيضا.

وقال شهود عيان إن القتيل الأول سقط خلال مشاركته في مسيرة لأنصار مرسي، فيما تصادف مرور القتيل الثاني قرب اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار مرسي، أما القتيل الثالث فسقط برصاصة في الرأس بمنطقة "الأباصيري"، ويدعي "عبد الرحمن أبو بكر" (20 سنة)، والقتيل الرابع يدعى "رمضان عويس أحمد حسن" (38 سنة)، وتعرض لطلق ناري بالظهر، فيما لم تعرف هوية القتيل الخامس.

كما قتل شخص في مدينة ملوي، بمحافظة المنيا (وسط البلاد) في مواجهات خلال المظاهرات؛ ما تسبب في مقتل صاحب محل إكسسورات بالمنطقة، التي شهدت الاشتباكات.
    
وقال مصدر طبي إن القتيل هو "عماد صادق إبراهيم" (46 سنة)، وتوفي متأثرا بإصابته برصاصة في الظهر، ولم يتضح بعد مصدر الرصاصة.

وفي الفيوم، (جنوب غرب القاهرة)، لقى 3 أشخاص مصرعهم بطلقات نارية، خلال مواجهات بين أنصار مرسي وقوات الأمن التي حاولت تفريق مسيرات منددة بالانقلاب، وفق شهود عيان ومصادر طبية.

وفي مدينة "حوش عيسى" بمحافظة البحيرة (دلتا النيل) لقي شخصان من أنصار مرسي مصرعهما خلال اشتباكات مع قوات الأمن التي كانت تحاول فض مسيرة مناهضة للانقلاب، وفق شهود عيان.

وفرضت قوات الأمن طوقا امنيا حول المدينة، وقامت بإغلاق جميع المداخل والمخارج للقبض على المشاركين في المسيرة.

وفي محافظة دمياط (شمال)، أفاد شهود عيان ومصادر بـ"التحالف الوطني لدعم الشرعي ورفض الانقلاب" المؤيد لمرسي؛ عن مقتل شاب خلال تفريق قوات الأمن مسيرة صباحية الجمعة في مدينة دمياط الجديدة بمحافظة دمياط، (شمال).

من جانبها، قالت وزارة الصحة إن حصيلة قتلى المظاهرات بلغت حتى الساعة 16 تغ، 8 قتلى هم قتيل في دمياط (شمال)، و4 في بني سويف (وسط)، 2 في الفيوم (جنوب غربي القاهرة)، قتيل في المنيا (وسط)"، إضافة إلى 59 مصابا في محافظات القاهرة، دمياط والإسكندرية (شمال)، الجيزة (متاخمة للقاهرة)، بني سويف والمنيا (وسط)، الشرقية والبحيرة (دلتا النيل)، الفيوم (جنوب غربي القاهرة)، الإسماعيلية (شمال شرق).

واليوم هو بداية الأسبوع الـ31 من المظاهرات المؤيدة لمرسي التي بدأت في 28 حزيران/ يونيو الماضي، واليوم الـ211 منذ ذلك التاريخ، والـ206 منذ عزل مرسي في 3 تموز/ يوليو الماضي، والـ163 على فض اعتصامي مؤيدي مرسي في رابعة العدوية والنهضة في 14 آب/ أغسطس الماضي.

وسادت مسيرات الجمعة حالة من الكر والفر بين قوات الأمن وأنصار مرسي، في إطار تظاهرات جمعة "التحدي الثوري" التي دعا لها "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب".

ومع الساعات الأولى لصباح الجمعة، وقعت ثلاثة انفجارات في القاهرة والجيزة، كان أكثرها قوة قرب مديرية أمن القاهرة، ما أسفر عن مقتل 5 وإصابة 82.

ووقع الانفجار الأول قبيل شروق الشمس؛ إثر تفجير سيارة مفخخة في محيط مبنى مديرية أمن القاهرة، وأوقع أوقع 4 قتلى، و76 مصاباً (بحسب وزارة الصحة)، وذلك قبل يوم واحد من إحياء الذكرى الثالثة لـ"ثورة 25 يناير"، وبعد يوم واحد من مقتل 5 من أفراد الشرطة في هجوم مسلح على نقطة أمنية في محافظة بني سويف(وسط) على يد مسلحين مجهولين.

وبعد ساعات قليلة من التفجير الأول، قتل مجند وأصيب 6 آخرون في انفجار عبوة ناسفة قرب محطة مترو للأنفاق غربي القاهرة، بحسب بيان لوزارة الصحة.

كما وقع تفجير ثالث إثر انفجار عبوة بدائية الصنع فى محيط قسم شرطة "الطالبية" بمنطقة الهرم (غرب)، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

ومساء، وقع تفجير رابع أمام أحد دور السينما في شارع الهرم (غرب القاهرة) حيث انفجرت عبوة ناسفة، ما أسفر عن سقوط قتيل وعدد غير محدد من المصابين، بحسب مصدر أمني.

وقال مصدر أمني مصري إن أجهزة الأمن ألقت القبض على "خلية إرهابية" مكونة من 16 شخصا، يشتبه في تورطهم بتنفيذ التفجيرات.

وقال المصدر، الذي فضل عدم نشره اسمه، في تصريحات للصحفيين، إن الخلية جرى ضبطها في شقتين بمدينة نصر (شرقي القاهرة) وعثر بحوزتهم علي كمية من المتفجرات، ويشتبه في ضلوعهم في تفجير مديرية أمن القاهرة.

وأشار المصدر إلى أن جهاز الأمن الوطني (جهاز الاستخبارات الداخلي) يواصل التحقيق معهم، مشيرا إلى أن المتهمين أدلوا باعترافات "خطيرة" من شأنها أن تكشف النقاب عن عدد من الحوادث التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية.

وأوضح المصدر أن المتهمين اعترفوا كذلك بخطط لتنفيذ اغتيالات وانفجارات خلال احتفالات الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير/ كانون ثان 2011 المرتقبة غدا.

 المصدر كذلك أن بعض المقبوض عليهم، متهم بتفجير مديرية أمن الدقهلية (دلتا النيل، شمالا)، قبل أسابيع، والذي خلف 16 قتيلا وعشرات الجرحى.

يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه النيابة المصرية، في بيان لها، إن التحقيقات الأولية كشفت أن سيارة نصف نقل (شاحنة صغيرة) بيضاء اللون كانت تحمل عبوات شديدة الانفجار، وتوقفت أمام المدخل الرئيسي لمبنى المديرية وشاهدها أحد أفراد تأمين المديرية، وقبل أن يقدم على أي خطوة فوجئ بموجة انفجارية شديدة التدمير.

وأضافت أنها توصلت إلى أن كاميرات المراقبة الخاصة بمتحف الفن الإسلامي (القريب من مقر المديرية) أظهرت توقف السيارة التي كانت تحمل المتفجرات أمام باب المديرية في الساعة السادسة و29 دقيقة صباحا (4:29 ت غ)، ثم سارع قائدها بالنزول منها واستقل سيارة أخرى كانت تسير بمحاذاة السيارة الملغومة، وفرت السيارة هاربة، ثم أعقب ذلك انفجار السيارة الأولى بعدها بدقيقتين.

وكانت مواقع محسوبة على التيار السلفي الجهادي نسبت إلى جماعة تطلق على نفسها "أنصار بيت المقدس" بيانا تتبنى فيه المسؤولية عن تفجير مديرية أمن القاهرة.

وقالت الجماعة، بحسب البيان المنسوب لها: "تم بحمد الله استهداف مديرية أمن القاهره إحدي أوكار العماله والإجرام اللهم تقبل أخونا في عليين وليعلم جيش وشرطة الرده أننا ماضون بدك معاقلكم".

وسبق أن أعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" - وهي جماعة مسلحة في شبه جزيرة سيناء (شمال شرق)، ومحسوبة فكريا على تنظيم القاعدة- مسؤوليتها عن عمليات داخل مصر.

وقال وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم في لقاء مع رؤساء أحزاب مصرية عقب التفجيرات: "الحوادث الارهابية لن تثنينا عن أداء واجبنا وستزيدنا اصرارا"، بحسب بيان صادر عن وزارة الداخلية.

وقال البيان إن الوزير "أكد على قيام كافة أجهزة وقطاعات الوزارة بإتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لتأمين إحتفالات الشعب المصرى بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير (كانون الثان/ 2011)  وتأمين المواطنين بمختلف الميادين على مستوى الجمهورية.
التعليقات (0)

خبر عاجل