دعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف
القرضاوي، الثلاثاء،
المصريين في الداخل والخارج إلى مقاطعة
الاستفتاء المرتقب على تعديل
الدستور، وأفتى بحرمة المشاركة فيه، فيما شن رئيس رابطة علماء الشريعة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عجيل
النشمي هجوما شديدا على وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي، أكد فيه عدم شرعية الفريق السيسي للولاية أو الطاعة أو الانضواء تحت حكمه.
وفي بيان أصدره، الثلاثاء، وحمل عنوان "فتوى حول وجوب مقاطعة دستور الانقلابيين"، اعتبر القرضاوي المشاركة في الاستفتاء على الدستور نوعاً من "التعاون على الإثم والعدوان"، كونه يقوي ويدّعم ما وصفها بالسلطة "الانقلابية"، معتبراً أن الدستور المستفتى عليه "وثيقة باطلة".
وقال القرضاوي إن "المشاركة في الاستفتاء على الدستور والمساهمة في أي عمل من شأنه أن يقوي السلطة الانقلابية، أو يمنحها الشرعية، أو يطيل أمد وجودها، أو يقوي شوكتها، يعد من التعاون على الإثم والعدوان، وهو عمل مُحَّرم شرعًا".
وتأتي هذه الفتوى قبل يوم واحد من بدء الاستفتاء على الدستور للمصريين في الخارج، والمقرر أن يبدأ الأربعاء 8 كانون الثاني/يناير الجاري، ويستمر حتى 12 من الشهر نفسه، فيما سيتم الاستفتاء على تعديل الدستور داخل مصر يومي 14 و15 كانون الثاني/يناير الجاري.
والاستفتاء على تعديل الدستور، جزء من خارطة الطريق التي أصدرها الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور في إعلان دستوري يوم 8 تموز /يوليو الماضي، وتنص على الاستفتاء الشعبي على تعديل الدستور، يعقبه إجراء انتخابات برلمانية تليها رئاسية، دون تحديد جدول زمني لتنفيذ هذه الاستحقاقات.
وتابع القرضاوي في فتواه "أنا أرى هذه الوثيقة التي سموها الدستور منعدمة شرعاً وقانوناً، حيث نتجت عمن لا حق لهم في استصدار مثل هذه الوثائق"، كما صاغها "أعضاء معينون"، لا يمثلون إلا أنفسهم ومن عينهم من "الانقلابيين".
وشكك رئيس الاتحاد بمصداقية ونزاهة الاستفتاء، وتساءل "أي ضمان لنتائج هذا الاستفتاء، وإن كان نزيها، في ظل العصف بإرادة المصريين، والضرب بنتائج الاستفتاءات والانتخابات السابقة عُرض الحائط، واعتقال نواب الشعب ووزرائه خلف القضبان؟!".
ووجه القرضاوي انتقادات للدستور مشيرا إلى أنه "دستور يعزز سلطة الفرد الواحد، ويتجاوز كل ما هو منتخب، ويستبدله بما هو معين".
وأضاف بالقول "كل ما بُني على باطل فهو باطل، وكل ما بني على جهالة فهو عبث واستهانة بإرادة المصريين".
يشار إلى أن القرضاوي (87 عاما) هو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يتخذ من الدوحة مقرا له، ويحمل الجنسيتين المصرية والقطرية، ويقيم في قطر، وهو أيضا رئيس المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء، ووعضو المجمع الفقهي الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي، وعضو المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ووعضو المجمع الملكي لآل البيت (الأردن).
وكان القرضاوي، تقدم خلال كانون الأول /ديسمبر الماضي، باستقالته من هيئة كبار العلماء المصرية ومجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، قبل أن تقرر كل من الهيئتين إقالته بعد اتهامه بـ"الخروج عن المنهج الأزهري وإصدار فتاوى تحث علي التحريض علي مؤسسات الدولة" في مصر.
رئيس"علماء الشريعة" في دول الخليج يؤكد عدم شرعية الفريق السيسي
وفي الاثناء شن رئيس رابطة علماء الشريعة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عجيل النشمي هجوما شديدا على وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي، أكد فيه عدم شرعية الفريق السيسي للولاية أو الطاعة أو الانضواء تحت حكمه، وأنه لا ينطبق عليه ما "أجمع عليه علماء الأمة سلفا وخلفا من وجوب السمع والطاعة لكل من ولي شيئا من أمور المسلمين طاعة أو تغليبا".
وقال النشمي في مقال له نشرته جريدة "الوطن" الكويتية الاثنين 6 كانون الثاني/ يناير الجاري إن " هناك سبعة شروط مطلوب تحقيقها في المتغلب الذي يجب الدخول في طاعته ليس منها ما يتحقق للفريق السيسي الذي أكد النشمي أنه يجب بدلا من طاعته تطبيق الحد عليه كونه "ينطبق عليه ما ينطبق على الخوارج الذين يخرجون على حاكم يحكم بشرع الله".
وأورد النشمي، في مقاله الذي نشره أيضا القسم الإعلامي لعلماء المسلمين، ضمن تلك الشروط التي توجب طاعة الحاكم المتغلب إقامة شرع الله والجهاد في سبيل نشر الإسلام، أما السيسي فهو ـ بحسب النشمي ـ يقوم بمحاربة الإسلام في مصر، وغلق القنوات الفضائية الإسلامية وكذلك جمعيات إسلامية خيرية كما اتهمه بإراقة دماء أعداد من المسلمين في مصر أكثر مما أريق في عهود من سبقوه.
وأضاف: "إن من بين الشروط السبعة التي أوردها حفظ منصب الإمامة في خلافة النبوة وتدبير أمور الملة، أما السيسي فقد تغلب على حاكم شرعي انتخبته الأمة أملا في أن يقيم العدل والشرع شيئا فشيئا ويحمل في شخصه توجهات إسلامية هي التي أوصلته الرئاسة".
وأكد النشمي أن ما يجب التعامل به مع الفريق السيسي هو عدم تمكينه من الحكم حتى لا يعود زمن العسكر إلى مصر، داعيا علماء الأمة إلى القيام بمسؤوليتهم في دعوة الناس إلى عدم انتخابه، كما قال.