سياسة عربية

سوريا: "جنيف 2" عملية سياسية وليس تسليم سلطة

مباحثات أمريكية عراقية حول جنيف 2 - أرشيفية (الأناضول)
مباحثات أمريكية عراقية حول جنيف 2 - أرشيفية (الأناضول)
قال وزير الإعلام السورى، عمران الزعبى، مساء الإثنين، إن "ما سيحصل في جنيف 2 هو عملية سياسية وليس تسليم السلطة أو تشكيل هيئة حكم انتقالية، ومَنْ يتصور غير ذلك فهو واهِم".

جاء ذلك في اتصال هاتفي مع التلفزيون العربي السوري، نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية؛ ردًا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في العاصمة السعودية الرياض الإثنين.

وقال كيري، خلال المؤتمر، إن "الأسد فقد كل شرعيته، ولابد أن يتنحى، ولابد من وجود هيئة حكم انتقالية، من أجل إحلال السلام، ولا نؤمن أنه يمكن أن يكون هناك سبيل لنهاية هذه الحرب، وإنهاء المعاناة بوجود الأسد".

وأشار كيري إلى أنه "لا يوجد اختلاف بين بلاده والسعودية والجامعة العربية بالنسبة لسوريا، لذلك من الضروري أن نعقد مؤتمر جنيف 2 بأسرع ما يُمكن بحيث يتمكن ممثلو الشعب السوري من العمل معاً على المرحلة الانتقالية في سوريا"، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وشنّ وزير الإعلام السوري، خلال حديثه، هجومًا لاذعًا ضد وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، قائلاً: "إننا نعد الدبلوماسية السعودية بأنها ستفشل سواء حصل جنيف أم لم يحصل، ونحن لن نذهب إلى جنيف من أجل تسليم السلطة كما يتمنى (الفيصل) وبعض معارضي الخارج لأنه لو كان الأمر كذلك لسلمناها في دمشق ووفرنا الجهد والتعب وثمن تذاكر الطائرة".

كما انتقد الزعبي الولايات المتحدة الأمريكية قائلاً: "السياسة الأمريكية في المنطقة أفلست، وكل أجزائها والعاملين عليها هم في حالة إفلاس سياسي، ويجب أن يدركوا جيدا أن هذه الحفلة شارفت على الانتهاء، وأن النتيجة الحقيقية هي أن سوريا الدولة والوطن والرئيس والمؤسسات سيبقون".

وتأتي زيارة كيري للسعودية ضمن جولة خارجية، بدأها ويزر الخارجية الأمريكي في مصر الأحد، وتستمر حتى 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وتشمل أيضا الأردن، والجزائر، والمغرب وبولندا، بالإضافة إلى السعودية.

كما وصف وزير الإعلام السوري اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد الأحد بالقاهرة بأنه "مسرحية هزلية كوميدية".

وناقش وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم، الذي عقد بناء على طلب المعارضة السورية، الأحد، تطورات الأوضاع في سوريا في ضوء المساعي التي يبذلها  الإبراهيمي، من أجل تهيئة الأجواء لعقد مؤتمر "جنيف 2" لحل الأزمة السورية، خاصة في ظل تزايد التكهنات باحتمال تأجيله، بحسب تصريحات سابقة للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.

واتفق وزراء الخارجية العرب على دعوة جميع أطراف المعارضة السورية، بقيادة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، إلى التجاوب مع الجهود المبذولة لعقد مؤتمر جنيف 2.

ومؤتمر "جنيف 2" دعا إليه لأول مرة وزيرا خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، وروسيا، سيرغي لافروف، في مايو/أيار الماضي، بهدف إنهاء الأزمة السورية سياسياً، ولا زال موعد انعقاده غير محدد، إلا أن مصادر في الأمم المتحدة، رجحت أن يعقد نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

ومنذ مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.

غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ مما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 115 ألف شخص، بحسب المرصد السوري.
التعليقات (0)