سياسة عربية

هل تهدد إزالة المقابر بشطب القاهرة التاريخية من قائمة "اليونسكو"؟

السلطات أقدمت على هدم العديد من المواقع التاريخية- عربي21
السلطات أقدمت على هدم العديد من المواقع التاريخية- عربي21
أذكت زيادة وتيرة إزالة العديد من المقابر والمباني بالقاهرة القديمة، بدعوى تطوير البنية التحتية في تلك المنطقة، المخاوف من خروج المدينة التاريخية من قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، ونقلها إلى قائمة التراث المعرض للخطر.

وتسعى العديد من الدول حول العالم لإدراج بعض المواقع على قائمة التراث العالمي، فيما يواجه عدد من المواقع احتمال خفض تصنيفها في اجتماع لجنة التراث العالمي الدوري في الفترة من 10 إلى 25 أيلول/ سبتمبر الجاري في العاصمة السعودية الرياض.

إظهار أخبار متعلقة



ويعد إدراج المواقع الأثرية والتاريخية على قائمة المواقع "المهددة" خطوة أولى نحو استبعادها من قائمة التراث العالمي، التي تضم 1157 موقعا بينها 900 موقع ثقافي، و218 موقعا طبيعيا، و39 موقعا طبيعيا وثقافيا مشتركا.

Image1_920231553456606893908.jpg

ونجحت جهود مصر في ضم منطقة القاهرة التاريخية إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1979، وتغطي نحو 32 كيلومترا مربعا على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتضم المنطقة نحو 537 مبنى أثريا مسجلا في التراث العالمي، إلى جانب عدد آخر من المواقع في محافظات متفرقة.

زمن ومكان القاهرة التاريخية

يعود إلى عصور مختلفة حيث تأسست القاهرة على يد القائد العسكري جوهر الصقلي في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في عام 969م، وضمت العواصم القديمة المجاورة منذ الفتح الإسلامي، مثل الفسطاط التي تأسست في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 641م.

وكانت مصر تلقت في وقت سابق خطابا رسميا من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، يهدد بخروج القاهرة التاريخية من المناطق المسجلة لديها ضمن قائمة مناطق التراث العالمي بسبب التعدي والإهمال.

تعدّ القاهرة التاريخية سجلا تاريخيا بمنازلها وأسبلتها ومساجدها ومآذنها ووكالاتها ودروبها وأسواقها التي تمتد لأكثر من بيت وسبيل ومسجد ووكالة، جزءا من تاريخ امتد لأكثر من ألف عام بداية من الفاطميين مرورا بالعصر الأيوبي والمملوكي والعثماني في نسيج عمراني بديع ومتجانس، لا يحاكيه مكان آخر حول العالم.

إظهار أخبار متعلقة



تواصل السلطات المصرية تنفيذ مخططها من خلال عمليات الهدم والإزالة لمناطق "القرافة" الشهيرة والمعروفة بمقابر "المماليك"، و"السيدة نفيسة"، و"الإمام الشافعي"، و"السيدة عائشة"، التي وصفتها صحيفة "التايمز" بأنها "واحدة من أروع مقابر العالم".

وقال أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، أحمد بدران؛ إن "مصر لديها 7 مواقع مسجلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، هي: القاهرة التاريخية، وأهرامات الجيزة إلى دهشور، وطيبة ومقابرها وتمثل حضارة مصر القديمة، وآثار النوبة من أبو سمبل إلى جزيرة فيلة، وسانت كاترين بسيناء، دير أبو مينا بالإسكندرية، وأخيرا وادي الحيتان بالصحراء الغربية بالفيوم".

Image1_920231553541380786036.jpg

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "كان هناك تعامل سابق بين القاهرة و اليونسكو بشأن المواقع الأثرية المعرضة للخطر في موقعين اثنين، في حكومة عاطف عبيد ما بين عامي 1999 و2004 في أثناء إنشاء الطريق الدائري حول الجيزة، وهددت اليونسكو برفع الموقع من قائمتها، فاضطرت الحكومة إلى تغيير مسار الطريق رغم أهميته القصوى، أما الموقع الثاني فكان دير أبو مينا، عندما ارتفعت المياه الجوفية بشكل يهدد الأثر بشكل كامل ولا تزال أعمال الترميم جارية".

أما فيما يتعلق بالقاهرة التاريخية، فأوضح بدران أنه "على مدار العشرين عاما الماضية، تغيرت معالم القاهرة التاريخية وتم نزع مساحات واسعة من الجبانات القديمة لحساب إنشاء الطرق وتوسعتها، أو ما يسمى بمدينة الموتى التي وردت في كتب الرحالة والمستشرقين والمؤرخين. والحاصل الآن، هو أن وسائل التواصل الاجتماعي أعطت زخما كبيرا للقضية وأحدثت صدى كبيرا على مستوى مصر والعالم، والحكومة مستمرة في إصدار قرارات الإزالة، رغم تشكيل لجنة بتوجيهات رئاسية، ومن ثم فوضع القاهرة التاريخية قد يظل مهددا".

Image1_920231554132668918166.jpg
وبشأن ما الذي تخسره مصر من خروج القاهرة التاريخية من قائمة التراث العالمي ونقلها إلى قائمة التراث المعرض للخطر، بيّن أستاذ الآثار، أن "استمرار وجودها في قائمة التراث يوفر لها الحماية والدعم الدوليين في السلم والحرب، ولن تكون على قوائم المزارات السياحية، وسوف تفقد قوة قوانين اليونسكو التي تتمتع بها مثل تلك المواقع على القائمة".

مدينة الموتى

ويرجع تاريخ مدينة الموتى -التي تمتد على مسافة 12 كيلومترا وتغطي مساحة تبلغ حوالي ألف هكتار- إلى الفتح الإسلامي لمصر، وهناك ترقد شخصيات إسلامية بارزة وشهيرة، والعديد من رموز السياسة المصرية ومشاهير الأدب والفن وغيره في العصر الحديث.

دفعت عمليات الهدم والإزالة لإفساح المجال أمام الطرق والكباري الجديدة؛ بدعوى ربط القاهرة القديمة بالطرق الرئيسية، جمعيةَ المعماريين المصريين بالمطالبة بإنقاذ منطقة مقابر (جبّانات) القاهرة التاريخية من "أعمال الهدم التخريبية".

Image1_920231553614588283719.jpg
ووصفت ما يجري بأنه "تدمير شامل لم تشهده خلال 14 قرنا، ولا خلال أي من فترات الاحتلال الأجنبي"، ونبهت إلى القيمة التراثية للمنطقة المدرجة في قائمة التراث العالمي.

اعتبر الباحث والمتخصص في الآثار، الدكتور حسين دقيل، أن "ما يجري من أعمال هدم وإزالة سواء للمقابر والجبانات والمباني القديمة أو ذات الطراز المعماري المتميز، أو الواقعة ضمن نطاق القاهرة التاريخية أو ما تعرف بمدينة الموتى، يؤثر بشكل سلبي على احتمال خفض تصنيف المدينة التاريخية، خاصة أن كل المدينة مصنفة على أنها موقع واحد".

مضيفا لـ"عربي21": "من شروط المواقع الأثرية المدرجة على مواقع التراث، أن تحافظ الدولة على الموقع المدرج؛ سواء من خلال تأمينه وترميمه أو يتم شطبه من قائمة اليونسكو"، مشيرا إلى أن "الحكومة تتحمل مسؤولية عدم تسجيل الكثير من المواقع التراثية في سجلات وزارة الآثار، وتعتريها بيروقراطية حكومية مملة، إضافة إلى تكلفة مادية وكوادر بشرية لا تتوفر للوزارة والجهات المعنية".

وأكد الباحث في الآثار "أن المجلس الأعلى للآثار هو المنوط به تسجيل الآثار؛ كونه أقدم هيئة معنية بالآثار، وهناك تقصير كبير جدا في عدم تسجيل الكثير من الجبانات التي تم أو جار هدمها، ضمن قائمة المباني التراثية والأثرية، رغم أن الكثير منها تتوافر فيها الشروط اللازمة، وهو ما يعني أن هناك ضعفا وقصورا وإهمالا للقيام بالأدوار المنوطة بها، ويؤكد عدم وجود وعي تام بأهمية تلك الأماكن التراثية والتاريخية القديمة".

Image1_920231554055921680787.jpg
التعليقات (1)
سكان مصر كلهم مهددين
الجمعة، 15-09-2023 09:06 ص
بشطب أسمائهم من الأحياء و احالتهم إلى الأموات في اي لحظة تحت هذا الحكم العسكري الخائن الفاجر. ................... التجنيد مرفوض طول ما ابن مليكة موجود............ التجنيد خدمة لمصر مش خدمة لخاين عرص.