ملفات وتقارير

ما دلالات إفراج زامبيا عن 5 مصريين في "طائرة الذهب"؟.. رفعوا علامة النصر

خرج المصريون الخمسة المحتجزون في زامبيا رافعين علامات النصر في وجه الكاميرات- الأناضول
خرج المصريون الخمسة المحتجزون في زامبيا رافعين علامات النصر في وجه الكاميرات- الأناضول
أثار إفراج محكمة محلية في زامبيا، عن 5 مصريين محتجزين لديها منذ نحو 3 أسابيع في القضية المعروفة إعلاميا بـ"طائرة الذهب"، الكثير من التكهنات حول وجود صفقة بين سلطات القاهرة ولوساكا، والتساؤل بشأن مصير حمولة الطائرة من أموال ومعادن، ومصير المتهم السادس الذي ظلت هويته لغزا.

وفي مفاجأة توقعها معارضون مصريون، قررت محكمة "لوساكا الفرعية"، الجمعة، الإفراج عن 5 مصريين من الستة المحتجزين في زامبيا، بعد تنازل النيابة الزامبية عن اتهاماتها لهم بالتجسس، مع حبس 5 متهمين زامبيين.

مقاطع الفيديو التي نشرتها وسائل إعلام لوساكا كشفت عن خروج المتهمين المصريين الخمسة وهم يرفعون علامة النصر، ويستقلون أحد الأتوبيسات، فيما أكد ميشيل عادل ميشيل بطرس أحد المفرج عنهم للصحفيين خارج المحكمة أنهم كانوا يعرفون من اليوم الأول أنهم أبرياء.



‏المشهد الذي استفز الكثيرين في مصر، ودفع بعضهم للتساؤل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هو عن "سبب رفع متهمين بالتهريب أو سارقي أموال شعبهم علامة النصر"، متسائلين: "على من حققوا هذا النصر؟"، خاصة وأن السلطات الزامبية صادرت الأموال والمعادن المضبوطة على متن الطائرة.


"قصة طائرة الكنز"

وتفجرت منذ 13 آب/ أغسطس الماضي، القضية التي شغلت الرأي العام المصري والأفريقي ونالت اهتمام الصحافة العالمية، والتي كان للمعارضة المصرية في الخارج دور في الكشف عن أسماء 5 من الموقوفين على ذمتها.

فيما عجزت عن كشف شخصية المصري السادس، الذي قال البعض إنه الرجل الثاني في المخابرات المصرية العامة محمود السيسي، نجل رئيس النظام عبدالفتاح السيسي.

وفي ذلك التاريخ، أوقفت السلطات الزامبية في مطار "كينيث كاوندا" في لوساكا، 6 مصريين و4 من جنسيات مختلفة على متن طائرة أقلعت من القاهرة، وتحمل كميات من الذهب والنقد من الدولار الأمريكي، في خبر تناقلته الصحف الزامبية، ونقلته المواقع المصرية التي قامت بحذفه لاحقا.

حينها عثرت وكالة مكافحة المخدرات في زامبيا على نحو 5.7 ملايين دولار نقدا، تم نقلها لبنك زامبيا المركزي، و5 مسدسات و126 طلقة ذخيرة و602 سبيكة ذهب يشتبه في أنها مزيفة وتزن نحو 127 كيلوغراما وجهاز قياس الذهب على متن الطائرة "غلوبال أكسبرس "T7-WSS"، والمسجلة بجمهورية سان مارينو.

اظهار أخبار متعلقة


ولم تكشف سلطات أوساكا، على الفور عن شخصية المتهمين المصريين الستة، ولكن صفحات معارضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نجحت في إماطة اللثام عن شخصيات 5 منهم.

وهم: مساعد الملحق العسكري بالسفارة المصرية في واشنطن (2011-2012) محمد عبدالحق محمد جودة، وتاجر الذهب الذي قدم هدايا شخصية للسيسي، منير شاكر جرجس عوض، وصاحب شركة بريطانية تقدم استشارات للقوات المسلحة المصرية مايكل عادل مايكل بطرس.

وضابط الشرطة وليد رفعت فهمي بطرس عبد السيد، وضابط الجيش ياسر مختار عبدالغفور الششتاوي، فيما أشارت وثائق للمحكمة الزامبية إلى أن بين المشتبه بهم عسكري مصري سابق يرجح أنه ياسر الششتاوي، ورجل أعمال، إضافة إلى ضابط شرطة زامبي.

الرد الرسمي المصري ظل غائبا حتى الآن، وعندما صدر رد غير رسمي ظل غير مقنع للكثيرين، حيث قالت "وكالة أنباء الشرق الأوسط"، الحكومية، نقلا عن "مصدر مطلع" إن الطائرة ليست مصرية، ومملوكة لجهة خاصة، وأنها عبرت القاهرة عن طريق الترانزيت فقط.

وقالت الوكالة في 16 آب/ أغسطس الماضي، إنها "طائرة خاصة، وقد خضعت للتفتيش والتأكد من استيفائها كافة قواعد السلامة والأمن"، وهو التصريح الذي ردت عليه "bbc" على الفور قائلة إن "الطائرات التي تمر في القاهرة لا يتم تفتيشها".

ذات الطائرة كانت سافرت عشرات المرات بين مطارات القاهرة ودبي وطرابلس في ليبيا، وتل أبيب، واستخدمها مسؤولون مصريون بينهم وزير الداخلية محمود توفيق في زيارته تونس 28 شباط/ فبراير الماضي، وكذلك رجال أعمال لهم ارتباطات بالنظام المصري مثل السيناوي المثير للجدل إبراهيم العرجاني.

صفحة "متصدقش"، كشفت أن البيانات الملاحية تشير إلى انطلاق الطائرة من مطار العاصمة الأردنية عمّان مساء 12 آب/ أغسطس، ووصولها منتصف الليل مطار القاهرة قبل أن تعاود الانطلاق الساعة الـ11 صباحا لتصل لوساكا بعد 7 ساعات، بحسب بيانات موقع "فلايت رادار 24".

ووفق الموقع، فإن الطائرة أجرت 361 رحلة منها 125 رحلة بدأت وانتهت بالقاهرة، فيما كشف أن الطائرة تديرها شركة تسمى "Flying Group Middle East"، التي يقع مقرها بالإمارات، عبر مكتب تابع لشركة flying group لخدمات تأجير الطائرات التي تتخذ من مطار أنتويرب في بلجيكا مقرا لها.
وجود مقر تأجير الطائرة في الإمارات يتقاطع مع تقارير صحفية دولية بينها لصحيفة "آراب دايجست" عن دور الإمارات بتهريب الذهب الأفريقي.

اظهار أخبار متعلقة


"دور مثير"

وعلى الفور أثار الإفراج الزامبي السريع عن المصريين المحتجزين لديها حفيظة مراقبين ومتحدثين لـ"عربي21"، ودفعهم للحديث عن دور السفير السعودي السابق بالقاهرة أحمد قطان خلال زيارته زامبيا 23 آب/ أغسطس الماضي، في إنهاء القضية.

وقال الناشط المصري الدكتور حسام يوسف، عبر موقع (إكس): "الرجل خبير بمصر وبالقوات المسلحة المصرية وبأساليبها، ولذلك استنجدت به القيادة المصرية لإنقاذ المتهمين المصريين وخصوصا المتهم الخصوصي الخفي رقم 6 وقد كان"، مشيرا إلى ما أسماه "صفقة سال لها لعاب الإخوة في زامبيا".


"هذا هو الراجح"

وفي قراءته لدلالات قرار المحكمة الزامبية ودور السعودية في الأزمة، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير عبدالله الأشعل: "غير معروف أن السعودية هي من دبرت قضية طائرة الذهب في زامبيا أم أنها هي من توسطت فيها".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف: "لكن الراجح أنها توسطت في حل الأزمة بين القاهرة ولوساكا".

وأشار إلى أن "هناك بعض الدوائر التي تقول إن حادث الطائرة مدبر لكي يجري توريط السيسي، حتى لا يترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة مطلع 2024، ولكني كمراقب للحالة المصرية لا يمكنني تصديق هذه الرؤية".

وعن احتمالات وجود صفقة بين القاهرة ولوساكا، قال: "من الممكن أن تكون سلطات زامبيا أخذت ما في الطائرة من حمولة، وتركت المصريين الخمسة، فلن يكسبوا شيئا من حبس المقبوض عليهم على متن الطائرة".

وبشأن غموض الموقف حول الشخص السادس، يرى الأشعل، أنه "طالما أنه غامض، فهذا يرجح أن له علاقة بالسيسي، أو يكون أحد أبنائه كما يقول البعض".

اظهار أخبار متعلقة


"وساطة وصفقة ومكافأة"

ومن جانبه وفي قراءته لدلالات إفراج السلطات الزامبية عن المصريين الخمسة المحتجزين لديها، قال الخبير في العلاقات الدولية والقانون الدولي الدكتور السيد أبوالخير: "زامبيا من دول العالم الثالث ومن سمات تلك الدول عدم وجود قضاء نزيه".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد أن "الأمر لديهم يدار بالأمر المباشر من السلطات الحاكمة"، مشيرا إلى دور السلطات السعودية في القضية، خاصة وأنها "من داعمي وراعية الانقلاب العسكري في مصر منذ 2013".

الأكاديمي المصري، لفت إلى سابق تدخل الرياض "لدى الاتحاد الأفريقي عند تعليق عضوية مصر لديه، إثر الانقلاب"، مؤكدا أن الدولة العربية الخليجية قدمت الأموال للاتحاد الأفريقي لإلغاء القرار.

وأكد أنه "ولذلك فإن تدخل السلطات السعودية في القضية ليس غريبا ولا مستبعدا، خاصة وأن السفير أحمد القطان كان له دور محوري في الانقلاب".

ولذا يعتقد الخبير المصري أنه جرى عقد صفقة بين السلطات المصرية والزامبية بوساطة سعودية، بنودها "بالطبع التنازل المصري عن المضبوطات، ومعها مكافأة سخية لزامبيا"، معتقدا أن "مهندس الصفقة هو القطان".

بل ذهب للقول: "أعتقد أن المقابل، كان أكثر من ذلك؛ فالأزمة فرصة للسلطات الحاكمة في زامبيا للحصول على بعض الأموال".

وفي نهاية حديثه يرى السيد، أن عدم إعلان السلطات الزامبية عن اسم ومهنة ومهمة ودور الشخص السادس الذي كان على متن الطائرة، يأتي لأن "معرفته ستكشف حقيقة الطائرة، وتبين من المستفيد من تهريب الأموال والذهب".

اظهار أخبار متعلقة


"تساؤلات وغضب"

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تساءل الكاتب الصحفي سليم عزوز، عن مصير ملايين الدولارات التي تم ضبطها على متن الطائرة.


‏الممثل المصري المعارض عمرو واكد، أشار إلى أن السلطات المصرية "ستتصرف كالمتواطئة". وقال إن "السؤال المهم في فضيحة التهريب الخاصة بطائرة زامبيا هو: هل ستوجه السلطات المصرية أي اتهام لهؤلاء المهربين العائدين من التبرئة من تهمة التجسس؟".

وتابع تساؤلاته عبر موقع (إكس): "هل ستحاسبهم أي جهة في مصر على كل هذا الدولار الكاش الذي خرجوا به من مصر؟ أم أن السلطات المصرية ستتصرف كالمتواطئة كما عهدناها في هذه الجريمة؟".


"اتهام الإخوان"

لكن وعلى الجانب الآخر، فقد استغل سياسيون وإعلاميون موالون للنظام في مصر، واقعة الإفراج عن المصريين الخمسة والسماح بعودتهم إلى مصر وإسقاط كافة التهم من عليهم للنيل من المعارضة المصرية في الخارج ومن جماعة الإخوان المسلمين.

السياسي والبرلماني والصحفي مصطفى بكري، قال إن قرار الإفراج، يعني أن "الحملات المعادية عن تورط الدولة المصرية أو أشخاص ينتمون إليها لم تكن سوى أكاذيب ممنهجة من جماعة الإخوان المسلمين وتابعيهم".

وأضاف أن "الترويج بأن المصريين المتهمين كانوا 6 وليس 5 كان الهدف منه اتهام أشخاص أبرياء بزعم صلتهم بالدولة المصرية، ولم تكن تلك سوى كذبة تضاف إلى سجل أكاذيب الإخوان".

وتساءل: "أين المتهم السادس الذي طنطنتم به، ورددتم أسماء عديدة بهدف الإساءة والترويج لمخططاتكم؟".


"ردود فعل عالمية"

صحيفة "الغارديان"، البريطانية، وفي تعليقها على قرار السلطات الزامبية، قالت إن "الكثير من القصة لا يزال غير واضح"، مؤكدة أن إسقاط قضية التجسس ضد جميع المصريين وزامبي واحد يأتي "دون تقديم تفسير يذكر"، واصفة "طائرة الذهب" بالغامضة، ومعلنة أن السلطات الزامبية صادرت كل ما تم ضبطه بها.

وأشارت صحيفة "الأوبزرفر"، إلى عدم صدور "أي تعليق رسمي من السيسي، أو أي عضو آخر رفيع المستوى في النظام بشأن طائرة زامبيا الذهبية، ناهيك عن أي علامة على إجراء تحقيق أو محاسبة أي شخص".

وأكدت أنه "في حين أن حقيقة ما كان يجري لا يزال مجهولا، فإن احتجاز كبار المسؤولين الأمنيين من قبل جهاز شرطة أفريقي بحوزتهم ذهب مزيف مزعوم، على متن طائرة تستخدمها الأجهزة الأمنية بشكل متكرر، يمثل ضربة قوية للنظام".

وقالت إنه "من المرجح أن يكون لذلك عواقب بعيدة المدى، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة"، مشيرة إلى أنه نظرا للسرية التي طال أمدها، حول الشخص السادس، "يُعتقد على نطاق واسع أنه لا بد أن يكون شخصا مهما للغاية".
التعليقات (4)
غريب
الأحد، 03-09-2023 12:08 م
معادلة ستبقى ما بقيت الحياة "من يملك السلطة يملك المال ومن يملك المال اما انه يملك السلطة أوانه قريب جدا من اصحاب السلطة وكأنه في السلطة".
التجنيد مرفوض طول ما ابن مليكة موجود
الأحد، 03-09-2023 09:35 ص
التجنيد خدمة لمصر مش خدمة لخاين عرص
عرفنا سبب لماذا ((احنا فقرا اوي))
الأحد، 03-09-2023 08:23 ص
راينا جرائم السيسي مثل مذبحة رابعة و خيانته و بيعه للنيل و الارض و البحر و كانت دلائل فساد مافيا السيسي الحرامي الخائن واضحة و ظاهرة على الارض لكن هذه اول مرة نرى الجرائم السرقة نفسها نرى مافيا السيسي الخاين الحرامي و هي تسرق اموال مصر و ذهبها لو حدث هذا في دولة لسقطت الحكومة و الرئيس و قد راينا ما حدث لنكسون في اقل من هذا بكثير مع ان نكسون هو من سود الدولار على العالم بدون رصيده من الذهب
صلاح الدين الأيوبي
الأحد، 03-09-2023 06:10 ص
دلالات؟ الدلالات الوحيدة هي أن زامبيا ومصر والسعودية جمهوريات موز لا سياسة فيها ولا قضاء، وحلال ألف مرة على الغرب المجرم أن يشارك في حلبها ونهبها واستغلالها، وحرام ألف مرة أي نعيم يتنعم به أي مواطن لتلك الدول الثلاث. فشعوب تلك الدول لا يستحقون الحياة أصلاً ما بالك بالنعيم. المبالغة في الفساد بهذا الشكل لا معنى له سوى الاستخفاف التام بمواطني تلك الدول، وكما قال القرآن الاستخفاف ثم الطاعة وعدم العصيان تعني الفسق وشعوب هذه الدول بتعريف القرآن وليس بتعريفي قوم فاسقون لا جزاء لهم سوى النهب والقهر والاستعباد والإهانة والاستخفاف. هذه هي الدلالات الوحيدة لهذا الحدث.