ملفات وتقارير

خُبراء مغاربة يناقشون زيارة 23 رائد أعمال لدولة الاحتلال الإسرائيلي

مشاركة الوفد المغربي في لقاء إسرائيلي أتى مُحتشما ولم يحظى بتفاعل إعلامي كبير - تويتر
مشاركة الوفد المغربي في لقاء إسرائيلي أتى مُحتشما ولم يحظى بتفاعل إعلامي كبير - تويتر
وسط  أصوات مغربية تُطالب بإنهاء مسار التطبيع المغربي مع الاحتلال الإسرائيلي، شارك 23 رائد أعمال مغربي، الأسبوع الجاري، في لقاء يهم الابتكار الإسرائيلي وريادة الأعمال والتكنولوجيا، في الأراضي المحتلة.

وبحسب المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، إيتمار آيخنر  فإن "وفدا من رواد الأعمال من المغرب شاركوا في دورة "الابتكار وريادة الأعمال الاجتماعية" بمركز تدريب الكرمل في مدينة حيفا، وقد حضروا من المغرب لأول مرة، وضمّ الوفد 23 رائد أعمال من القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والهيئات الحكومية، للمشاركة في تدريب لمدة أسبوعين، يهدف التعرف على النظام البيئي الإسرائيلي عن كثب في ما يتعلق بالابتكار والتكنولوجيا".


وأضاف المراسل في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الوفد المغربي قام بزيارة الجامعات الرائدة في إسرائيل، بما فيها معهد التخنيون ومراكز التكنولوجيا العالية مثل Start-Up Nation Central وغيرها من الشركات الناشئة الناجحة، التي ساهمت في التعلم بشكل مباشر عن إسرائيل طريقة العمل في هذا المجال".

 بين الانتقاد والتأييد
على الرغم من أن حضور 23 رائد أعمال مغربي في لقاء في إسرائيل، لم يحظى بتغطية إعلامية كبرى، إلا أن جُملة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تباينت آرائهم بخصوصه، بين منتقد ومُؤيد، فيما تجاهل البعض الآخر هذا اللقاء. 



وقال المقاول المغربي وصاحب شركة لحلول الواقع الافتراضي، كريم حجوجي، إن "إسرائيل تُعتبر من النماذج الناجحة في مجال الشركات الناشئة، ولكنها لا تحتكر النجاح في هذا المجال، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار القرب المغربي من أوروبا وأن مثل هذه البرامج عادة ما تحتاج إلى خطوط مفتوحة من أجل التكوين المستمر والإشراف على تطور المشاريع".

اظهار أخبار متعلقة



واستفسر حجوجي، في حديثه لـ "عربي21": "هل إسرائيل هي الخيار الوحيد للتعاون في مثل هذه المجالات وهل هذه الزيارات قادرة فعلًا على نقل خبرات حقيقية تُمنح التميز لتجربة الشركات الناشئة في المغرب، أم أنها لا تكون سوى استعراض إعلامي له أهداف سياسية؟".

وتابع: "من المعروف أن التسابق على الريادة في مجال الشركات الناشئة هو مسألة صراع بين الدول حتى بين الدول الصديقة، لأنه أمر استراتيجي للمستقبل الاقتصادي للدول" ويوضح: "من المستبعد أن تعطيك دولة ما المعرفة المتعلقة بالتكنولوجيات التي تجعلها مميزة ورائدة إلا إذا كانت في إطار تقسيم المهام في الاقتصاد العالمي الذي جاء مع العولمة، والذي لن يُؤدي إلى إنشاء شركات رائدة عالميًا وإنما شركات تعتمد على التكنولوجيات الموجودة".


من جهته، اعتبر المُختص في العلاقات الدولية، حسن بلوان، أن زيارة الوفد المغربي لمعاهد البحث العلمي والتكنلوجي في إسرائيل، تأتي "في إطار مسلسل تطوير العلاقات بين الجانبين والتي تعرف دينامية متعددة المجالات".

وأضاف بلوان، في حديثه لـ "عربي21"، أنه "رغم تعثر العلاقات السياسية مؤخرا بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الأراضي الفلسطينية، إلا أن العلاقات الثنائية العلمية والثقافية والسياحية تعرف تطورا ملحوظا بتبادل الوفود والزيارات بين المغرب وإسرائيل" مشيرا إلى أن هذه الزيارة "ستمكن المغرب من تقنيات حديثة ومتقدمة، وستعود بالنفع على مجالات اقتصادية مهمة خاصة في المجال الفلاحي والبيئي".


وأضاف: "لكن في المقابل لا أعتقد أن تنعكس مثل هذا الزيارات على جلب التكنولوجيا العالية الدقة في مجالات حساسة، خاصة فيما يتعلق بالمنظومات الأمنية والعسكرية الحساسة التي تحتكرها إسرائيل لأسباب تجارية أو دواعي الأمن القومي".

اظهار أخبار متعلقة



واستحضارا للعلاقات المغربية الفلسطينية، أكّد المُختص في العلاقات الدولية، أن "مثل هذه الزيارات لن يكون لها أي تأثير على العلاقات المغربية الفلسطينية، على اعتبار أن المغرب منذ إعلانه استئناف العلاقات مع إسرائيل، كان واضحا في الحفاظ على التوازن، مُعتبرا القضية الفلسطينية قضية وطنية لكل المغاربة، وقد تفهمت السلطة الفلسطينية ومعظم الفرقاء الفلسطينيين موقف الدولة المغربية".
التعليقات (0)