مدونات

عمل قليل وأجر عظيم

محمود القلعاوي
الأناضول
الأناضول
عن البراء رضي الله عنه قال: "أتَى النبي صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بالحَديد، فقال: يا رسول الله، أُقَاتِلُ أَوْ أُسْلِمُ؟ قال: أَسْلِم، ثم قَاتل، فأسْلَم ثم قاتل فَقُتِل". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عَمِل قليلاً وأُجر كثيراً" متفق عليه.

والقصة تتكلم عن فضل الله على عباده، فهو المنان واسع الفضل والعطاء يجزل العطاء فيعطى الأجر العظيم لعمل قليل، فزمن إسلام الرجل يسير جدا ولكن عطية الله له عظيمة مات شهيدا في سبيل ربه.

ومثال هذا يوم عرفة فقال صلى الله عليه وسلم: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ". ويوم عاشوراء يكفّر سنة، ويوم عرفة يكفر سنتين، كل هذا الفضل بساعات قليلة من صيام.

ومثاله أيضا: ومن صلَّى العشاءَ في جماعةٍ فكأنَّما قامَ نصفَ الليل، ومن صلَّى الصبحَ في جماعةٍ فكأنَّما صلَّى الليلَ كلَّه.

وركعتان قبل الفجرِ خيرٌ من الدنيا وما فيها، ومن صلَّى اثنتَيْ عشرة ركعة في يومٍ وليلةٍ بنَى الله له بيتا في الجنة، وركعتان في الضُّحَى تُؤدِّي شُكرَ نعمةِ جميع مفاصِلِ الإنسان.

ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم ذنبه". وانظر إلى الكلمة "آمين" كم وقت تأخذ، ولكن نتكاسل عنها فنضيع فرصة توافق تأميننا تأمين الملائكة ومغفرة الذنوب.

وفى قول الله تعالى: "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرا يَرَهُ".. يُحكى أن مسكينا جاء إلى السيدة عائشة -رضى الله عنها- وكان عندها عنقود عنب فأخذت حبات من العنب وأعطتها للمسكين، تعجبت بعض النسوة عندها، فقالت عائشة لهن: تتعجبن تضحكن كم في هذه الحبات من مثاقيل الذر.

نسأل الله أن نكون من أهل فضله وعطائه..
التعليقات (0)