هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اهتمت الصحف الصادرة لدى الاحتلال الإسرائيلي، بالحديث عن عملية إطلاق النار التي نفذت في مدينة الخضيرة المحتلة مساء الأحد، بالتزامن مع "قمة النقب" التي عقدتها تل أبيب بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية و4 دول عربية مطبعة مع الاحتلال، هي مصر والإمارات والمغرب والبحرين.
وأدت عملية إطلاق النار التي وقعت في مدينة الخضيرة المحتلة إلى مقتل جنديين من الاحتلال الإسرائيلي، فيما استشهد المنفذان.
وبينما يصاب الإسرائيليون بالذهول من توالي العمليات الفدائية الفلسطينية الأخيرة، التي بدأت في بئر السبع ولم تنته بعد في الخضيرة، وبينهما سلسلة هجمات فردية متقطعة، تتوجه الأنظار إلى ما يصفونه بـ"الإخفاق" الذي مني به جهاز الأمن العام- الشاباك.
وتعتبر عملية الخضيرة هي الثانية خلال أربعة أيام، فيما نُفذت سبع من الهجمات التسع الأخيرة من قبل حاملي بطاقة الهوية الزرقاء، معظمهم من سكان شرق القدس.. رغم أن منفذي هذه الهجمات لديهم ماض أمني يعرفه الشاباك جيدا.
وذكر الخبير العسكري يوسي يهوشوع في تقريره بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أن "التقييم الميداني الخاص بالجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام قبل شهر رمضان يشير إلى حصر احتمالية حدوث تصعيد أمني في القدس وأراضي الضفة الغربية".
وتابع الخبير: "لكن من الواضح أن هجوم الخضيرة، وقبله بئر السبع، لم يكونا عفويين، بل مخططًا لهما مسبقًا، لأن المسلحين ظهروا منظمين بشكل احترافي، وقد استطاعوا أن يفلتوا من تعقب الشاباك، رغم أنه متواجد بقوة بين فلسطينيي48، وكان يتوقع أن يأتي بنتائج أفضل، لكن دون جدوى".
وأضاف أن "عملية "حارس الأسوار" في أيار/ مايو 2021 التي شهدت انخراطا كبيرا لفلسطينيي48 في أحداث القدس وغزة، وتطلبت دعوة للاستيقاظ في أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية، مع التركيز على العناصر ذات الأبعاد الوطنية".
واستطرد بالقول: "لكن عمليتي بئر السبع والخضيرة تؤكدان أن الشاباك لم يتوفق في إعطاء إشعار مسبق بالأحداث، أو أثناء الاضطرابات، ما يعني أن استخلاصه للدروس المستفادة من العملية الأخيرة ظهرت محدودة، ليس فقط في مجال المراقبة، بل في غياب اليقظة المطلوبة منه".
وأضاف الكاتب في تقريره "حملت عمليتا الخضيرة وبئر السبع بصمات وطنية ذات توجهات إسلامية، وتشيران إلى أنها تتسلل بين فلسطينيي48 دون علم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ما يحمل دلالات بانتشار الأفكار الدينية وتوفر الأسلحة في صفوفهم.. ولعل تفاصيل العملية التي تم تناقل مشاهدها عبر شبكات التواصل أن المنفذين استلهموا طريقة تنفيذها من الأحداث التي تشهدها بعض دول المنطقة".
اقرأ أيضا: قتيلان من شرطة الاحتلال في "الخضيرة" واستشهاد المنفذَيْن
يديعوت أحرنوت
وذكرت الصحيفة ذاتها في مقالها الرئيس الذي أعده كل من يوفال كارني وإيلينا كورئيل، أنه "كان يفترض بـ"قمة النقب"، أن تكون لحظة تاريخية، ولكن بعد وقت قصير من الاجتماع وأثناء وليمة العشاء الاحتفالية، فقد وصلت التقارير عن العملية في الخضيرة".
وذكرت الصحيفة أن "وزارة الخارجية التي خططت لحدث احتفالي، وجدت صعوبة في مواصلة الأمر كالمعتاد، واضطرت في أعقاب العملية لتغيير الخطط، وأطلع وزير الخارجية مائير لابيد وزراء الخارجية العرب المشاركين على تفاصيل العملية في الخضيرة، وبدورهم شجبوا العملية".
ونوهت إلى أن "وليمة العشاء تمت، لكن العرض الاحتفالي ألغي؛ وقد كان من المخطط له أن تقوم المغنية فاليري حماتي بتقديم أغنية "هللوليا" بالعبرية والإنجليزية والعربية".
وأوضح لابيد بحسب الصحيفة العبرية أن "العملية هي محاولة لفرض الرعب والمس بنسيج الحياة هنا، سنكافح العمليات بلا هوادة، وسنقف معا بتصميم مع حلفائنا ضد كل من يحاول المس بنا"، بحسب الصحيفة العبرية.
اقرأ أيضا: لماذا لم يشارك الأردن في "اجتماع النقب"؟
"هآرتس"
من جهتها، أكدت صحيفة "هآرتس" في مقال للخبير العسكري عاموس هرئيل، أن نجاح عملية "الخضيرة"، كشف "الفشل الاستخباري" الإسرائيلي، منوها إلى أنها العملية الثانية في أقل من أسبوع، في إشارة لعملية الدهس الطعن التي نفذها فلسطيني في مركز بئر السبع المحتل، وأدت لمقتل 4 مستوطنين إسرائيليين.
ونبه كاتب المقال إلى أن "الأهداف بقيت متشابهة وهي مراكز المدن داخل الخط الأخضر"، موضحا أن العملية تأتي في ظل استعداد جهاز الأمن الإسرائيلي لإحياء الذكرى العشرين لعملية "السور الواقي" التي تذكرنا بتلك الأيام المرعبة".
ولفتت الصحيفة، إلى أن الأجهزة الأمنية تدرس فرضية وجود "خلفية أيديولوجية تشبه خلفية منفذ عملية بئر السبع"، موضحة أن مقاطع الفيديو المنتشرة على مواقع التواصل عن عملية "الخضيرة"، تشير إلى أن المنفذين "مدربان على استخدام أسلحة مختلفة، وقد أظهرا برود أعصاب تحت النار".
ونوهت "هآرتس" إلى أن "تحقيقات "الشاباك" والشرطة، يجب أن تجيب عن تساؤل، لماذا للمرة الثانية على التوالي لم يكن هناك إنذار مسبق، وفي هذه المرة الحديث لا يدور عن عمل شخص منفرد، لأن المنفذين كانا يحملان مسدسا على الأقل، وربما هناك من باعه لهما".
وأفادت بأنه بعد العملية ومع اقتراب شهر رمضان، "تقرر تعزيز قوات الجيش والشرطة وحرس الحدود في منطقة التماس وفي الضفة الغربية"، موضحة أن "المعارضة ستستغل هذه الفرصة وستتهم الحكومة بالإهمال الأمني".
ورأت أن توقيت تنفيذ العملية "متعمد، وشوش بشكل كامل على الزخم الإيجابي الذي أرادت قمة النقب خلقه، بهدف استمرارية الاختراقة التي أحدثتها اتفاقات التطبيع قبل سنة ونصف السنة تقريبا".