هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ارتفعت أسعار المحروقات في لبنان مجددا، الثلاثاء، في وقت يمر فيه البلد بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية، أن سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان ارتفع 23,400 ليرة (الدولار= 32 ألف ليرة)، وارتفع 98 أوكتان 24,200 ليرة، والديزل 33,000 ليرة، والغاز 26,200 ليرة.
ونقلت صحيفة "الأخبار" عن عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات، جورج البراكس، قوله إن "أسعار النفط ارتفعت عالميا بسبب الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار محلياً".
ولفت إلى أنّ ارتفاع الأسعار في الجداول المقبلة سيتواصل "فمصرف لبنان رفع سعر صرف الدولار المؤمّن منه لاستيراد 85 بالمئة من البنزين من 23,500 إلى 24,600 ليرة. أما سعر صرف الدولار المعتمد في جدول تركيب الأسعار لاستيراد 15 بالمئة من البنزين والمحتسب وفقاً لأسعار الأسواق الموازية والمتوجب على الشركات المستوردة والمحطات تأمينه نقداً، فاحتسب بمعدل 30,837 بدلا من 28,787 ليرة".
اقرأ أيضا: احتجاجات بلبنان لانقطاع الكهرباء.. ودعوات لانعقاد الحكومة
خطر الفقر
حذرت "الأخبار" من أن الفقر يسير بشكل غير مسبوق نحو الفقر المستدام، مضيفة أن "صوت الأثرياء يطغى في الشوارع والأسواق. لوهلة يُظن أن لا أزمة في لبنان. حركة المطاعم والمولات وأماكن السهر وسواها توحي بذلك. لكن الواقع، أن الفقراء يقارعون فقرهم بصمت. لم يصبحوا فقراء وفق التعريف التقليدي المبني على احتساب مداخيلهم وثرواتهم، بل بالخسائر اللاحقة بمستقبلهم".
ونقلت عن المستشار في قضايا الفقر والتنمية أديب نعمة، اعتقاده بأن "لبنان دخل في مسار يأخذه نحو عشرات السنوات من الفقر الهيكلي الشديد والعميق. الفقر سيصبح مستداما".
وحذرت الصحيفة من تهميش المناطق الذي ازداد وضوحاً في ظل الأزمة الراهنة، ونقلت عن أديب نعمة قوله إن "الناس تنظر إلى بيروت وبعض مناطق جبل لبنان كأنها تختزل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية".
وكانت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "إسكوا"، قالت إن نسبة الفقر في لبنان وصلت إلى 74 بالمئة من عدد السكان، بعدما كانت 55 بالمئة في 2020، و28 بالمئة في 2019.
وبحسب إحصاءات "إسكوا"، فإن أغنى 10 بالمئة في لبنان يملكون 90 مليار دولار، بمعدل ثروة لكل واحد يبلغ 360 ألف دولار، فيما لا يملك أفقر 50 بالمئة أكثر من 0.1 بالمئة من الثروة.
وفقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90 بالمئة من قيمتها، ودفعت الأزمة ثلاثة أرباع السكان إلى الفقر، وفق مؤسسات دولية، وتسبب نقص السلع الأساسية مثل الوقود والأدوية في تحويل الحياة إلى صراع يومي.
ومنذ عامين، يعاني لبنان أزمة اقتصادية غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلا عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار القدرة الشرائية للبنانيين.