صحافة دولية

NYT: المسيّرات الأجنبية تقلب ميزان الحرب الأهلية في إثيوبيا

عملت الإمارات وتركيا وإيران بهدوء على مدار أربعة أشهر على تزويد إثيوبيا ببعض أحدث المسيرات الهجومية- جيتي
عملت الإمارات وتركيا وإيران بهدوء على مدار أربعة أشهر على تزويد إثيوبيا ببعض أحدث المسيرات الهجومية- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا لكبير مراسليها في أفريقيا، ديكلان والش، قال فيه إنه عندما حقق رئيس الوزراء الإثيوبي نصرا عسكريا مذهلا في وقت سابق من هذا الشهر، في عكس زحف المتمردين على العاصمة والذي هدد بالإطاحة به، نسب ذلك إلى شجاعة قواته.


وقال "الزعيم المبتهج"، آبي أحمد، لقواته على جبهة القتال في كومبولتشا، في 6 كانون الأول/ ديسمبر: "إثيوبيا فخورة ببطولتكم المذهلة، لقد كنتم محط ثقتنا عندما قلنا إن إثيوبيا لن تخسر أبدا".


في الواقع، كان سبب الانقلاب في حظوظ آبي أحمد يحوم في الجو فوقه: أسطول من الطائرات المقاتلة بدون طيار، تم الحصول عليها مؤخرا من حلفاء مصممين على إبقائه في السلطة في منطقة الخليج وأماكن أخرى.


وعملت الإمارات وتركيا وإيران بهدوء، على مدار أربعة أشهر، في تزويد إثيوبيا ببعض أحدث الطائرات المسيرات الهجومية، حتى عندما كانت أمريكا والحكومات الأفريقية تحث على وقف إطلاق النار، ومحادثات السلام.


وتباينت دوافع موردي آبي، إما لكسب المال أو لكسب ميزة في منطقة استراتيجية أو لدعم المنتصر في الصراع المتصاعد الذي اجتاح ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، لكن تأثير الطائرات بدون طيار كان مدهشا - حيث قصفت متمردي تيغراي وقوافل الإمدادات الخاصة بهم أثناء زحفهم على طريق سريع رئيسي باتجاه العاصمة أديس أبابا.


قوة حاسمة


تراجع المتمردون منذ استخدام المسيرات في إثيوبيا لمسافة 270 ميلا تقريبا عن طريق البر إلى الشمال وخسروا شهورا من المكاسب في ميدان المعركة.


ويوم الأحد، قال زعيم تيغراي، ديبريتسيون جبريمايكل، للأمم المتحدة إنه أمر بالانسحاب الفوري لجميع القوات إلى حدود تيغراي، مشيرا إلى أن "الطائرات بدون طيار قدمتها القوى الأجنبية".


وفي رسالة إلى الأمين العام أنطونيو غوتيريش، دعا ديبريتسيون إلى وقف إطلاق النار، تليه محادثات سلام، واصفا "الانسحاب الجريء بأنه سيكون فتحا حاسما للسلام".


وقال المتحدث باسمه يوم الاثنين إن موجة من الضربات الجوية الإثيوبية داخل تيغراي أسفرت عن مقتل 18 مدنيا وإصابة 11 آخرين، في حين لم ترد متحدثة باسم الحكومة الإثيوبية على أسئلة حول استخدام الطائرات بدون طيار.

 

اقرأ أيضا: صحيفة: هكذا حسمت تركيا وإيران والإمارات الحرب في إثيوبيا


من جانبه، وافق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجمعة، على تشكيل لجنة للتحقيق في الانتهاكات وتحديد الجناة، بعد ورود تقارير عن مقتل مدنيين أو اعتقالهم أو طردهم، داخل مناطق النزاع.


وكان آبي أحمد قد أطلق حملة عسكرية بتيغراي في تشرين الثاني / نوفمبر 2020، بعد عام من فوزه بجائزة نوبل للسلام، بالتنسيق مع زعيم إريتريا المجاورة، لكن قواته تعرضت لهزيمة مذلة الصيف الماضي عندما أجبرها متمردو تيغراي على الخروج من تيغراي، ثم بدأوا في التقدم جنوبا، بحلول أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر، كان متمردو تيغراي يقتربون من مدينة ديبري بيرهان، على بعد حوالي 85 ميلا شمال أديس أبابا.


المسيرات التركية تنتشر في أفريقيا


تعد الطائرات التركية بدون طيار جذابة للعديد من الدول الأفريقية التي تسعى إلى الحصول على معدات رخيصة نسبيا، تم اختبارها في المعركة مع القليل من الشروط.


وبعد ظهور طائرات بيرقدار في إثيوبيا مؤخرا، أصر المسؤولون الأتراك على أن بيع المسيرات كان نشاطا تجاريا بحتا، حيث ارتفعت صادرات الدفاع والطيران إلى إثيوبيا إلى 95 مليون دولار هذا العام.

 

أدى احتضان آبي أحمد للطائرات الإيرانية بدون طيار، على الرغم من أنها أقل قوة بكثير من النماذج الصينية أو التركية الصنع، إلى زيادة توتر علاقاته مع واشنطن.


ومنذ آب/ أغسطس، وصل عدد من رحلات الشحن إلى إثيوبيا تديرها شركات طيران إيرانية اتهمتها أمريكا بأنها واجهات لفيلق القدس، الجناح الاستكشافي للحرس الثوري الإيراني. كما سجلت مدونات تتبع الرحلات الجوية الشحنات أيضا.


وقال مسؤول أمريكي إن المسؤولين الأمريكيين في أديس أبابا قدموا احتجاجات خاصة إلى آبي بشأن الرحلات الجوية الإيرانية، وحثوه على قطعها.


وأشارت الصحيفة إلى أن "أسطول مسيرات آبي متواضع"، ويقتصر على "بضع عشرات منها تحت تصرفه"، ويمكن أن تكون مكلفة لتشغيلها وإصلاحها وتزويدها بالأسلحة، لكنها لا تزال تشكل تهديدا قويا لقوات التيغراي.

تجارب متشابهة


قال بيتر سينغر، خبير المسيرات في نيو أمريكا، إن تجربة حرب المسيرات في إثيوبيا وليبيا لها أوجه تشابه مع الحرب الأهلية الإسبانية في الثلاثينيات، عندما استخدمت القوى الخارجية، القتال لاختبار التقنيات العسكرية الجديدة وقياس رد الفعل الدولي لتحديد ما يمكن أن تفعله دون عواقب، "إنها مزيج من الحرب ومختبر المعارك"، لكنها ليست ضمانا للنصر، حيث أنه "كان لأمريكا مسيرات في أفغانستان، ومع ذلك تمكنت طالبان من الصمود لمدة 20 عاما.. فالإرادة البشرية هي التي تحدد نتيجة الحرب".

التعليقات (0)