طب وصحة

دلتا يتفشى.. وجدل لعدم اعتراف أوروبا بلقاحات الهند

وصلت طفرة دلتا إلى بلدان عديدة حول العالم - جيتي
وصلت طفرة دلتا إلى بلدان عديدة حول العالم - جيتي

تسبب فيروس كورونا بوفاة 3,957,862 شخصا في العالم، منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019.


وتأكدت إصابة أكثر من 182,551,180 شخصا بالفيروس منذ ظهوره، وتعافت الغالبية العظمى من المصابين، رغم أن البعض استمر في الشعور بالأعراض بعد أسابيع أو حتى أشهر.


وتستند الأرقام إلى التقارير اليومية الصادرة عن السلطات الصحية في كل بلد، وتستثني المراجعات اللاحقة من قبل الوكالات الإحصائية التي تشير إلى أعداد وفيات أكبر بكثير.


والولايات المتحدة هي أكثر الدول تضررا لناحية الوفيات (605,019) والإصابات (33,679,482)، وفق أرقام جامعة جونز هوبكنز.


على جانب آخر، أظهرت بيانات وزارة الصحة في الهند، الجمعة، تسجيل 853 وفاة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الـ 24 الماضية، ليتجاوز عدد الوفيات منذ بدء الجائحة 400 ألف.


وأوضحت الوزارة الهندية، في بيان، أن "العدد الإجمالي للوفيات في البلاد ارتفع إلى 400 ألف و312".


كما تم تسجيل 46 ألفا و617 حالة إصابة جديدة، ومن ثم بلغ إجمالي عدد الإصابات في البلاد 30.4 مليونا، بحسب المصدر نفسه.


وفي وقت متأخر من الخميس، أكدت السلطات الصحية الهندية أنه "تم التطعيم بما يقرب من 340 مليون جرعة من لقاحات كورونا في البلاد".


دلتا يتفشى


وتتفشى سلالة دلتا شديدة العدوى من فيروس كورونا في أنحاء آسيا، مع تسجيل أعداد قياسية للإصابات الجديدة في أستراليا وكوريا الجنوبية، الأمر الذي دفع ببعض الدول إلى تشديد القيود، والبعض الآخر إلى تسريع وتيرة التطعيم.


ظهرت السلالة الجديدة لأول مرة في الهند في كانون الأول/ ديسمبر، ووصلت إلى حوالي 100 دولة في العالم، فيما حذرت منظمة الصحة العالمية مؤخرا من أنها قد تصبح قريبا السلالة السائدة للفيروس.
وهذه السلالة أيضا هي العامل المحرك وراء الارتفاع الحاد في الإصابات باليابان، مما يلقي بجو من الكآبة على دورة الألعاب الأولمبية التي تقام الشهر الجاري.


وسجلت الجمعة ولاية نيو ساوث ويلز، صاحبة أكبر عدد من السكان في أستراليا، أعلى زيادة يومية في الإصابات الجديدة هذا العام حتى الآن. وتجاوز إجمالي الإصابات بالولاية في أحدث موجات الجائحة 200 معظمها بسلالة دلتا.

 

اضافة اعلان كورونا

وقطعت سيدني، التي يعيش فيها خُمس سكان البلاد البالغ عددهم 25 مليون نسمة، نصف الطريق في إجراءات عزل لمدة أسبوعين لاحتواء الفيروس مع بطء حملة التطعيم على مستوى البلاد.


وقال البروفسور جيل كار خبير الفيروسات بكلية الطب والصحة العامة في جامعة فليندرز: "أعتقد أن اللقاح سيحدّ بالتأكيد من انتشار المرض، وسيقلل أعداد المرضى الذين يحتاجون للعلاج بالمستشفيات. لكن من المؤكد أن الفيروس سيظل ينتشر بين من لم يتلقوا اللقاح".


وحصل ستة بالمئة فقط من سكان أستراليا على اللقاح كاملا، بينما بلغت النسبة 12 بالمئة في اليابان.


وقالت اليابان يوم الأربعاء؛ إن سلالة دلتا المتحورة وراء إصابة ما يقرب من ثلث الحالات في الجزء الشرقي من البلاد بما في ذلك طوكيو، وإن هذه النسبة يمكن أن تزيد إلى النصف بحلول منتصف تموز/يوليو.


وقالت مصادر حكومية لرويترز؛ إن طوكيو وثلاث مناطق مجاورة من ضمن المناطق الخاضعة لوضع "شبيه" بحالة الطوارئ من المقرر أن يستمر حتى 11 تموز/يوليو، وإن زيادة الإصابات في الآونة الأخيرة دفعت المسؤولين إلى الإبقاء على القيود.


وأكدت حاكمة طوكيو يوريكو كويكي الجمعة، أن حظر الجماهير في دورة الألعاب الأولمبية، التي تبدأ يوم 23 من تموز/يوليو الجاري، سيكون خيارا مطروحا إذا تدهور الوضع فيما يتعلق بالفيروس.

وفي كوريا الجنوبية، قال مسؤولون اليوم الجمعة؛ إن الإصابات اليومية بفيروس كورونا تجاوزت 800 وهو أعلى رقم في حوالي ستة أشهر، مع تطعيم أقل من 10 بالمئة من السكان. وزاد متوسط الإصابات الجديدة في البلاد على مدى عشرة أيام متتالية، وأجلت السلطات في سيئول تخفيف إجراءات التباعد الاجتماعي.


وقالت تشون أون مي خبيرة أمراض الجهاز التنفسي في المركز الطبي بجامعة إيوا النسائية في سيئول: "دلتا، هي أكثر السلالات المؤهلة للانتشار الواسع".


وأضافت: "تُظهر الحالات في إندونيسيا والهند وبريطانيا أن كوريا ليست حالة وحيدة، بل هناك دول أخرى كثيرة ستحتاج لإعادة النظر في استراتيجيتها الخاصة بالتطعيم وخطط إعادة الفتح".


وفرضت إندونيسيا رابع أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، إجراءات طارئة تبدأ غدا السبت حتى 20 تموز/يوليو لاحتواء زيادة الأعداد.


وفي الهند، انخفض عدد الإصابات الجديدة إلى أدنى مستوى في شهرين منذ أن بلغ ذروته عند 400 ألف في اليوم في أيار/مايو، مع تركز جهود الحكومة على حملات التطعيم الجماعي.


أوروبا لا تعترف بلقاح الهند


قالت صحيفة "التلغراف" البريطانية؛ إن ملايين البريطانيين يواجهون منعهم من الخروج لقضاء العطلة في بلدان أوروبية، بسبب عدم الاعتراف بلقاحاتهم ضد كورونا في نظام جوازات السفر الأوروبي.


وأشارت الصحيفة إلى أن الملايين من المواطنين تلقوا مطاعيم غير مطابقة لمواصلات وكالة الأدوية الأوروبية؛ لأنها مصنعة في الهند.


وقد يؤدي هذا إلى إبعاد إعادة آلاف البريطانيين من المعابر الحدودية مع الاتحاد الأوروبي؛ لأنهم تلقوا النسخة الهندية من مطعوم أسترازينيكا المسماة "كوفيشيلد".


وأثار عدم اعتراف الاتحاد بهذه المطاعيم جدلا في آسيا وأفريقيا، بسبب الاستخدام الواسع للقاح، الذي يشعل العمود الفقري لنظام كوفاكس لتوزيع اللقاحات.

 

دلتا تغير أعراض كورونا

 

أظهرت البيانات الصحية للمملكة المتحدة أن الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض كوفيد-19 الآن ربما تغيرت عن تلك الأعراض التقليدية لفيروس كورونا، في الوقت الذي أصبحت فيه سلالة دلتا شديدة العدوى هي السائدة في المملكة المتحدة حاليا.


وتتواصل أعراض الحمى والسعال التي كانت دائمًا شائعة لكوفيد-19، فضلا عن إصابة بعض الأشخاص بالصداع والتهاب الحلق أيضا، وكذلك سيلان الأنف الذي كان عرضا نادرا لفيروس كورونا منذ بدايته، حسبما يقول موقع (ساينس ألرت).


وفي الوقت نفسه، أصبح فقدان حاسة الشم، الذي كان عرضا شائعًا في الأصل، في المرتبة التاسعة.
ويقول الموقع: "هناك عدة أسباب تجعلنا نرى الأعراض تتطور بهذه الطريقة. قد يكون السبب في ذلك هو أن البيانات كانت تأتي في الأساس من المرضى الذين يصلون المستشفى ومن المحتمل أن يكونوا أكثر مرضًا". 


وأضاف "ونظرًا لارتفاع معدلات التطعيم في الفئات العمرية الأكبر سنًا، فإن الشباب يمثلون الآن نسبة أكبر من حالات كوفيد، وتظهر عليهم أعراض أكثر اعتدالًا".


وأرجع الموقع سبب تغير الأعراض إلى تطور الفيروس، والخصائص المختلفة (العوامل الفيروسية) لسلالة دلتا.


وتابع "هذه البيانات مهمة لأنها توضح لنا أن ما قد نعتقد أنه مجرد سيلان للأنف والتهاب في الحلق، يمكن أن يكون حالة من حالات كوفيد-19.


لكنه أشار إلى أن "العوامل المضيفة" مثل العمر والجنس والأمراض الأخرى والأدوية وما إلى ذلك لم يتم أخذها في الحسبان، كما هو الحال في تجربة إكلينيكية صارمة.


وكما هو الحال مع جميع البيانات المبلغ عنها ذاتيًا، قد لا تكون بعض هذه الأعراض نهائية.

 

"لا لتطعيم الأطفال"

 

نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا، أشارت فيه إلى أنه قد يكون السماح للأطفال بالإصابة بفيروس كورونا المستجد والتعافي منه بشكل طبيعي أفضل بالنسبة لهم من التطعيم.

ونقلت الصحيفة عن البروفيسور روبرت دينجوال، من اللجنة المشتركة للتطعيم البريطانية، إنه نظرا لانخفاض حدة أعراض المرض لدى الأطفال والمراهقين، فإن اللقاحات يجب أن تكون "آمنة بشكل استثنائي" حتى لا تسبب ضررا أكثر مما تنفع.

ومن المقرر أن تقدم اللجنة توصيات بشأن تطعيم الأطفال في غضون الأسابيع المقبلة، لكنها تراجعت مرارا عن قرارها لأنها تسعى للحصول على المزيد من بيانات السلامة من أمريكا، بحسب الصحيفة.

لكن "التايمز" أشارت إلى ميل واضح لدى اللجنة لعدم التوصية بتلقيح الأطفال.

 

أشعة الشمس فوق البنفسجية "قد تقتل الفيروس"

 

يمكن لأشعة الشمس فوق البنفسجية أن تعطل عمل جزيئات فيروس كورونا بالكامل تقريبا في 5 دقائق فقط.


هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه العلماء الأمريكيون، نشروا نتائج بحوثهم على موقع bioRxiv.
 

زيعتقد الكثير من العلماء أن جزيئات الفيروس تعيش في الهواء الطلق أقل بكثير بسبب تعرضها للأشعة فوق البنفسجية، مع ذلك فإن العلماء لم يستطيعوا تحديد قوة تأثيرها على الفيروس.


وقرر علماء الأحياء بإدارة البروفيسور في جامعة "اريزونا" الأمريكية، غيورغ فوندراك، حل هذه المشكلة واخترعوا باعثا للأشعة البنفسجية للعب دور الشمس.


واستعان العلماء في تجاربهم بالفيروسيْن التاجيين SARS-CoV-2 و HCoV-NL63. ويسبب الأخير التهاب الشعب الهوائية والتهابات الجهاز التنفسي العلوي.


زأخضع العلماء جسيمات كلا الفيروسين لتأثير الأشعة فوق البنفسجية وتتبعوا كيف تغيرت قدرتهما على البقاء.


ونتيجة لذلك، انخفض في غضون 5 دقائق عدد جسيمات SARS-CoV-2 و HCoV-NL63 التي يمكن أن تصيب الخلايا بنسبة 98 بالمئة. وفقد كلا الفيروسيْن في 20 دقيقة تحت تأثير ضوء الأشعة فوق البنفسجية قدرتهما على البقاء تماما وحصل العلماء على نتائج مماثلة لكل من ضوء الشمس الساطع والخافت.

 

0
التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم