هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن الجيش الأذري، صباح الأحد، السيطرة على مدينة "شوشة" الاستراتيجية في إقليم "قره باغ" الذي يؤكد أنه محتل من أرمينيا.
من جهته، هنأ الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان، باكو، بـ"تحرير شوشة الأذربيجانية"، قائلا: "من صبر ظفر".
جاء ذلك في كلمة ألقاها الأحد، خلال مشاركته في المؤتمر العام السابع لحزب العدالة والتنمية بولاية قوجة إيلي غربي البلاد.
وقال أردوغان: "من صبر ظفر، وهذا ما فعله الإخوة الأذربيجانيون أمام تقاعس مجموعة مينسك عن حل الأزمة في قره باغ".
وأضاف أن فرحة الأذربيجانيين في تحرير أراضيهم المحتلة، هي فرحة بالنسبة لتركيا أيضا.
وأشار إلى أن "تحرير مدينة شوشة مؤشر على قرب تحرير باقي المناطق الأذربيجانية الخاضعة للاحتلال".
وسبق أن أكدت أرمينيا أنه بعد ما يقرب من ستة أسابيع، تقترب الاشتباكات كل يوم من شوشة، في إشارة إلى حجم تقدم القوات الأذرية في حملتها لاستعادة السيطرة على المنطقة.
في المقابل، نفت وزارة الدفاع الأرمنية سقوط مدينة "شوشة" الاستراتيجية بيد القوات الأذربيجانية.
وذكر المتحدث باسم الوزارة، أرتسرون أوفانيسيان، الأحد: "المعارك في شوشة مستمرة، انتظروا وثقوا بقواتنا".
وجاء ذلك في أعقاب إعلان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عن سيطرة قوات بلاده على شوشة، ثاني أكبر مدينة في "قره باغ".
اقرأ أيضا: الجيش الأذري على أبواب "شوشة" الاستراتيجية.. هذه أهميتها (شاهد)
وعلى الرغم من ذلك، سبق أن أكدت أرمينيا السبت، وقوع "معارك شرسة" مع القوات الأذرية ليلا قرب بلدة شوشة. وذكرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان، أن "معارك كثيفة وشرسة اندلعت ليلا قرب شوشة".
وأعلنت أرمينيا أيضا وقوع عمليات قصف منتظمة خلال الليل استهدفت شوشة.
اقرأ أيضا: رئيس أذربيجان يعلن سيطرة قواته على 16 قرية جديدة بقره باغ
مدينة استراتيجية
وتتمتع المدينة الواقعة على قمة تل، وحوّلتها جروفها الصخرية إلى قلعة طبيعية، بأهمية استراتيجية كبيرة.
وتقع على أراض مرتفعة فوق عاصمة المنطقة، ستيباناكرت، وعلى الطريق الرئيس الذي يربط المدينة بأراضي أرمينيا المجاورة، التي تدعم الانفصاليين.
وأفاد مسؤولون في "قره باغ" وأرمينيا، عن وقوع العديد من الهجمات جنوبي شوشة في الأيام الأخيرة.
ووقعت اشتباكات "داشالتي"، وهي بلدة تقع عند أسفل جروف شوشة، وحول بلدة لاتسين في الجنوب.
ووصلت القوات الأذرية أيضا إلى الطريق المؤدية جنوبا من ستيباناكرت، عبر شوشة ولاتسين، إلى الحدود الأرمينية.
ويعد هذا الطريق الرئيس عبر المنطقة، ويعني الاستيلاء عليه عمليا قطع شريان الإمدادات بالنسبة إلى الانفصاليين.
وتم إغلاقه للمرة الأولى الأربعاء الماضي، حيث ذكرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان حينها أن السبب كان إجراء "عمليات بحث عن جماعات تخريبية محتملة".
اقرأ أيضا: ما موقف بايدن من أزمة قره باغ.. ما المطلوب من أذربيجان؟
ويبدو واضحا حتى الآن أن الوصول إلى المنطقة يمثل مكسبا كبيرا لأذربيجان منذ بدء القتال.
وأعلنت أذربيجان، عن تكبيد القوات الأرمينية التي استهدفت المناطق السكنية والعسكرية، خسائر كبيرة في معداتها القتالية، خلال اشتباكات الليل على محاور مختلفة في جبهات القتال.
وأوضحت وزارة الدفاع الأذرية في بيان، أن الاشتباكات تواصلت بشكل مكثف على محاور: آغدره، وآغدام، وخوجاوند، وقوبادلي.
وأشارت إلى أن القوات الأرمينية اضطرت للانسحاب من بعض المناطق على خط الجبهة إثر تكبدها خسائر في الأرواح والتجهيزات العسكرية.
وأضاف البيان أن الجيش الأذري استطاع تدمير 4 دبابات أرمينية من طراز "تي-72" ومدفعيتين من طراز "دي-20"، إلى جانب عدة شاحنات محملة بذخائر.
وردا على اعتداء عسكري أرميني دموي في 27 أيلول/ سبتمبر الماضي، أطلقت أذربيجان عملية عسكرية لتحرير أراضيها في إقليم "قره باغ" الذي تؤكد أنه محتل من أرمينيا.
ومنذ بدء أذربيجان بتحرير أراضيها المحتلة من جانب أرمينيا، تمكنت من استعادة السيطرة على 4 مدن و3 بلدات وأكثر من 200 قرية، فضلا عن تلال استراتيجية.
واستعادت باكو مساحات شاسعة من الأراضي الواقعة على الجانب الجنوبي لقره باغ، حيث قدر الخبراء أنها ظفرت بنحو 15 إلى 20 في المئة من الأراضي التي خسرتها في الإقليم، وسبع مناطق محيطة بها خلال التسعينيات.
لكن جزءا كبيرا من هذه الأراضي عبارة عن سهول، فيما سيكون القتال أكثر صعوبة في الممرات الضيقة والجبال.
بدورها، اعترفت القوات الموالية لأرمينيا في الإقليم، بمقتل أكثر من ألف عنصر، بينما لم تنشر أذربيجان أي أرقام عن خسائرها العسكرية.
في غضون ذلك، يتهم الجانبان كل طرف باستهداف المناطق السكنية بانتظام بالصواريخ والمدافع. وقد تأكد مقتل أكثر من 130 مدنيا من الطرفين.
وفر معظم المدنيين في قره باغ من القتال إلى أرمينيا، وتبدو ستيباناكرت في أيام عديدة مدينة أشباح مع دوي أصوات القصف وصفارات الإنذار في الشوارع المقفرة.