قالت كاتبة
إسرائيلية إنه "على الرغم من مرور
أسابيع قليلة فقط على توقيع اتفاقية التطبيع مع
الإمارات العربية المتحدة، لكن
رجال الأعمال والرياضيين والسياح الإسرائيليين يتدفقون هناك بالفعل"، وعلى
رأسهم فلورا ناحوم، نائبة رئيس بلدية القدس المحتلة، التي "بدت متحمسة للغاية
لدى عودتها من زيارة الإمارات، ولديها كل أنواع الخطط للعلاقات بينهما".
وأضافت "مازال معلم"، الخبيرة في
الشؤون الحزبية والبرلمانية، في مقالها على موقع المونيتور، وترجمته
"عربي21" أن "ناحوم مسؤولة حقيبة الشؤون الخارجية وتطوير الأعمال
والسياحة في البلدية، وسافرت للإمارات خمسة أيام لوضع حجر الأساس للسياحة
الإسلامية لإسرائيل، ومن المتوقع أن تنمو بشكل كبير نتيجة للاتفاقات الإبراهيمية،
وتستعد القدس بالفعل لمئات الآلاف من السياح المسلمين بمجرد انتهاء جائحة
كورونا".
وكشفت ناحوم أن "الإماراتيين تحمسوا
لاستضافتنا، التقيت بعشرات من رجال الأعمال وكبار المسؤولين الحكوميين، لم يسبق لي
أن استقبلت بهذا الحرارة في أي مكان آخر في العالم، ومن المتوقع أن نرى الفوائد
الاقتصادية لهذا السلام قريبا جدا".
وأكدت أن "إسرائيل والإمارات تمتلكان أكثر
اقتصادين تقدمًا في الشرق الأوسط، وسيؤدي ذلك لفتح عوالم جديدة لنا، وستكون
السياحة محركًا اقتصاديًا قويًا للنمو، لأن السياحة الإسلامية لإسرائيل ستزدهر،
كالسياحة المسيحية والحج للأماكن المقدسة، وسيكون الحرم القدسي عامل جذب
للمسلمين".
وأسست ناحوم "مجلس الأعمال الإسرائيلي
الإماراتي للسماح لرجال الأعمال من البلدين بالاتصال، وتسجيل 2500 شخص في هذه
المنصة عبر الإنترنت، ويجري بالفعل التعاون في مجالات مثل التكنولوجيا والطاقة،
كما أنها أسست منتدى نسائيًا مشتركًا بين إسرائيل والخليج، وسلمت رسالة من فلسطينيي القدس
لكبار مسؤولي الإمارات، تطلب منهم استخدام السلام لتحسين وضعهم الاقتصادي".
وتوقعت أن "يقوم عمدة القدس موشيه ليون
بزيارة أبوظبي، مع أن ناحوم ليست الشخصية الرسمية الإسرائيلية الوحيدة التي أقامت
شبكة علاقات واسعة ونشطة مع كبار المسؤولين الإماراتيين، فقد مر أكثر من شهر على
توقيع اتفاقية السلام معها في البيت الأبيض، لكن البلدين كانا جاهزين لذلك".
وأشارت إلى أن "الوفود الإسرائيلية تتوجه إلى
أبوظبي كل يوم، رغم كورونا، ويتم تجميع الجهود التعاونية في كل مجال معًا، ولولا
الوباء، لكان لاتفاق التطبيع حضورا أكبر في إسرائيل، ولكن حتى في هذه الظروف
الصعبة، فإن الأمور تحدث بسرعة".
وأكدت أنه "في 25 أكتوبر، وصل وفد
إسرائيلي من الاتصالات العالية والتقنية إلى الإمارات، ترأسه رجل الأعمال وعضو
الكنيست السابق أريئيل مارغليت، وحلقت الرحلة المباشرة لأبوظبي فوق السعودية، وهو
أمر بدا مستحيلًا قبل شهرين فقط، ومن المقرر أن يجتمع الوفد مع كبار الوزراء
والمسؤولين الحكوميين لإقامة علاقات عمل جديدة مع مستثمري التكنولوجيا
الفائقة".
وأشارت إلى أن "مارغليت على دراية كبيرة بحالة
الأسواق في دول الخليج، وقبل مغادرته مباشرة أعلن عن الشروع في مشاريع مشتركة
كبيرة، مرجحا أن تنتشر هذه الشراكات في جميع أنحاء العالم العربي، لاسيما في مجال
الطب الرقمي، فمجاله ضخم في الإمارات، أما الأمن السيبراني فهو مهم جدًا لدولة تقع
على بعد 10 كيلومترات فقط من إيران، وتعيش تحت تهديد مستمر منها".
وأشارت إلى أن "السياحة هي إحدى الصناعات
النشطة في الإمارات، وبعد تعرضها لأضرار جسيمة بسبب كورونا، تلقت دفعة من التشجيع
بسبب الفرص الجديدة التي تواجهها، ويمكن العثور على وفود وكلاء السفر ومديري
الخطوط الجوية والصحفيين الذين يغطون السياحة في كل أبوظبي، رغم القيود المفروضة
على انتشار الوباء، وقد وصل وفد من كبار المسؤولين الإسرائيليين بصناعة السياحة
إلى دبي بدعوة من طيران الاتحاد".
وأكدت أن "وسائل الإعلام الإسرائيلية
مليئة بالإعلانات والمقالات حول الإمكانات السياحية للإمارات، ويتم بالفعل بيع
التذاكر وباقات العطلات، وتثير المشاهد من مواقع العطلات والفنادق الفخمة والأسواق
والمناظر الطبيعية الصحراوية خيال الإسرائيليين، وقد أبلغ وكلاء السفر عن اهتمام
متزايد بالجولات المنظمة التي تقدمها الشركات الكبرى، التي تقدم جولات سياحية
شاملة، تشمل الإمارات لبضعة أيام".
وأوضحت أن "الاتفاقية بين إسرائيل والإمارات
تسمح بتنظيم 112 رحلة جوية بينهما أسبوعياً، وأعلنت شركة طيران "أركيع"
الإسرائيلية عن رحلة يومية لأبوظبي، أي 14 رحلة ذهاب وعودة أسبوعيا، وفي 25
أكتوبر، بعد ساعات من إعلان الرحلات المباشرة إلى دبي، باعت شركة إسرائيل إيرلاينز
500 باقة إجازة هناك".
وختمت بالقول إن "هناك رغبة شديدة من
إسرائيل والإمارات في المشاريع التعاونية في كل مجال، حيث وقع فريق مكابي حيفا
لكرة القدم اتفاقية مع نادي العين الإماراتي، ويتوقع أن يلتقيا بمباراة ودية في
أبوظبي قريبا، ومن الواضح أن هذه مجرد البداية، وأشياء كبيرة حقا على وشك الحدوث
بين تل أبيب وأبوظبي، إنهم ينتظروننا هناك، الفنادق لديها طعام كوشير بالحلال،
والكثير من النوايا الحسنة الحقيقية".