بورتريه

عائلة علييف تحكم "أرض النار" (بورتريه)

ورث ملفا شائكا لا يزال يهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها منذرا بحروب إقليمية واسعة- عربي21
ورث ملفا شائكا لا يزال يهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها منذرا بحروب إقليمية واسعة- عربي21

لا ينكر خصومه دوره في عملية التحديث التي شهدتها البلاد تحت حكمه، رغم انتقاده إزاء "الاستفراد بالحكم"، فهو رئيس الجمهورية، ورئيس الحزب، كما أن زوجته هي نائب الرئيس، والعائلة تتوارث السلطة والقوة منذ أكثر من 50 عاما.


نضج إلهام علييف المولود عام 1961 في باكو عاصمة جمهورية أذربيجان في فترة حكم الحزب الشيوعي السوفيتي.

 

بعد أن أكمل دراسته الإعدادية والثانوية في باكو، التحق بمعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية في جامعة موسكو عام 1977. وفي عام 1982 أكمل دراسة الماجستير، وحصل بعدها على شهادة الدكتوراة عام 1985، وفي تلك الفترة أصبح محاضرا وأستاذا في جامعة موسكو.

وفي 1991 انتقل إلى عالم المال والأعمال حيث قاد مجموعة تجارية وصناعية خاصة.

وبعد أفول شمس الحقبة السوفيتية تولى عام 1994 منصب نائب رئيس "شركة أذربيجان العامة للنفط" وكان من فريق التفاوض في المفاوضات التي جرت بين بلاده ومجموعة من شركات النفط الأوروبية فيما سُمّي بـ"اتفاق القرن".

انتخب عضوا في مجلس الأمة الأذري، وترأّس اللجنة الأوليمبية بالإضافة إلى موقع رئيس بعثة المفوضية الأذرية في الاتحاد الأوروبي.

عام 2003، تم تعيينه رئيسا للوزراء، ثم رئيسا للجمهورية خلفا لوالده "حيدر"، الذي حكم البلاد منذ عام 1993، وقاد قبل ذلك الحزب الشيوعي الحاكم بالبلاد (1969 - 1982).

 

توفي والده بعد أن تعرض لأزمات صحية عديدة، أجبرته على تلقي العلاج في الخارج حيث توفي في عيادة خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية بعد معاناة مع قصور في القلب والكليتين، ولم يكن الفوز بالانتخابات بعده أمرا صعبا، إذ حصد "علييف الابن" أكثر من 75 بالمئة من الأصوات.

أعيد انتخاب إلهام أعوام 2008 و2013 رئيسا للبلاد، بحصده أصوات أكثر من 87 بالمئة و84 بالمئة من أصوات الناخبين، على الترتيب.

يسجل للرئيس إلهام علييف الذي يجيد التحدث بالتركية والروسية والفرنسية والإنجليزية قيادته للبرامج الحكومية المتعلقة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية التي أدت إلى القضاء تماما على الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية.

 

اقرأ أيضا: "عربي21" تتناول البعدين التاريخي والقانوني لـ"قره باغ" (وثيقتان)

وعمل على تطوير بنية تحتية تشابه تلك الموجودة في المدن والقرى الأوروبية، وباتت أذربيجان من المزودين الرئيسيين للغاز، وأصبح ما يقارب 90 بالمئة من السكان يعتمدون على الغاز الطبيعي، إلى جانب تطوير شبكة مياه الشرب وشق الطرق وفق المواصفات الدولية وإصلاح القديم منها.

وركز إلهام اهتمامه على الطاقة فأنجز عام 2006 خط أنابيب النفط "باكو – تبليسي – جيهان". وبعد أن وقع "اتفاق القرن" بدأ تدفق ضخم للاستثمارات الأجنبية إلى أذربيجان التي باتت تلعب اليوم دورا هاما في ضمان أمن الطاقة في أوروبا، تزامنا مع إطلاق "تاناب" بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المشروع الذي يعد واحدا من أكبر مشاريع الطاقة في العالم بين أذربيجان وتركيا.

ويرى مؤيدو الرئيس أن عائلة علييف نجحت في تحويل جمهورية كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي السابق إلى جمهورية مزدهرة بالطاقة، من خلال إمداداتها إلى أوروبا.

فيما يندد معارضو النظام بالتعيينات في الدولة ومن بينها تعيين زوجته، باعتبارها تهدف إلى ترسيخ حكم عائلة علييف في البلاد، وعلق رئيس حزب المعارضة "مساواة" عيسى قمبر أن "هذا القرار يعيد أذربيجان إلى العصور الوسطى"، معتبرا أن "حكم العائلات لم يعد له مكان في القرن الحادي والعشرين".

كما تتهم منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات الأذرية باستخدام ذريعة "التطرف الإسلامي" لاضطهاد معارضين سياسيين.

ورث إلهام علييف ملفا شائكا لا يزال يهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها منذرا بحروب إقليمية واسعة وهو احتلال الأرمن نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذرية، التي تضم إقليم "قره باغ" وخمس محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام" و"فضولي".

وأدى هذا النزاع إلى حرب بينهما وقعت فيها مذابح وأعمال وحشية وتهجير، خاصة في حق سكانه من الأذريين.

وكثيرا ما يطلق على أذربيجان بأنها "أرض النار" فقد دفعت شعلات النار الطبيعية التي يصدرها التراب الأذري الغني بالغاز السكان إلى منح بلدهم لقب "أرض النار". وترجع أصول هذا التعبير إلى الزرادشتية القديمة، حيث عبد أتباعها اللهيب الصادر من أرض أذربيجان حتى الفتح الإسلامي للبلاد.

وتبدو "أرض النار" بقيادة إلهام علييف على وشك إشعال النار في المنطقة في سبيل استرداد أراضيها من أرمينيا، فيما تتعالى دعوات البدء في حوار بين الطرفين لتجنيب المنطقة حربا قد يتطاير شرارها بعيدا عن "أرض النار".

التعليقات (0)

خبر عاجل