صحافة إسرائيلية

كيف ساهم المستوطنون المتدينون بتفشي كورونا بإسرائيل؟

أحد المستوطنين يرفض تعليمات قوات الاحتلال بالحجر المنزلي- جيتي
أحد المستوطنين يرفض تعليمات قوات الاحتلال بالحجر المنزلي- جيتي

كشفت صحيفة عبرية، عن معطيات جديدة لتضاعف عدد المصابين بفيروس كورونا في "إسرائيل"، مؤكدة أن المصابين في مناطق المتدينين أضعاف المدن العلمانية، وهو ما يشي ربما لفقدان الحكومة الإسرائيلية وفشلها في منع تفشي المرض.

وأظهرت معطيات داخلية رسمية لوزارة الصحة الإسرائيلية، وصلت صحيفة "هآرتس" العبرية، "ارتفاع حاد في عدد المصابين بكورونا في التجمعات المتدينة؛ خاصة في بني براك والقدس، ولوحظ في هذه الأماكن تفشي حقيقي شمل المئات من المصابين الجدد خلال 3 أيام فقط"، بحسب ما ورد في مقال أعده أهارون رابينوفيتش.

ونبهت إلى أن "وتيرة الارتفاع أعلى بكثير من المتوسط في إسرائيل، التي كانت يوم الخميس، يمثل مضاعفة للعدد كل ثلاثة أيام"، منوهة أن "الحديث يدور عن توزيع رسمي لوزارة الصحة، محفوظ بصورة سرية، ويتم تحويله لوزارة الداخلية ومن ثم للسلطات المحلية كل صباح".

وأكدت المعطيات، أن "عدد المصابين في منطقة "بني براك" التابعة لـ"تل أبيب"، ارتفع بـ 8 أضعاف في غضون ثلاثة أيام، فمن 30 وصل 244، وفي القدس كان عدد المرضى الاثنين 78 والآن هناك 314، ما يمثل 4 أضعاف، وفي "بيتار عيليت" قفز العدد من مصابين يوم الاثنين إلى 24 يوم الخميس، وفي "بيت شيمش"، زاد العدد من 4 إلى 34، وفي "تل أبيب" من 85 إلى 191 في ذات الفترة..".

وأشارت الصحيفة، إلى أن "الانتشار السريع في التجمعات المتدينة الكبيرة، أعلى بكثير مما هو في المدن العلمانية الرئيسية".


وحذر رئيس بلدية "بني براك"، ابراهام روبنشتاين، من خطورة الوضع في المنطقة، وقال: "وتيرة الإصابة شديدة، وهي الأخطر من جميع المناطق في إسرائيل، وهناك توقعات مخيفة بشكل كبير، لقد حان الوقت للاستيقاظ"، مضيفا: "حاخامات المدينة يصرخون؛ أوقفوا المراوغة من النصاب القانوني لعدد المصلين الذي يزيد عن 10 أشخاص، وحافظوا على المسافة، وأوقفوا عبء الانقضاض على مراكز التسوق".

وأضاف: "ببساطة، اجلسوا في البيوت، الأمر خطير ومخيف..".

ومع الارتفاع الحاد في عدد المصابين بكورونا، أكدت مصادر في السلطات الأصولية، أن "وزارة الصحة لا تنجح في إبلاغ الإسرائيليين أولا بأول، بأن عليهم الدخول الى الحجر عند مخالطة مصابين بالفيروس، حيث يجب عليهم عزل أنفسهم".


وفي يوم الثلاثاء الماضي، علم رئيس روبنشتاين ومدير عام البلدية، شموئيل ليتوف، أنهما تخالطا مع مصاب بكورونا؛ هو مدير عام مؤسسة "عيزر متسيون" حنانيا تشوليك، وقد وضعا في الحجر، ولكن حتى الآن لم يصلهما أي بيان رسمي من وزارة الصحة أو "الشاباك" حول واجب دخولهما إلى الحجر".

وأفادت "هآرتس"، أن هناك "صعوبة في التواصل مع جمهور الأصوليين؛ لأنه لا يوجد لدى نحو نصف مجتمع المتدينين هواتف ذكية، بل هواتف "حلال" لا يمكن أن تتلقي البيانات من خلالها، والتي تقضي بحجر أنفسهم بعد مخالطة مصابين، ولذلك هم لا يعزلون أنفسهم".

وتابعت: "الجمهور الأصولي، الأمور لديه تسير بشكل مختلف، كثيرون منهم غير مطلعين على المعلومات التي تتدفق في وسائل الإعلام"، موضحة أن "سلطات أصولية كثيرة تريد جسر الفجوة، ولكن الوزارة لا تسمح لها بأخذ دور في معالجة الوضع في مناطقهم، ولهذا يتوقع أن يتسبب ذلك بضرر كبير".

وقال مصدر كبير في بلدية "موديعين عيليت" للصحيفة، أن "شخص ما يسمع بأن جاره أصيب، ولكن الأمور تمر، فلا توجد متابعة أو رقابة، وتجول مصاب بالكنيس، وبعد ذلك يبلغ الناس بعضهم؛ ليس لدينا أي اتصال مباشر مع وزارة الصحة".

وأكد مصدر كبير في السلطات الأصولية بـ"إسرائيل"، أن "وزارة الصحة في الحقيقة لا تعمل لدينا، وعمليا نحن متخلفين أسبوعين عن باقي المناطق"، مضيفا: "وزارة الصحة وجدت نفسها في حدث أكبر منها بعدة مستويات، وهي لا تبلغنا بالمعلومات".

وفي ظل هذا الواقع، "تحاول بلدية "بني براك" العمل نفسها، وتجري البلدية مفاوضات مع مشغلي بعض المنشآت في المدينة، من أجل إيواء الاشخاص الملزمين بالحجر الانفرادي"، كما أن بلدية "موديعين عيليت" بدأت بالعمل بنفسها في توعية الإسرائيليين هناك، في ظل "عدم وجود معلومات منظمة من وزارة الصحة"، وأيضا في "بيت شيمش" قرروا معالجة الأزمة بأنفسهم.

وبرغم عدم وضوح الصورة، بينت الصحيفة أن "الأصوليون بدأوا يدركون خطورة الوضع الذي يوجدون فيه، إزاء انتشار المرض، حيث أغلقت الكنس في معظم المدن الأصولية، وبدأ الحاخامات بدعوة اتباعهم للامتثال لتوجيهات الصحة".

ومع خطورة الوضع، إلا أن "هناك تجمعات ترفض التعاون مع السلطات؛ فالجناح المقدسي المتطرف والتجمعات المتطرفة في "مئة شعاريم" و"بيت شيمش"، ما زالوا يتجمعون في الكنس ولا يلتزمون بالتعليمات التي تمنع وجود النصاب القانوني في الصلوات، وعقد حفل زفاف، وغيرها من الفعاليات داخل الكنس".

ونوهت أن "كل دخول لقوات الشرطة، من أجل إغلاق كنيس أو مدرسة دينية، ينتهي بالمواجهات والاعتقالات، كما عثرت الشرطة في "بيت شيمش" على شقتين لتعليم الأطفال بشكل سري".

التعليقات (0)