اقتصاد عربي

كيف كشف إعصار "التنين" كذب أرقام مشروعات السيسي؟

السيسي قال أيلول الماضي إن قيمة ما أنفقه على البنية التحتية بمصر 4 تريليونات جنيه (250 مليار دولار) بخمس سنوات -تويتر
السيسي قال أيلول الماضي إن قيمة ما أنفقه على البنية التحتية بمصر 4 تريليونات جنيه (250 مليار دولار) بخمس سنوات -تويتر

أكد محللون وخبراء مصريون أن "إعصار التنين"، الذي يضرب أنحاء مصر منذ مساء الأربعاء الماضي، كشف كذب حديث رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي عن إنفاقه 4 تريليونات جنيه على البنية التحتية في مصر.


ورصد نشطاء عجز البنية التحتية على استيعاب مياه الأمطار، وانسداد شبكات الصرف، ما سبب انهيارات وغلق لطرق رئيسية، وانقطاع الكهرباء وخدمات الإنترنت والهاتف الأرضي، والمياه، وسقوط 29 برجا كهربائيا، وتوقف مترو الأنفاق، والقطارات، ووفاة 20 مصريا وإصابة العشرات بحسب احصاءات وزارة الصحة.

وكان السيسي، قال في 23 أيلول/ سبتمبر 2019 الماضي، إن قيمة ما أنفقه على البنية التحتية بمصر 4 تريليونات جنيه (250 مليار دولار) بخمس سنوات.

 



"ثلاثة أبعاد"
وفي تعليقه على ما تعيشه مصر في ظل "إعصار التنين"، وكيف يكشف كذب ما أعلنه السيسي من أرقام وتكلفة لمشروعات البنية الأساسية، قال الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد ذكرالله: "نحن أمام اكتشافين رئيسيين بعد الأزمات المتوالية التي لحقت بالبنية الأساسية وهما عدم قدرتها على استيعاب مياه الأمطار قبل الإعصار الذي نعيشه الآن وأثناءه".

وأكد الأكاديمي المصري، بحديثه لـ"عربي21"، أن "الأمور الطبيعية قد تكون خارج عن السيطرة وأكبر من قدرات الدولة وهي غالبا أزمات أوقاتها محدودة؛ ولكن ما يحدث ليس نتيجة الإعصار وإنما نتيجة أمور متراكمة منذ الماضي"، مشيرا إلى أنه "حتى الأمطار العادية بالسنوات الماضية أدت لصورة تشبه ما يحدث الآن".

وأضاف أنه "وبالتالي يمكننا الحديث عن فشل منظومة البنية الأساسية بصورة رئيسية، خاصة عندما يتحدث مسؤول كبير على رأس الدولة بأنه تم إنفاق 800 مليار جنيه عليها دون أن يوضح تفاصيل إنفاق هذا الكم من الأموال".

ولفت إلى وجود ثلاثة مسارات، الأول أن "هذه الأموال لم تنفق من الأساس ومبالغ فيها، حيث أن جزءا كبيرا منها أسند بعقود أمر مباشر لشركات تابعة للجيش أعطت العمل لشركات من الباطن والتي أعطت لثالثة بسلسلة عطاءات من الباطن أدت لتآكل جزء كبير من الأموال دون إنتاج بأرض الواقع".


اقرأ أيضا :  عاصفة "التنين" تضرب الشرق الأوسط.. وفيات وخسائر (شاهد)


استشارى التدريب ودراسات الجدوى، قال إن "المسار الثاني هو أن هذه الأموال أنفقت بالفعل على مشروعات وتآكل منها جزء بالتعاقد من الباطن ونهب منها جزء آخر عبر نسب تأخذها بعض الهيئات، ونجد أن الباقي قد لا يكفي لمشروع جيد، وهو المسار الثالث".

وأشار إلى أن "ذلك المسار يعني أن هناك أموالا أنفقت ولكن في الطريق غير الصحيح، بمعنى أن المشروعات التي تم تنفيذها الفترة الماضية وقسم كبير منها طرق وكباري لم تكن المشروعات المستهدفة من الأساس".

وأكد ذكر الله، أن "هناك تعبيرا دائما عن الحالة المصرية بأن هناك حولا في اختيار وتخصيص المشروعات، وهذا الحول أدى بالحكومة بعد حوادث السكك الحديدية لشراء جرارات قطارات دون إصلاح المزلقانات رغم أنه الأولى"، مشيرا إلى أنه عندما يكون هناك حوادث يجب معالجة أسبابها بالأساس خاصة مع ندرة الموارد المالية".

وأضاف: "هذا المثال ينسحب على بقية المشروعات التي أقامتها الدولة كالطرق والكباري بمصر الجديدة مؤخرا التي لم تكن محل دراسة جدوى ولا دراسة بيئية وحضارية؛ ما ينسحب بالتالي على البنية الأساسية فنرى هذا المشهد المتكرر مع أية أمطار".

وأكد أستاذ الاقتصاد، بكلية التجارة، جامعة الأزهر، أنه "وبالتالي حتى لو كان هناك مشاريع منفذة فيتم تنفيذها بمستوى جودة منخفض للغاية، وكل دول أوروبا وحتى الأخرى التي نقارنها بمصر مثل تركيا وغيرها لم تسبب فيها أعمدة الإنارة ماسا كهربائيا ولا صعقا للمواطنين رغم كمية الأمطار شديدة الغزارة بالمقارنة بمصر".

وقال إن "هذا مستوى رديء من الجودة التي تنفذ بها الشركات المشروعات إن نُفذت من الأساس"، مبينا أن "الحكومة تهمل كثيرا مشروعات البنية الأساسية الخاصة بالوادي والدلتا، ما جعل 60 بالمئة من قرى مصر بلا صرف صحي، فهو إهمال متعمد ومتراكم منذ سنوات عديدة".

وتحدث الخبير الاقتصادي عن نقطة هامة وهي "عدم أخذ رأي الفنيين والمختصين والأكاديميين بأي شيئ"، مضيفا: "والقاهرة الجديدة خير مثال حيث أكدت دراسات هندسية أن الموقع الذي أقيمت فيه خاطئ وأن أي أمطار ستغمره".

وختم بالقول: "عدم الأخذ بخبرات الاستشاريين والفنيين جزء أصيل مما يحدث لحالة البنية الأساسية بمصر".

"من نعمة إلى نقمة"


من جانبه يرى الخبير الاقتصادي المصري الدكتور علي عبدالعزيز، أن "النظام لا يمتلك رؤية حقيقية لتحسين حياة المواطنين أو الخدمات الأساسية أو توفير سبل الحماية من أية مخاطر".

الأكاديمي المصري، أوضح بحديثه لـ"عربي21"، أن "المشكلة هي أن أولويات النظام ليست كأولويات الشعب، وليست كما يعلن النظام كذبا وتضليلا".

وقال إنه "وبالتالي فمن الطبيعي أن نرى أوامر إسناد مباشر فاسدة بمشروعات الإنشاءات لشركات الجيش أو أخرى مقربة من النظام وهو ما قد يكلف الموازنة العامة 300 مليار جنيه وأكثر فقط كتكلفة مبالغ بها لمشروعات الطرق والكباري والتوريدات المختلفة".

وأشار ‏الأستاذ المساعد بكلية التجارة بجامعة الأزهر، لما يراه المصريون من "نماذج لانهيارت الطرق وتوقف صرفها للمياه أمس واليوم".

وأكد أنه "ما دامت رؤية النظام لا تهتم بالمواطن فطبيعي أن يصرف النظام 500 مليار جنيه على العاصمة الإدارية في حين يبخل بإنفاق 100 مليار جنيه لتطوير السكك الحديدية أو 300 مليار جنيه لتطوير البنية التحتية بشكل شامل وحقيقي وليس بإسناد مباشر فاسد".

وفي نهاية حديثه أشار الخبير الاقتصادي، إلى أن النظام تسبب بإهدار كمية الأمطار الغزيرة التي هطلت بسبب غياب الخطط والبنية التحتية اللازمة، قائلا إنه "من المنطقي بعد كل هذا أن تذهب مياه الأمطار بدون استفادة وأن تتحول من نعمة إلى نقمة تقتل وتدمر وتفسد حياة المواطنين".

"ردود على السيسي"

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي أعاد مصريون نشر تصريح السيسي، فيما تساءل الكاتب الصحفي سيد الجعفري، قائلا: بماذا يجيبه المصريون الآن وهم يغرقون في الأمطار بدون بنية تحتية، بل من غير مقومات الحياة الأساسية من كهرباء ومياه؟



ورصد السفير المصري السابق محمد مرسي، عبر صفحته بـ"فيسبوك"،كيف أن البنية التحتية بالأحياء والمدن الراقية كالتجمع الخامس شرق القاهرة عجزت عن استيعاب الأمطار.

 


وعبر مقطع فيديو مصور رصد الكاتب الصحفي سليم عزوز، كيف أن سقوط الأمطار كشفت البنية التحتية وجعلت مصر خارج نطاق الخدمة بلا كهرباء ومياه وغيرها.


ورصد متابعون كيف أن مشروعات الطرق التي أقيمت في عهد السيسي انهارت ولم تتحمل مياه الأمطار.

 

 

 

 

 

 

التعليقات (0)
أبو بكر إمام
الجمعة، 13-03-2020 06:33 م
لا يُلام السيسي ونظامه --- الإخوان هم سبب تدفق هذه المياه ، لعلهم --- حاشاكم --- .......... فكادون يغرقون مصر ومن حولها ، وإذا أردتم التأكد من صحة هذا الخبر فالخبر اليقين عند --- وزير الأوآف --- الأوقاف --- لأنه صرح بأن الإخوان ينشرون فيروس كرونا

خبر عاجل