صحافة دولية

FP: مبارك لم يكن بطلا لكن من ثاروا ضده هم الأبطال

فورين بوليسي: رئاسة مبارك انتهت لكن العوامل التي أدت إلى زواله السياسي لا تزال قائمة- جيتي
فورين بوليسي: رئاسة مبارك انتهت لكن العوامل التي أدت إلى زواله السياسي لا تزال قائمة- جيتي

نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للأكاديمي هـ. أ. هيلير، يقول فيه إن رئاسة الرجل المصري القوي انتهت في عام 2011، لكن العوامل التي أدت إلى زواله السياسي لا تزال قائمة.

 

ويبدأ هيللر مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بالقول إن "أحد أكثر دعاة مصر الحديثين شهرة هو الشيخ محمد متولي شعراوي، الذي توفي عام 1998 عن عمر 87 عاما، الذي كان مشهورا قبل منصات التواصل الاجتماعي، ومع ذلك فإن أحد مقاطع الفيديو التي لا يزال الناس يشاهدونها على الإنترنت بعد عشرين سنة من وفاته، هي كلمة قالها أمام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في أوج شعبية مبارك، وهو عادة ما يوصف بأنه كلمة حق لعالم في وجه السلطان، حيث قال الشعراوي لمبارك: (إذا كنت قدرنا فليوفقك الله، وإن كنا قدرك فليعنك الله على أن تتحمل)".

 

ويشير الكاتب إلى أن "مبارك ذهب في 25 شباط/ فبراير إلى قدره المحتوم، فتوفي عن عمر يناهز 91 عاما، وبالرغم من تحذيرات شعراوي فإن مبارك لم يتقن التعامل مع مصيره مع الشعب المصري، وسيبقى إرثه دائما هو ثورة الشعب ضده". 

 

ويلفت هيللر إلى أن "مبارك صنع اسمه في مصر بصفته عسكريا، فتدرب ابتداء في الأكاديمية العسكرية ثم أكاديمية سلاح الطيران، التي أصبح قائدا لها لاحقا عام 1972، ثم أصبح نائبا للرئيس تحت قيادة أنور السادات بعد عدة سنوات، ثم اعتلى سدة الرئاسة؛ ليس بسبب حذاقته السياسية، لكن لأنه تم اغتيال رئيسه".

 

وينوه الكاتب إلى أن "ذلك الاغتيال وقع أمام عيون مبارك؛ فقام إسلامي متطرف بقتل السادات، في الوقت الذي كان فيه مبارك يجلس بجانبه، وتلك التجربة شكلت نظرة مبارك بالنسبة للمضي إلى الأمام: تركيز على الأمن وتفسير ضيق لما يعنيه ذلك، ففي بلد كان يعج بالحركات الإسلامية المتطرفة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، فإن نظامه مضى دون معارضة تذكر، وأقام نظاما على تلك القاعدة، وبحسب العالمين طارق مسعود وحازم قنديل، فإن الأجهزة الأمنية المصرية نمت خلال حكم مبارك بشكل أكبر مما يبرره عدد سكان البلد".

 

ويستدرك هيللر بأن "الحكم الديكتاتوري وتحويل الدولة إلى دولة أمنية كانا موضع اهتمام ثانوي بالنسبة لشركاء مبارك الدوليين، خاصة في الغرب، وقليل ممن هم خارج مصر فكروا في التداعيات متوسطة وبعيدة الأمد لنظام بني على القمع الاجتماعي والسياسي، كما لم يدرك الكثيرون خارج البلد بأن نظاما اقتصاديا منح الثروة لشريحة صغيرة جدا في النخبة، مدعومة بالفساد، في الوقت الذي بقيت فيه الغالبية الساحقة من المصريين فقيرة، لا بد أن يؤدي في المحصلة إلى ردة فعل بشكل أو آخر".  

 

ويفيد الكاتب بأن "الأهم بالنسبة للعواصم الغربية كان هو استعداد مبارك للاستمرار في اتفاقية السلام بين إسرائيل والقاهرة، والابتعاد عن موسكو باتجاه حيز النفوذ الغربي، وعندما قامت انتفاضة ثورية في 2011، أنكر العديد من الزعماء الغربيين ما كان واضحا للجميع، وهو أن حكم مبارك لم يكن يمكن الدفاع عنه لسنوات طويلة، وأن الانتفاضة كانت صمام الأمان الذي منع الدولة المصرية من الدمار الكامل والشامل". 

 

ويبين هيللر أنه "مع دخول مصر القرن الحادي والعشرين، أصبح النظام الذي بناه مبارك أكثر توترا، ولم يعد المتطرفون الإسلاميون يشكلون التهديد الذي كانوا يشكلونه في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وأراد المواطنون الاستفادة من ثروة البلد ويبحثون عن مزيد من الحريات، لكن نظام مبارك لم يرد أيهما؛ بل كان يريد فرض نظام أمني ضيق ونظام اقتصادي يخدم الطبقة العليا فقط، وهو ما يعنى أن تصدع هذا النظام كان مسألة وقت".

 

ويشير الكاتب إلى أن "نظام مبارك قام بفرض قانون طوارئ شل المجتمع المدني المصري بحجة الأمن، فعلى مدى سنوات طويلة تم إسكات أو معاقبة ألوان الطيف السياسي كلها، الإسلاميين واليساريين وغيرهم، وكان النظام مبنيا على الديكتاتورية والفساد والمحسوبية واستخدام مؤسسات الدولة من القرن العشرين لخنق المعارضة، وكانت انتفاضة عام 2011 تلقائية، التي حدثت نتيجة لسنوات عديدة من الإهمال وفشل الدولة المصرية في منح الشعور بالكرامة للمصريين". 

 

ويقول هيللر: "إن كان المسؤول عن ذلك شخصا واحدا، فهو مبارك، فكان هو ونظامه من سمح لوضع لا يمكن الدفاع عنه بأن يتفاقم، وكان نظامه هو الذي فشل في معالجة الفساد المستشري في البلد والمحسوبيات وعدم المساواة عندما كانت لديه الفرصة في فعل ذلك مرات عديدة خلال 30 عاما من حكمه، لقد كان هو ونظامه الذين اختاروا الرد على المتظاهرين بالقوة الوحشية على مدى 18 يوما من المظاهرات عام 2011، فكان هو من عجل سقوطه، وهذا في الواقع هو إرثه".

 

ويضيف الكاتب: "كنت في ميدان التحرير ليلة 11 شباط/ فبراير 2011، حيث أذكر فرحة الناس في تلك الليلة، عندما تم تأكيد مغادرته، أذكر الجماهير وهي تهتف (ارفع رأسك أنت مصري)، فمن ناحية كان مبهجا أن ترى المصريين ينشطون لتحقيق مستقبل بديل، ومن ناحية أخرى كانت انتفاضة لم تكتمل لأنها فشلت في جعل الدولة والنظام يعيدان الهيكلة، ولذلك لم يحاسب الزعيم المعزول أو كان حسابه يسيرا".

 

ويرى هيللر أن "سقوطه لم يكن سقوطا للنظام، ومن هذه الناحية، فإن انتفاضة 2011 الثورية كانت ناجحة بصفتها انتفاضة، لكن ليس بصفتها ثورة، فالثورة لم تكتمل، ولذلك تم نقضها". 

 

ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه "بعد تسع سنوات، عندما ينظر المصريون إلى العقد الماضي، فإن مبارك لن يكون بطلا لجيلهم، لكن الأبطال بالنسبة لجيلهم هم من ثاروا ضده، ويبقى حلمهم في بناء مصر ذات الإمكانيات الجديدة لم يتحقق بعد".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (1)
مصري
الأربعاء، 26-02-2020 07:31 م
لم يكن و لن يكون ابدا من بين هؤلاء العسكر الانجاس كلاب تل ابيب بطلا ابدا ، لقد كانت خدعة و شعارات جوفاء و و ما معاهدهم التي يقال عنها كذبا بالكليات العسكرية إلا اماكن موبوءه و اوكار لتهيئة نزلاءها كي يكونوا خدما و حشما للبيت الكبير اسرائيل اي جواسيس و عملاء و هكذا كان العسكر الاوباش الانجاس منذ حرب 1948 و كذبة الاسلحة الفاسدة التي روجوا لها ليصرفوا الانظار عن خيانتهم و قذارتهم و ما تلاها بعد ذلك من تنازل عن قرية ام الرشراش المصرية وهي ايلات الاسرائيليه حاليا ، و ما بطولاتهم المزعومة تلك تلك الا للضحك علي السذج و المغفلين و الاغبياء فلعنة الله علي هؤلاء العسكر الخونة جواسيس تل ابيب الذين فضحهم السيسي كلب تل ابيب في مصر بجرائمه المكشوفة في الخيانة و الجاسوسية و الارهاب القتل و السرقة و النهب و اهدار حقوق المصريين و كل يندي له جبين الانسانية .