ملفات وتقارير

بعد مخرجات "برلين".. ما مستقبل التواجد التركي في ليبيا؟

مؤتمر برلين نص على عدم تواجد أية قوات أجنبية في ليبيا- جيتي
مؤتمر برلين نص على عدم تواجد أية قوات أجنبية في ليبيا- جيتي

نصت بعض بنود الاتفاق الذي تم في قمة "برلين" الأخيرة حول ليبيا على عدم تواجد أية قوات أجنبية على الأرض ومنع دخول أية أسلحة للطرفين في الداخل، وهو ما أثار تساؤلات حول مستقبل التواجد التركي في ليبيا بعد توقيع مذكرتي تفاهم حول التعاون الأمني والبحري.


من جهته وفور عودته من "برلين"، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن "وجود بلاده في ليبيا عزز آمال السلام"، مؤكدًا أن "بلاده لم ترسل حتى الآن أية قوات عسكرية إلى ليبيا، لكنها أرسلت فقط فرق تدريب"، مشيرا إلى إن "عدم توقيع "حفتر" على نص الهدنة حتى الآن، أمر ذو مغزى"، بينما وصف مؤتمر برلين الأخير بأنه "اقتصر على تقديم تعهدات شفهية فقط"، وفق وكالة "الأناضول".

 

ويبقى التساؤل قائما حول: مستقبل الوجود التركي في ليبيا بعد مؤتمر "برلين"؟.. هل يستمر أم يُجمد أم يتراجع؟


إنذار وتجميد


من جهته، أوضح وزير الدفاع الليبي الأسبق، محمد البرغثي أن "مؤتمر "برلين" لم يكن في الموعد الذي كان مقررا له، وكان سبب استعجاله هو إعطاء إنذار لدولة "تركيا" بالابتعاد عن التدخل في ليبيا، وبالفعل أعطى "أردوغان" وعدا للدول بعدم التدخل أو إرسال قوات لليبيا عدا خبراء لتشغيل معدات عسكرية أرسلت في الماضي لحفظ التوازن بين الطرفين".

 

اقرأ أيضا: ما الذي سيتغير بعد مؤتمر برلين حول ليبيا؟

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أنه "بخصوص الاتفاقية حول الحدود البحرية فإنها ستبقى كونها تصب في مصلحة البلدين وتجيزها الاتفاقيات الدولية وهذا حسب رأي "أنقرة"، وما أراه هو أن تشكيل لجنة في القمة الأخيرة مكونة من 5+5 سيكون بمثابة تجميد الأوضاع الحالية وعلى الأرض إلى حين انعقاد مؤتمر "جنيف" القادم"، وفق تقديره.


تركيا هي الأقوى

 
لكن مساعد الحاكم العسكري سابقا في الشرق الليبي، العقيد سعيد الفارسي أكد أن "التواجد التركي بعد مؤتمر "برلين" مرتبط بتنفيذ هدنة وقف إطلاق النار، وحتى الآن هو سيستمر في شكل خبراء على الأرض والدعم بأسلحة نوعية لمنع "حفتر" من السيطرة على "طرابلس".


وفي تصريحاته لـ"عربي21" أشار إلى أن "المؤتمر الأخير في "ألمانيا" رفض التواجد الأجنبي فعلا لكنه كان يستهدف "التركي" فقط، لكن الاتفاقية التركية مع ليبيا تجعل دولة "تركيا" هي الطرف الأقوى حتى الآن في الملف الليبي"، حسب كلامه.


فشل برلين

 
وبدوره قال عضو البرلمان الليبي، صالح فحيمة إن "الفشل في "برلين" لا يخفى على أحد، وهي مجرد محطة أخرى لا تختلف كثيرا عن كل المحطات السابقة من الصخيرات إلى موسكو مرورا بروما وباريس وباليرمو وحتى "أبوظبي"، لذا سيبقى الوضع على ما هو عليه ولن تلتزم أي من الدول الحاضرة في "ألمانيا" فضلاً عن تلك التي تم استثنائها أو تلك التي نأت بنفسها عن المشاركة فيه".

 

اقرأ أيضا: كاتب تركي: هذه أولوية أوروبا بليبيا وفقا لمؤتمر برلين

وأضاف لـ"عربي21": "الغريب في برلين أنه يدعو إلى وقف التدخل الخارجي وهو نفسه مبني على عدم مشاركة الليبيين فيه وعلى تغييبهم عمدا عن طاولة المحادثات، والحلول المعلبة والمصنعة في الخارج جربها الليبيون، ومن الغباء أن تسلك نفس الطريق وتتوقع نتائج مختلفة"، وفق تعبيره.


وتابع: "الحل يجب أن يكون "حلا ليبيا صرفا" وبإرادة ليبية، غير أن هذه الإرادة على ما يبدو لم تكن موجودة أو لنكون أكثر دقة سنقول أنها موجودة لكنها ربما معلقة بشروط"، كما قال.


وماذا عن التدخلات الأخرى؟


وطرح الضابط الليبي وعضو مجلس الدولة، إبراهيم صهد تساؤلات حول التدخلات الأخرى في ليبيا بعيدا عن التواجد التركي ومنها تواجد "إماراتي" على الأرض مثل قاعدة "الخادم" في منطقة "الخروبة" (شرق ليبيا) والتي تعمل منذ خمس سنوات، وكذلك وجود الخبراء العسكريين الفرنسيين والأردنيين والمصريين هناك".


وبخصوص "برلين" وتأثيره على التواجد التركي، قال: "مقررات المؤتمر سوف تخضع لكثير من التفسيرات والتأويلات طبقا لمصالح الدول ومواقفها، والقوات التركية محدودة جدا في ليبيا وتقوم فقط بالتدريب والإشراف على تعزيز قدرات قوات الحكومة وكذلك الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار إن تم التوصل إليه فعليا واحترمه "حفتر"، لكن مقررات "برلين" شأن غيرها لن تطبق حرفيا وسنرى نقصا واضحا لها"، كما صرح لـ"عربي21".

التعليقات (1)
نفاق الغرب يقتل الشعوب
الثلاثاء، 21-01-2020 05:23 م
ما يحدث في سوريا و اليمن كافي لان نعرف أن الغرب بقوانين النفاق هذه يريد إبادة الشعب رويدا رويدا و أخد البترول بأسرع وقت ممكن