صحافة تركية

كاتب تركي: هذه أولوية أوروبا بليبيا وفقا لمؤتمر برلين

عقد مؤتمر برلين الأحد الماضي لبحث الأزمة الليبية- جيتي
عقد مؤتمر برلين الأحد الماضي لبحث الأزمة الليبية- جيتي

قال كاتب تركي، إن الغرض الأوروبي من قمة برلين بشأن الأزمة الليبية، تجلى بأطماع كشفتها نتائجها، مشيرا إلى أن الأولوية الأوروبية ليس "إحلال السلام" بالدولة الأفريقية بقدر الحفاظ على مصالحها هناك.

 

وقال الكاتب التركي، أتشيتينار أتشيتين، في مقال له على صحيفة "خبر ترك"، ترجمته "عربي21"، إنه من الصعب التفاؤل بمخرجات قمة برلين لأنها انتهت إلى "غموض بنّاء" باللغة الدبلوماسية، وسنرى بمرور الوقت أنه لا يمكن ترجمة القرارات المتخذة على الطاولة في الميدان.


وأضاف أنه بالنظر إلى الإعلان الختامي لمؤتمر برلين المكون من ست صفحات، نلحظ أن القضية الوحيدة التي تم الإجماع عليها هي حماية النفط الليبي.


وأوضح أنه في الوقت الذي لم يتمكن فيه المشاركون من الجمع بين أطراف النزاع، فإنهم اتفقوا على "التوزيع العادل والشفاف لعائدات النفط"، ودعوا جميع الأطراف إلى "التوقف عن مهاجمة المنشآت النفطية".


وتابع، بأن هذه المسألة ذات الأولوية بالنسبة لفرنسا وألمانيا وإيطاليا، التي تلبي 40 بالمئة من احتياجاتها النفطية من ليبيا.


وأكد على أنه لا يمكن تجاهل "النفاق المبطن" الأوروبي حول إحلال السلام في ليبيا، ومحاولة الدول الأوروبية التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة من روسيا، تأمين نفسها من خلال البحث عن مصادر أخرى.


ولفت إلى أنه مع بدء انعقاد مؤتمر برلين للتأثير عليها، بدأت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بإغلاق حقول النفط الرئيسية بالبلاد، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج اليومي من 1.2 مليون برميل إلى 72 ألف برميل، وقد كان ذلك "ورقة رابحة" في يد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال القمة.


وأشار إلى أن المشاركين بالمؤتمر اتفقوا على عدة عمليات موازية لحل الأزمة، وقرروا إنشاء لجنة عسكرية تتألف من المسؤولين العسكريين من طرفي الصراع، للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، ووضع آليات لذلك.


وأضاف أنه لا يبدو أن من الممكن القدرة على الإشراف على ذلك في خطب جبهة بطول 1350 كم، متسائلا بالوقت ذاته: "على أي أساس سيتم اختيار اللجنة العسكرية من الطرفين في ظل وجود 19 وحدة عسكرية من ضمنها وحدات حفتر في البلاد؟".


ولفت إلى أنه على الرغم من توجيه الأمين العام للأمم المتحدة دعوة للدول بالالتزام بالقرار الأممي بحظر ارسال الأسلحة إلى ليبيا، فإنه لم يوجه حتى الآن أي تحذير لمصر والسعودية والإمارات بسبب دعمها لحفتر، وللمجموعات السلفية هناك.


وأضاف أن تحويل الأزمة الليبية إلى مجلس الأمن ليس لصالح تركيا، محذرا بالوقت ذاته من الضغط الفرنسي، مشيرا إلى تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أن باريس قد تستخدم مزايا عضويتها في مجلس الأمن بشأن الأزمة الليبية.


وأشار إلى أنه في الوقت الذي بدأت فيه فرنسا لعبتها في ليبيا، فقد "فتحت تركيا حوارا مع نحو 41 قبيلة من أصل 46 قبيلة".


ولفت الكاتب إلى أن أوروبا لم تبد أي اهتمام بالملف الليبي منذ عام 2014 وطرح مسألة الوجود العسكري، ومع دخول تركيا وروسيا على خط الأزمة ليصبحا الطرفين الأكثر فاعلية هناك.


وأكد أن تركيا وروسيا أحرجا الدبلوماسية الأوروبية في ليبيا، البلد الذي يعد ذا أهمية استراتيجية بالنسبة لأوروبا من حيث الطاقة والهجرة غير الشرعية والأمن ومكافحة الإرهاب.


اقرأ أيضا: نص البيان الختامي لمؤتمر برلين حول ليبيا.. 55 بندا

التعليقات (2)
من سدني
الأربعاء، 22-01-2020 08:39 ص
البترول اهم من دماء المسلمين ولا مانع من استمرار الحرب اذا مصالح الغرب النفطية لم تتضرر هذه هي الحضارة الغربيه فهل يعي الحمير من الحكام العرب هذه السياسه الغربيه واستهتارهم بدماء المسلمين من كلا الطرفين.
الإفتقار إلى الذكاء
الثلاثاء، 21-01-2020 08:58 ص
بديهي أن الغرب تحكمه مجموعة من الأثرياء أغلبهم صهاينة، لم يمنعوا إبادة الشعب السوري و اليمني.... كيف سيتغير موقفهم مع الشغب الليبي، حرام علينا أن نبقى في هذه السذاجة و العالم يتغير من حولنا