ملفات وتقارير

لهذه الأسباب تحذّر أوروبا من تحوّل ليبيا إلى "سوريا جديدة"

ملفات المهاجرين والنفط والنفوذ التركي تقلق أوروبا- جيتي
ملفات المهاجرين والنفط والنفوذ التركي تقلق أوروبا- جيتي

أثارت التحذيرات الأوروبية في مؤتمر برلين، لبحث الأزمة اللبيبية، من خشية تحولها إلى "سوريا جديدة"، تساؤلات بشأن أسباب هذه الخشية وما الذي سيؤثر على أوروبا جراء تصاعد الفوضى في البلاد التي يحاول فيها أحد الأطراف السيطرة على السلطة المعترف بها دوليا بقوة السلاح.

وقالت صحيفة "التايمز"، في مقال للكاتب البريطاني ريتشارد سبنسر، إن قادة العالم حذورا من تحول ليبيا إلى سوريا جديدة، في حين أكد هذه المخاوف وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، وأعرب عن القلق من الوضع في ليبيا وقال قبل بدء المؤتمر: "علينا التأكد من عدم تحول ليبيا إلى سوريا جديدة".

ويعزز هذه المخاوف بحسب الكاتب، الانقسامات بين الأطراف الأوروبية، حول الوضع في ليبيا، فمن جهة تريد إيطاليا تعزيز سلطة حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، ومن جهة أخرى، تدعم فرنسا اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يشن هجوما متواصلا على العاصمة طرابلس، ورفض التوقيع على اتفاقات وقف إطلاق النار.

ورأى أن الخلافات الأوروبية والمخاوف من "السيناريو السوري"، أخر تحقيق السلام في البلاد، و"فتح الباب أمام الدول الإقليمية مثل روسيا وتركيا لانتهاز الفرصة ودعم مقربين منها".

 

اقرأ أيضا: مجموعة عمل مشتركة دولية حول ليبيا.. هذه مهامها


ووفقا لآراء محللين فإن المخاوف الأوروبية تنقسم إلى شقين: الأول توسع الفوضى في ليبيا بشكل غير مسيطر عليه، ما يعني تدفق المهاجرين، بطريقة يصعب الوقوف أمامها كما حصل في أزمة سوريا، والثاني الرغبة في وقف التحركات التركية ولعب دور أكبر في المنطقة، التي كانت ساحة للتقاسم الاستعماري.

الكاتب والباحث السوري سعد وفائي، قال إن التداخلات الدولية في ليبيا أكثر تعقيدا من الملف السوري، والخوف الرئيس لأوروبا مما يجري هناك، هو التقدم التركي للعب دور إقليمي يوازي حجمها، كما فعلت في سوريا وتسعى للعب دور في أفريقيا.

وأوضح وفائي لـ"عربي21" أن الأوروبيين أمام معضلتين بشأن ما يجري من تحرك تركي بليبيا، الأول "أخذ أنقرة وضعا طبيعيا في الإقليم بعيدا عن أسلوب الوصاية الذي كانت تعامل فيه بالسابق، والأمر الآخر الانفتاح على أفريقيا بعلاقات لا تلائم أوروبا، والتي تسعى بشكل حثيث للحد من نفوذها هناك".

وأضاف: "التحذيرات الأوروبية من تحول ليبيا لسوريا جديدة، ليس ندما على ما جرى في سوريا وإفساح المجال لبشار الأسد لخلق كل هذه الفوضى بالتعاون مع شركاء في المنطقة، ولا خوفا على الليبيين من استمرار الحرب لديهم، لكن هناك مصالح إقليمية ودولية ستتضرر في حال استمرار الوضع على ما هو عليه".

على صعيد المخاوف الأوروبية من الهجرات، قال وفائي: "أزمة اللجوء باتت عالمية، لكن الفارق أنها في ليبيا أكثر حدة، وإذا انفجر خزان اللجوء الأفريقي، فلا يمكن مقارنته بما جرى خلال أزمة سوريا".

وتابع: "الناظر إلى بروكسل اليوم، ربما يجد عدد المهاجرين من أفريقيا أكثر من سكان البلاد الأصليين، وهذا مؤشر على ما يمكن أن يحصل في عموم أوروبا، التي جوعت أفريقيا واستنزفت مواردها، وتركت شعوبها نهبا للفقر والجوع والبحث عن أبسط سبل العيش".

 

اقرأ أيضا: ليبيا.. هل سيستمر إغلاق موانئ النفط بعد اختتام مؤتمر برلين؟


وشدد على أن حل أزمة ليبيا وحتى سوريا لا يكون عبر عقد مؤتمرات بهذه الطريقة، التي يتساوى فيها كل الأطراف فهنالك حتما طرف متورط في الفوضى، ولا بد إعادة ترتيب المجتمع الدولي لحل المشكلات بطريقة ناضجة بعيدا عن المصالح الإقليمية الشخصية.

من جانبه قال المحلل الاستراتيجي الليبي العقيد عادل عبد الكافي: إن "ليبيا اليوم تحولت إلى مرتع للمرتزقة الجنجويد من السودان بتعداد يقارب 3 آلاف والمرتزقة التشاديين المقاتلين مع حفتر بقرابة 1400 مقاتل، وفوضى العسكرة والمرتزقة بالتأكيد تثير خوف أوروبا".

وأضاف عبد الكافي لـ"عربي21": "لا يجب أن ننسى المرتزقة الروس من شركة فاغنر، وهذا مؤشر خطير لأوروبا، والعلاقة مع روسيا، وتنظيم الدولة بات يستفيد من كل هذه الفوضى التي صنعها حفتر، للتحرك في المناطق فضلا عن خزان المهاجرين المهدد لأوروبا".

وأشار إلى أن أوروبا في الوقت الذي تخشى فيه من "تكرار السيناريو السوري في ليبيا"، إلا أنها "لم تصدر بيانا واحدا ضد حفتر، أو تفرض عليه عقوبات لعرقلة تحركاته وجلبه للمرتزقة وخلق كل هذه الفوضى بالبلاد".

ورأى أن "رأس الاهتمامات الأوروبية في ليبيا يكمن في، حقول النفط والغاز ومنع تدفق الإرهابيين إليها، لكنها تصر على عرقلة التحركات التركية وهي دولة عضو في الناتو، وتسعى بكل قوة لسحب الملف منها ومن روسيا لأن نفوذها حتما سيتراجع هناك".

وأكد أن أوروبا في حال أرادت الاستقرار، والتقليل من حجم المخاطر التي تتهددها في حال تواصلت الفوضى بليبيا، فعليها الضغط على حفتر لإنهاء الحرب، والقبول بالهدنة والجنوح نحو الحل السياسي، وإنهاء فكرة السيطرة على السلطة بقوة السلاح.

التعليقات (1)
فهمان
الإثنين، 20-01-2020 08:08 م
للأسف الدول تتلاعب بالدول العربية كطابات البينغ بونغ!! واحنا نايمين.