صحافة دولية

مجلة "تايم" الأمريكية تكشف عن حجم نفوذ كوشنر بالبيت الأبيض

تايم: اتسمت أشهر كوشنر الأولى بعد فوز ترامب بأنها مليئة بالأخطاء- أ ف ب
تايم: اتسمت أشهر كوشنر الأولى بعد فوز ترامب بأنها مليئة بالأخطاء- أ ف ب

نشرت مجلة "تايم" تقريرا للكاتب بريان بينت، تحت عنوان "داخل الدور غير العادي لجارد كوشنر في البيت الأبيض".

 

     

 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحتفظ في مكتبه في البيت الأبيض بنسخة عن الحجر التذكاري لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهي الخطوة التي عمل كوشنر على تنفيذها وإقناع الرئيس دونالد ترامب بها، بالإضافة إلى أنه يحتفظ بنسخة من الخريطة المعدلة لإسرائيل التي وقع عليها ترامب وتضم الجولان.

 

 

      

 

ويلفت بينت إلى أن الحجر والخريطة هما من بين عدة أشياء يزين بها مكتبه، التي تضم وسام الأزتيك الذي منحته له الحكومة المكسيكية؛ لدوره في توقيع اتفاقية التجارة بينها وبين أمريكا. 

 

وتصف المجلة مكتب كوشنر في البيت الأبيض بأنه "معبد لسلطته"، قائلة إن الملفات على مكتبه تعطي صورة عن المهام التي كلف بها من العناية الصحية ولبنان ووسط أمريكا والبيئة ووزارة العدل.

 

      

 

وينقل التقرير عن كوشنر، قوله عن مكتبه الصغير مقارنة مع مكاتب مساعدي الرئيس: "ليس أكبر مكتب في العالم لكنه في وضع جيد"؛ لأنه قريب من مكتب الرئيس، ويحب أن يشير لزواره إلى باب كان يقود إلى الغرفة الداخلية للرئيس تم تغطيته، قائلا: "من هنا كانت مونيكا تدخل"، في إشارة إلى علاقة الرئيس السابق بيل كلينتون مع المتدربة مونيكا لوينسكي.

 

     

 

ويقول الكاتب إن الملفات المتراكمة على مكتبه لا تشمل المهام التي أوكلت إليه كلها، فهو مسؤول عن ملف التسوية السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبناء جدار مع المكسيك، وإصلاح النظام الجنائي والسجون، والمشاركة في محادثات التجارة مع الصين والمكسيك، وتشجيع الإبداع، بالإضافة إلى أنه مسؤول عن حملة إعادة انتخاب ترامب عام 2020، خاصة التمويل والدعاية. 

 

وتورد المجلة نقلا عن براد بارسكيل الذي عينه كوشنر مديرا لحملة ترامب: "لا أحد لديه تأثير في البيت الأبيض أكثر من جارد.. هو رقم 2 بعد ترامب".

 

وينوه التقرير إلى أنه في البداية لم يكن أحد في واشنطن يوافق على تكليف الرئيس لصهره البالغ من العمر 39 عاما بأصعب الملفات، وعدوا الأمر سخيفا، ويظهر الإدارة بالعجز والفساد على أكبر احتمال، فيما خشي الجمهوريون المحافظون من قيام كوشنر وزوجته إيفانكا، وكلاهما متبرعان سابقان للديمقراطيين، مثل ترامب، بحرف الرئيس نحو المركز السياسي، مشيرا إلى أنه بالنسبة لليبراليين فإنهم رأوا في كوشنر حالة خطيرة في المحاباة، فهو هاو يقوم بدور دبلوماسي وليس مستعدا لاستخدام رأسماله السياسي للحد من نزعات الرئيس السيئة. 

 

ويفيد بينت بأن أشهره الأولى بعد فوز ترامب اتسمت بأنها مليئة بالأخطاء، وأدى لقاؤه مع مصرفي روسي على علاقة مع الكرملين للحديث عن تضارب في المصالح، بالإضافة إلى أن دعمه لقرار ترامب عزل مدير "أف بي آي" جيمس كومي أدى إلى تعيين المفتش الخاص روبرت مولر، وكانت هناك شبهة في التصريح الأمني نتيجة لعلاقته بالعقارات والدول الأجنبية، ما دفع ترامب لأن يتجاوز قرار المؤسسة الأمنية والمحامين ومنحه التصريح لدخول البيت الأبيض. 

 

وتقول المجلة إن كوشنر يعترف بأنه تعلم، قائلا: "لقد تعثرت في الطريق.. تعلمت الكثير.. لم أكن على معرفة بهذه الملفات كلها جيدا، ولم أكن أعرف أين تقع مسؤوليتي وأي ملف يقع تحت مسؤولية الأشخاص، ولم أكن أعرف ماذا يعني أن تكون ناجحا". 

 

ويشير التقرير إلى أنه مع مرور الوقت أصبح من أكثر المؤثرين في إدارة ترامب، فكان مهندس الإنجاز التشريعي الرئيسي بين الحزبين في الفترة الأولى لترامب، وساعد في التفاوض على المعاهدة التجارية مع كندا والمكسيك، ودفع ترامب لتبني السعودية وإسرائيل بطريقة غيرت سياسة الشرق الأوسط، ويقول إنه ساعد على التخلص من شخصيات حاولت فرض رؤيتها على الرئيس، قائلا: "آمل أن تتحدث نتائجي عن نفسها"، وأضاف: "لقد حققت الكثير، ويثق بي الرئيس، ويعلم أني أدعمه، ويعلم أنني أستطيع إنجاز الكثير من الأهداف المختلفة". 

 

ويرى الكاتب أن الصورة التي تظهر من مقابلات مع مسؤولين في البيت الأبيض تشير إلى موظف واثق من نفسه، مشيرا إلى أن الحديث مع كوشنر يكشف عن أنه ليس الصوت المعتدل الذي كان الديمقراطيون يأملون في أن يخافه الموالون لترامب.

 

وتنقل المجلة عن كوشنر، قوله: "ما يجب أن تتذكره عندما تعمل مع الرئيس أنك لا تصنع الأمواج لكنه هو من يصنعها، ووظيفتك هي خدمة هذه الأمواج قدر ما تستطيع كل يوم بابتسامة وبروح من الدعابة". 

 

ويلفت التقرير إلى أن رئاسة ترامب ربما اعتمدت على كوشنر، الذي يحاول جمع الأطراف في البيت الأبيض والكونغرس لتحضير الدفاع عن الرئيس في المحاكمة التي ستتم له في 21 كانون الثاني/ يناير، في وقت يقوم فيه بالمصادقة على النفقات المتعلقة بحملة انتخابات 2020 كلها. 

 

وينوه بينت إلى أن تعيين الرؤساء أفرادا من عائلتهم مستشارين وفي مناصب مهمة أمر معروف، من جون أدامز إلى جي أف كيندي وبيل كلينتون، الذي وكل زوجته هيلاري بملف الصحة في ولايته الأولى، مستدركا بأن من النادر تسليم ملفات لشخصيات من العائلة دون تجربة أو خبرة في السياسة. 

 

وتورد المجلة نقلا عن بعض المستشارين في البيت الأبيض، قولهم إن محاكمة الرئيس هي نتاج محاولات كوشنر عزل مساعدين حاولوا وضع أسوار واقية لحماية الرئيس، مشيرة إلى أن النقاد لكوشنر يرون أنه لا يمكن المساس به، وأكد كثير منهم أنه وإن تعلم إلا إن الثقة المفرطة بالنفس ستكون خطيرة. 

 

ويشير التقرير إلى أن كوشنر يصحو كل يوم في الساعة الخامسة والنصف في قصره، الذي تقدر قيمته بـ5.6 مليون دولار، واستأجره مع زوجته إيفانكا في حي كولاروما الراقي الذي يعيش فيه السفراء في واشنطن، إلى جانب عائلة أوباما ومدير "أمازون" جيف بيزوس، وفي الساعة السابعة والنصف يكون في سيارة "س يو في" متجها إلى الجناح الغربي. 

 

ويصف الكاتب يوم عمل لكوشنر في 19 كانون الأول/ ديسمبر، حافل باللقاءات، مشيرا إلى أنه من الصعب تحديد أيديولوجيته، فهو لم يسجل في الحزب الجمهوري إلا في أيلول/ سبتمبر 2018، ويقول إن الكثيرين سخطوا من نفوذه وحدثت حروب في داخل البيت الأبيض، ولهذا تعلم ألا يعبر عن رأيه إلا بشكل شخصي للرئيس؛ لئلا يتم تسريب ما يقول للصحافة، قائلا: "من النادر جدا أن أقدم رأيي للرئيس أمام أشخاص آخرين". 

 

    

   

وتقول المجلة إن كوشنر يعود في أصوله إلى عائلة يهودية أرثوذكسية، ونشأ في ليفنجستون في نيوجيرسي، وكان والداه من المتبرعين الدائمين للحزب الديمقراطي، ومقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أن جارد لم يكن بعيدا عن الجدل، فعندما كان في سن الـ23 عاما اعترف والده تشارلز بتبرعات غير قانونية وتهرب ضريبي، وقضى 24 شهرا في السجن في ألاباما. 

 

ويفيد التقرير بأن علاقة كوشنر مع ترامب لم تتوثق من زواجه عام 2009 بكبرى بنات ترامب، لكن من خلال التجارة، وكونهما وريثين لإمبراطوريتين عقاريتين، لافتا إلى شراء كوشنر بناية 666 في فيف أفينيو في نيويورك عام 2007 بـ1.8 مليار دولار وهو مبلغ ضخم، لكن بعد عام حدث ركود، ما أدى إلى تعرضه للديون، وتكهن الديمقراطيون بأن تقود محاولات الصين وقطر شراء حصص من البناية عام 2017 إلى إمكانية تأثيرهما عليه. 

 

ويبين بينت أن ترامب، مثل كوشنر، يحب إدارة تجارته عبر العائلة، وعندما أعلن عن حملته الانتخابية عام 2017 جلب إليها كوشنر، الذي أصبح عنصرا رئيسيا، وحثه على إجراء المزيد من المقابلات مع محطات التلفزيون المحلية، خاصة في الولايات المتأرجحة، مشيرا إلى أن ترامب اعتمد على كوشنر الذي لم يتول منصبا رسميا ليشرف على التمويل والرحلات والدعاية. 

 

وتلفت المجلة إلى أن كوشنر نجح في المرحلة الانتقالية في إقناع ترامب بالتخلي عن حاكم نيوجيرسي كريس كريستي، الذي حاكم والده سابقا، وعدم اختياره مسؤولا عن الفريق الانتقالي (وهو ما ينفيه)، وعمل على استبعاد عدد من المحافظين الذين انتقدوا ترامب، وهمش آخرين اعتقد أن مواقفهم لا تتوافق مع الرئيس، لكنه دفع لاختيار مايكل فلين لمنصب مستشار الأمن القومي، الذي لم يبق فيه سوى 24 يوما بسبب مكالمته مع السفير الروسي، ودفع لعزل شون سبايسر واستبداله بالممول أنتوني سكراموتشي، الذي لم يستمر سوى 10 أيام، فيما ارتدت جهوده لتبني محمد بن سلمان سلبا عندما اتهم بقتل الصحافي جمال خاشقجي. 

 

وينوه التقرير إلى أن مدير طاقم البيت الأبيض جون كيلي، حاول الحد من قوة كوشنر وطلب منه ومن زوجته إيفانكا استشارته في أي موعد مع الرئيس، لكن كوشنر كان يعلم أن أي شخص يحاول الحد من سلطته يذهب، ففي نهاية عام 2017 كان على خلاف مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس حول نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، ووقف ترامب مع كوشنر رغم تحذيرات الوزيرين، وقال تيلرسون لترامب أثناء لقاء خاص في البيت الأبيض عقد في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017: "أريد قول هذا للتاريخ فقط إنني ضد هذا الأمر"، ولم يمض سوى شهر قبل أن يعرف تيلرسون أنه عزل عندما قرأ تغريدة على "تويتر" وهو في الحمام.

 

ويذكر الكاتب أن كوشنر اقترح استبدال تيلرسون بمايك بومبيو، الذي كان مديرا للمخابرات المركزية (سي آي إيه)، الذي عرفه أثناء المرحلة الانتقالية، مشيرا إلى أن بومبيو دفع بالسياسات المؤيدة لإسرائيل والمعادية لإيران والتي تتوافق مع مواقف كوشنر كلها. 

 

وتختم "تايم" تقريرها بالكشف عن امتداد تأثير كوشنر إلى الكونغرس، ومساعدته في إقناع المشرعين على تمرير قوانين وسياسات، مشيرة إلى أنه على خلاف الدور الذي يقوم به، فإن زوجته إيفانكا تقوم بدور محدد وواضح يتعلق بتطوير دور المرأة في سوق العمل، وقالت إيفانكا: "يميل الرئيس لتكليف جارد بالمشاريع التي يوليها أولوية كبرى".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)

خبر عاجل